كنت لااعرف شيئا".....كان في اوردتي دما ينبض بالبكاء والعزلة ،دما" لايشبه في شيء دم الناس ...كنت اختفي .....خائفة من كل شيء ...من اقرب الناس لي....عندما رأيتك انت...وجدت فيك ملاذا"...اعرف انه لن يكون لي
، هل تفهم؟ كنت اقترب اليك...هاربة منك ..خائفة عليك..فقد كنت وحدك اكثر مني خوفا.....
ورغم هذا ...اتيت اليك...واعطيتك حبي..كأنني اغرق...وانا اعرف عمق البحر...اعرف عمق هذا القلب الذي
غرقت فيه الى اخر الشوط.....وماكان من شيء يبعث في جسدي الراحة...وما من شيء يبعث في الطمأنينة
...حين اكتشف بسهولة ،انك انت من يحتاج الي....ليبكي ...ويطمس كل كآبته في صدري...ويخفي بين ضلوعي...أما وزوجة وحبيبة...
واخذتك نحوي ...ابكي نفسي وابكي هذا الخوف العظيم الذي كنا فيه معا......وحين افكر ان ارحل عنك...
احلم اني عدت الى عينيك واستلقيت بين اهدابك...واني تركت روحي خاشعة في مفرق صدرك........
تتلصص على نبض قلبك...وتهمس في اذنك...مائة شهقة واحبك....بعدها ستصحو على ياسمينة صغيرة تغفو فوق وسادتك تنتظر ان ترويها...اصابعي تتحول الى عشرين زهرة كلما اقتربت من يدك....من دفء حنينك...ايها المهاجر صوب بداية العمر اتعبني اللحاق بحبك ..بكل حروفك ..بكل كلماتك ...احتضن الان
احزاني ورسائلك.....رسالة بعد اخرى ..صارت اوراقك الجميلة نثارات اخذتها رياح المساء...
لماذا يا احب اطفالي لا تريد ان تفهم..مرة واحدةفقط..بأني امزق كل حياتي...حين امزق حرفا واحدا
من حروفك الناعسة العذبة....
تعال سريعا - وانقذني- ربما تنقذ اخر ما كتبت- ربما اندم لاني امزق هذا الثراء الكبير الذي كان اسمه
انت؟
ياحبي انا تائهة وانت مثلي... لكنك ما زلت تعرف الطريق..فتعال مرة واحدة ....والى الابد..ربما تجدني
كاذبة..واني لم امزق اي حرف من حروفك التي كانت ومازالت كل حياتي...............
بقلم رعد الحلمي