( 132 ) مدار الأفكار
قمة الأمة
يقول الشاعر العربي :
كونوا جميعا يا بني إذا اعترى= خطـب ولا تتفرقـوا آحـادا
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا= وإذا افترقن تكسـرت أفـرادا
إن التعاون يعد من أفضل السلوكيات وأكثرها نفعا للإنسانية , فهو أساس البناء الفعال ، ومصدر السعادة
ونجاح الأعمال , و في الاجتماع والإتحاد تحقيق للعزة والنصر, وكسب للقوة والظفر،أما الفرقة فأنها تجلب
الضعف والويلات ,وتسبب المصائب والعثرات , قال تعالى : (وَاعْتَصِمُواْ بحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ ) (آل
عمران 103) ,و قال سبحانه وتعالى مؤكداً أهمية التعاون في حياتنا : (وتعاونوا على البر والتقوى ولا
تعاونوا على الإثم والعدوان ) ( المائدة : 2 ) , وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم
وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) , وتحقيقا
للتعاون وتأكيدا على وحدة المنظومة الخليجية العربية فقد جاءت قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج
العربية في دورتها الثلاثين والتي ستبدأ أعمالها في البلاد غدا الاثنين وسط تحديات إقليمية ودولية كبيرة
ولأن اجتماعها في الكويت رائدة فكرة إنشاء مجلس التعاون الخليجي فالكل يتطلع أن تضيف هذه القمة
انجازا متميزا في سجل الانجازات التي حققتها القمم السابقة في شتى المجالات , وعلى قمة الكويت تعقد
آمال وطموحات مواطني دول المجلس فهي تمثل الطموح الخليجي والأمل العربي ,وكما يقول صاحب
السمو رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان : ( إن القمم الخليجية
لا تعقد كردة فعل لأحداث وتطورات إقليمية ودولية،بل هي حلقة من حلقات منظومة العمل الخليجي
المشترك الذي يأخذ مستويات مختلفة من بينها لقاءات القمة . ومنذ قيام مجلس التعاون حرصنا على
انتظام اجتماعات القمة كمظهر من مظاهر العافية التي يتمتع بها العمل الخليجي المشترك، وكتأكيد على
طابع الاستمرارية في جهودنا من أجل تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء وصولا إلى التكامل الذي يشكل
الأساس في الوحدة الخليجية التي تسعى إليها دول المجلس. ونحن نتفق على إن قمة الكويت تعقد في ظل
تحديات إقليمية ودولية عديدة، كما ندرك أن المكانة التي يحتلها مجلس التعاون الخليجي كلاعب إقليمي
رئيس، وكعنصر من عناصر التأثير في الساحة الدولية، تعطي لاجتماعات القمة أهمية خاصة تتناسب مع
تلك المكانة وهذا التأثير. وبالتالي فإننا حريصون على أن تكون قراراتنا بمستوى التحديات التي نواجهها
ومتناسبة مع المتغيرات والمستجدات الإقليمية المحيطة بنا آخذين بعين الاعتبار أن القرارات التي يمكن أن
تتوصل لها القمة هي محصلة للتشاور المستمر بين دول المجلس، كما إنها تعبير عن الثوابت الأساسية
التي تحكم عمل المجلس , و يجب أن نأخذ بعين الاعتبار إن دول المجلس لا تعمل بمعزل عن القوى
والدوائر الإقليمية والدولية الأخرى، وبالتالي فان عمل القمة ينصب على كيفية بلورة مواقف خليجية
مشتركة إزاء التحديات الراهنة حتى يكون لها التأثير المأمول في أي من الدوائر المشار إليها) , ويقول
رئيس مجلس الأمة جاسم محمد الخرافي : ( إن أهمية قمة الكويت لا تكمن فقط في قراراتها الاقتصادية التي
ستكون لها بالتأكيد نتائج هامة على التنمية العربية بل أيضا إعادة الوحدة إلى الموقف العربي( , ويقول وزير
المالية مصطفى الشمالي : ( إن قمة مجلس التعاون الخليجي التي تستضيفها الكويت ستتوج بتأسيس كيان
الاتحاد النقدي الخليجي تحقيقا للجهود التي بذلها أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس ) , و يقول
الدكتور جمعة بن صالح الغيلاني : ( نتطلع إلى أن تخرج قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية بدولة
الكويت بتوصيات مهمة تدعم هذه المنظومة الخليجية وتحفز قدراتها وتحقق آمال وتطلعات شعوب المنطقة
إلى مزيد من التقدم والازدهار لتصبح قمة الكويت إضافة مهمة إلى منجزات القمم الخليجية السابقة منذ
قيام هذا التجمع الإقليمي الذي اثبت جدارته بالبقاء وحقق مجموعة من الخطوات المهمة على طريق
الوحدة الشاملة لدول المجلس) ,و بالرغم من أن مسيرة مجلس التعاون الخليجي تسير بخطوات بطيئة
بعض الشيء إلا أنها ثابتة وتخرج كل عام بانجازات تهم المواطن الخليجي , وقمة الإنجازات التي تعقد في
الكويت تأتي في ظل العديد من المستجدات سواء على الساحة الإقليمية أو الدولية مما يضفي عليها أهمية
بالغة ويحتم عليها مواصلة العمل الجاد والدؤوب لدفع مسيرة التعاون الخليجي المشترك ونأمل أن تسفر
عن قرارات تسهم في تعزيز مسيرة دول المجلس والارتقاء بها بما يحقق طموح وتطلعات أبناء دول
المجلس وآمال الأمة في الرخاء والنماء والازدهار.
في قمة الإنجاز تصنع قرارات= وخليجنا في قادة الخير مبخوت
على التكامل تستمر المسارات= حتى يتحقق كل مطلوب مثبوت