( 134 ) مدار الأفكار
سلطان القلوب
يقول الشاعر العربي:
سلمت من المكروه والله حافظ= وزالت بقايا البأس وانهزم الضر
وألبسك الرحمن أثواب صحـة= وحالفك التوفيق واكتمل الأجـر
في عام 1985م تعرضت إحدى الأسر الخليجية إلى مأساة كبيرة تمثلت في توقف مصدر رزقها في بلدها إثر
صدور قرار يقضي بإيقاف جميع أفرادها عن العمل وسحب ما بحوزتهم من سكن و أوراق ثبوتية بحجة أن
عميد الأسرة وقبل وفاته كان من (مزدوجي الجنسية)، وعندما ضاقت السبل وأوصدت الأبواب أمام الأبناء
توجه أحدهم لائذاً ومستجيراً في حمى إنسانية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز- حفظه الله
ورعاه - الذي لبى النداء بتواضعه الجم وعطفه الأبوي وتدخل وأنهى معاناة تلك الأسرة وفرّج كربتها رغم
أنها أسرة غير سعودية وحدثت نكبتها خارج حدود المملكة، وفي شهر يوليو عام1990م وأثناء وجودي
مشرفا على باب الأدب الشعبي في مجلة (مرآة الأمة) قمنا بنشر بعض القصائد التي تعبر عن الفرحة بنجاح
العملية الجراحية التي أجريت لسموه في سويسرا ذلك العام وإذا بفيض من الاتصالات والفاكسات و الرسائل
التي يطالب أربابها وبإلحاح بتخصيص عدد يلقي الأضواء على ما قيل من شعر شعبي وفصيح وخواطر أثناء
وبعد رحلة (سلطان الخير) العلاجية، وانطلاقا من تلبية رغبة القراء وإيمانا بالدور القيادي و الإنساني الذي
يقوم به سموه لخدمة أبناء العروبة والإسلام استجابت الإدارة لنبض قلوب الجماهير وتم تخصيص عدد من
المجلة لتلك الغاية وصدر في الأول من أغسطس 1990م إلا أنه بقي حبيس المخازن بسبب الغزو الغادر
الذي تعرضت له دولة الكويت، لقد تذكرت هذه الحوادث والمواقف عندما وجدت أن الفرحة تعم الخليج
بتاريخ 11ديسمبر 2009م ابتهاجا بعودة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب
رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام في المملكة العربية السعودية، بعد رحلته العلاجية
التي تكللت بالنجاح حيث يحظى سموه بحب أبناء الخليج والعرب والمسلمين فقد كسب قلوب الناس بتواضعه
وحلمه وإنسانيته ودوره الفاعل في مجالات الخير، فهو كما يقول صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد
العزيز رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية: (إنه أحد الزعامات العربية
البارزة)، و يقول طارق الحميد: (إن الأمير سلطان بن عبد العزيز مؤسسة خيرية بحد ذاته، محب للخير
والعطاء، ومنفتح على الناس، بجميع مستوياتهم، وأفكارهم، تصاحبه ابتسامة لا تغيب، أياً كان الحدث، أو
المقام، ومن تسنى له حضور بعض مجالسه، المفتوحة للجميع، أو رافقه في رحلاته الخارجية، يعرف تماماً
أنه رجل محب للخير، والتعليم، والتطوير، والانفتاح)، وتقول الزميلة سمر المقرن في بعض كلماتها: ( لم
يكتف سلطان بملء قلوبنا بمحبته في ليلة قدومه والذي توقعنا أنه يحتاج للراحة بعدها حتى رأيناه في ثاني
يوم وهو يزور الجرحى من قواتنا المسلحة والذين أصيبوا في المعارك مع الحوثيين المتسللين لنرى التواضع
والسماحة والندى من جديد وهو بتواضعه يذكرني بأخلاق الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قام
يقبل رؤوس أبنائه الجرحى ويتفقد أحوالهم ويقضي حوائجهم، كان ذلك المشهد تاريخياً لا يمكن لنا أن ننساه،
بل إنه طبع صورة لن تفارقنا جميعاً، لنظل نلهث بملء قلوبنا الصادقة أن يمده الله -عز وجل-بوافر الصحة
والعافية، وأن يطيل لنا بعمره ليظل بيننا يزرع على أرض هذا الوطن حباً وعطفاً.. هذا هو سلطان بن عبد
العزيز رمز الخير والجود والوفاء وعملة نادرة الوجود ورجل ملك قلوب الناس صغيرهم وكبيرهم)،
وبمناسبة عودة سمو الأمير الإنسان،سلطان الخير والإحسان،سلطان الحكمة والزعامة والبرهان،، نشارك
الأشقاء في المملكة العربية السعودية مشاعر البهجة والفرح والسرور ونسأل الله العلي القدير أن يتم على
سموه نعمة الصحة والعافية وأن يوفقه وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وجميع حكام
الخليج لما فيه خير الإسلام و سعادة الأنام.
من فيض حبك يا أبـو خالـد نهنيـك= وشعب الجزيرة فـي سلامتّـك هنّـاك
يا ابن الكـرام اللـي بعـاد ٍ مراميـك= عسى يتحقق بأمـر مـولاك مغـزاك
عسى الولـي يبلغـك غايـة أمانيـك= يا أمير يا قدوة هـل الـرأي بأريـاك
رمـز التواضـع والتفانـي مبـاديـك= وبرج العلا ترقـاه فـي فهـم وإدراك
في منهجك بالخيـر عمّـت حسانيـك= وعن التكبـر والـي العـرش عـذّاك
على طريـق الرشـد هاديـك واليـك= ولا غرتـك فـي زود الأنعـام دنيـاك
ميـزان عـدل ٍ كامـلات ٍ معانـيـك= وصعب ٍ علي تعداد وإحصـى مزايـاك
صغت المثل وأرجو عسى القاف يرضيك=ولي الفخر في مدح مثلـك وشـرواك