( 131 ) مدار الأفكار
مملكة التوحيد
يقول الشاعر العربي :
أرضاً زهى التاريخ في أرجائهـا = وسرى الجـلال بأفقهـا مختـالا
هدي النبـوة فـي سـمـاء فضائـهـا = وهج – على وجه الوجود – تلأ لا
وسنا الكتاب يشع فـي أجوائهـا = نوراً تغلغل في السمـاء وطـالا
إن الله امتنّ على الخلق بنعمة الأمن، وذكّرهم بهذه المنّة، ليشكروا الله عليها، ويعبدوه في ظلالها، قال تعالى:
( أَوَلَمْ نُمَكّن لَّهُمْ حَرَماً ءامِناً يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلّ شَىْء رّزْقاً مّن لَّدُنَّا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ)( القصص
: 57 ) ، وقال تعالى : ( فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هَـٰذَا ٱلْبَيْتِ * ٱلَّذِي أَطْعَمَهُم مّن جُوعٍ وَءامَنَهُم مّنْ خوْفٍ )( قريش :
( 3-4 ) وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يؤكد حاجة الإنسان للأمن في قوله : ( من أصبح منكم آمناً
في سربه معافىً في جسده عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ), وأمن المجتمعات كما يقال
من أعظم مقاصد الشريعة ومن أهم واجبات إمام المسلمين ؛ إذ الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة
الدين وسياسة الدنيا به، ولولا الولاة لكان الناس فوضى مهملين وهمجاً مضيعين , وقد جاء استتباب الأمن
والاستقرار في ربوع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية نتيجة طبيعية لتطبيق شريعة الله التي
جاهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله وطيب ثراه – على مدى ( 31 )
عاما ليقيمها كما جاءت في محكم التنزيل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتراث السلف الصالح من علماء
المسلمين , وتحت راية التوحيد وفي حماية المملكة عرفت طرق الحج الأمن الحقيقي لأول مرة منذ ألف عام
أو أكثر , وبالرغم من أن الإخلال بالأمن وزعزعة الاستقرار وإرهاب المسلمين يعد إفسادا في الأرض
وإجراما في حق الخلق يناقض مقصد التشريع العام إلا أن ذلك لم يردع زمرة الشر( الحوثي ) والتي تعود
جذورها وأصولها العقدية كما يقول الدكتور عوض القرني إلى إحدى فرق غلاة الزيدية وهي ( الجارودية)
من الاعتداء على مركز حدودي في قطاع الخوية بمنطقة جيزان السعودية وذلك في الرابع من نوفمبر
الماضي بينما كانت المملكة تستعد لاستقبال الحجاج وتضع كافة الخدمات والإمكانات لخدمة ضيوف
الرحمن بدون استثناء والعمل على تيسير إقامتهم وحركتهم وتأديتهم فريضتهم في جو من الراحة والسكينة
والطمأنينة وتبعا لذلك فقد قامت المملكة بممارسة حقها السيادي في الدفاع عن أراضيها وحماية حدودها
والمحافظة على أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين فيها وقد حظيت تدابيرها و إجراءاتها الحكيمة بتأييد دول
مجلس التعاون الخليجي التي أدانت العدوان و أعلنت تضامنها ووقوفها مع السعودية قلبًا وقالبًا في
مواجهاتها مع قوى الشر والضلال , لأن ما يمس أمن المملكة يمس أمن دول المجلس كما عبّر عن ذلك
الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد الرحمن بن حمد العطية الذي قال : ( إن أي مساس
بأمن المملكة العربية السعودية هو مساس بأمن كل دول مجلس التعاون باعتبار أن ذلك كل لا يتجزأ ) ,
مما يؤكد ما قاله رائد فكرة إنشاء المجلس سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح – رحمه الله
وطيب ثراه : «إن قيام مجلس التعاون الخليجي كفيل بأن يضع قوة الدول الأعضاء سياسيا واقتصاديا على
مسار العمل الجدي لتوطيد الاستقرار في المنطقة وإبعاد خطر التدخل الخارجي عنها وتكريس هذه القوة
لخدمة قضايانا القومية» , نسأل الله العلي العظيم أن يحفظ المملكة العربية السعودية ودول مجلس
التعاون من كل مكروه وأن يضفي على الجميع نعمة الرخاء و الإسلام , والأمن والخير والوئام .
الله يعز ّ المملكة رمـز الإسـلام= دار ٍ لها القرآن شـرع وتعاليـم
دار الفخر والعين والـدال والـلام= درع الخليج وسور عزه عن الضيم
بين الدول تمشي على هدي وإلهام=بإرشاد ماضين الفعال الصواريـم