للكاتبة عبير سمكري من العرف الاجتماعي أن يكون الرجال قوامون على النساء. وذلك انطلاقا من وازع
ديني وأحكام قانونية وعادات اجتماعية ..حيث تقتضي الأعراف أن يتحمل الرجل
المسؤولية الاقتصادية في العائلة و أن تتولى المرأة شؤون البيت والمشاركة الماديَّة
نسبيا في الأعمال التي قد توفر للأسرة دخلا إضافيا.
هذا العرف ينقلب إلى الضد في بعض الأسر فيها النساء، هن، قوامات على الرجال
لأنهن المسؤولات على تدبير الشؤون الاقتصادية في عائلاتهن. لعائلة قد تفوق الخمسة
أفراد في بعض الأحيان.
كثير من النساء في مجتمعنا مطالبات بالعمل لإعالة العائلة بما فيها الزوج، وتحافظ
المرأة في ذات الوقت على دورها في القيام بالأعمال المنزلية من طهي وتنظيف وتربية
الأطفال أو الإشراف على كل ذلك في وجوّد خادمة منزلية ، في حين ينشغل الرجل
بجلوسه امام الكمبيوتر وقضاء وقته في الألعاب او المحادثات في مواقع التواصل
الاجتماعية و لا يكفيه هروبه من مسئولياته حتى وصل به الحد الى الاعتماد الكلي على
المرأة من الناحية المادية وجلوسه بالمنزل منتظرا عودتها ..
والمقزز والغريب في الأمر انه يتهرب من فشله بصب غضبه على المرأة من خلال
تحميلها كل مظاهر النقص والمهانة التي يشكو منها في علاقته بالمجتمع و شعوره
بالقهر وانها محط كل إسقاطاته السلبية والإيجابية على حد سواء .. و لان الطلاق كلمة
لا وجود لها عند بعض الأسر … يصل الامر الى عنف أسري ..!!
الكثير من فئات المجتمع تهدف إلى التستر على الامر بكل أشكال الادعاء والتبجّح
وخداع الآخرين بمظاهر و قصص لا أساس لها من الواقع واعتبارها حالة شاذة في
عيون المجتمع سنوات طويلة والمرأة تعاني من قهر عكف المجتمع على إخفائه بحجة
الحفاظ على المجتمع وكتمان أسراره الذي وصل فيه الصراع الى معاقبتها بالمقت
و إسدال التهم الباطلة إلى نقطة فاصلة بعدة مراحل لا حصر لها، بدأت بمرحلة إنكار
وجود الظاهرة، ثم مرحلة تسليط الضوء والإشهار بها والحديث عنها ..
وأمام تخلي الرَجل عن الأعمال التي تستنقص من قيمة رجولته الذكورية تجد المرأة
نفسها مجبرة على القيام بالمهام الرجالية لتدخل هذه الاعمال تدريجيا في خانة
اختصاصات المرأة، وهو ما يجعل النساء يكتسبن استقلاليتهن المادية وبالتالي
استقلالية القرار رغم العادات التي تفرض عليها تبعية الرجل في أدق تفاصيل حياتهن.
كافحت المرأة الضعف والصمت والخوف من لوم المجتمع، شقت طريقها لدخول عهد
جديد من التحدي على قهر المجتمع، و الحديث بحرية عن مشاكلها، كشف أصعب
المواقف التي تواجهها، سواء في العمل أو المنزل، و كيف عانت مرارة العنف و القهر
داخل البيت وتنتهي بالتحرش خارجه الذي أصبح يطاردها أينما ذهبت. لكنها لم تصمت
و لم تضعف تمردت على كل ما تعاني منه، مستخدمة أفكار ثقافية جديدة تسعى بها إلى
تغيير واقعها والدفاع عن حقوقها والتمسك بمكتسباتها القليلة، التي يحاربها الرجل
عليها. .واللجوء إلى القانون للحصول على حقوقها، وزيادة وعيها بموقعها في
المجتمع، وإصرارها على إثبات وجودها وفرض نفسها على المجتمع الذكوري الذى..
لا يعترف بأنها نصف مجتمعه .. او اكثر بقليل..!!!
عبير سمكري