(4 ) مدار الأفكار
ذكّر الشكّر
يقول الشاعر العربي :
وما كان شكري وافياً بنوالكم= ولكنني حاولت في الجهـد مذهبا
أفادتكم النعمــاء مني ثلاثة= يدي ولسـاني والضـمير المحجبا
*إمعان الفكر في لوحات الثناء و الشكر!!
*مع الأسف يجنِّد بعض المرشحين من يضع لوحات الشكر مدفوعة الثمن
بأسماء الأصدقاء والمعارف للتضليل!
يقول أرباب اللغة إن الشكر يعني عرفان الإحسان ونشره، ومقابلة النعمة بالقول والفعل والنية، والثناء
على المنعم باللسان، والإشادة بجميل المعروف والإحسان.
والشكر مثل الحمد إلا أن الحمد أعم منه وأشمل، فالإنسان يحمد على صفاته الجميلة، وعلى معروفه
ومزاياه النبيلة ولكنه لا يشكر إلا على معروفه وحسن صنيعه، وقد روى النعمان بن بشير ان النبي
صلى الله عليه وسلم قال: «من لم يشكر القليل، لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله،
والتحدث بالنعم شكر»، ويقال ان الشكر قيد الموجود وصيد المفقود، وكذلك قيل: مصيبة وجب أجبرها
خير من نعمة لا يؤدى شكرها.
ومما يقال أن الحجاج بن يوسف الثقفي بعث الى الحسن بعشرين ألف درهم، فقال: الحمد لله الذي
ذكرني.
وقال المغيرة بن شعبة: اشكر من أنعم عليك وأنعم على من شكرك، فإنه لا بقاء للنعمة إذا كفرت، ولا
زوال لها اذا شكرت، وإن الشكر زيادة من النعم وأمان من النقم، فما يكون من الكريم الا الكرم، ولا
من الجافي إلا الجفاء.
ويقول العلّامة بهاء الدين العاملي صاحب كتاب الكشكول: «قيّدوا النعم بالشكر» وجاء في
الخبر «الشكر وإن قل ثمن كل نوال وإن جل» ويقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله
عنه: «إن الله تعالى لا يفتح على عبد نعمة الشكر فيغلق عنه باب المزيد»
ويقول الشاعر:
رضيـت بالله إن أعطـى شـكـرت=وإن يمنع قنعت وكان الصبر من عددي
ويقول شاعر آخر:
إذا لم يوف حقَّك جهد شكري=فصمتي عن أداء الحق حقُّ
وقد كنت إلى عهد قريب جدا ممن يحسن الظن في كل ما يكتب من
عبارات المديح ولافتات الاشادات والثناء والشكر التي تعج بها مناطق وشوارع وميادين الديرة،
وتتزايد بشكل لافت في المواسم الانتخابية خاصة، رغم قيام البلدية بوضع شروط وضوابط لتنظيم هذه
الإعلانات والحد من تزايدها، وذلك وفقا للقرار الوزاري رقم172 لسنة2006 بشأن لائحة
الإعلانات، حيث قصر إقامتها في المقار الانتخابية فقط. وبالرغم من المبالغة في وضع لافتات الشكر
والثناء الا انني كنت أنظر إليها بشيء من الإجلال على اعتبار انها دليل على العطاء وحسن المواقف
والصنيع وترجمة للقول السائد «ومن يزرع المعروف يحصد الشكر» إلا ان هذه النظرة قد تغيرت
تبعا لرواية احد الاصدقاء ممن نحسبه محل الثقة والله حسيبه، حيث ذكر أن بعض المرشحين يجند من
يقوم بوضع لوحات الشكر مدفوعة الثمن وبأسماء الأصدقاء والمعارف للتضليل بأنها جاءت نتيجة
جهود تستحق الإشادة وتوجب الثناء، وقد طلب من صاحبي - شخصيا - كما يقول وضع لائحة «شكر
صورية» باسمه إلا أنه رفض ذلك الأسلوب واعتبره فخا يشارك في وضعه ضد ابناء الدائرة، ونتيجة
لذلك فقد انقلب المرشح ضده وكذلك فعل كل من يسير في فلكه وعلى منهاجه وخطاه.
وش عاد لو حطيت شكر وعرفان=والا تنـوّع لافتـات التهـانـي
ما ينفعك يا كود فعـلٍ وبرهـان=ترى الورى تدرك جميع المعاني