( 129 ) مدار الأفكار
أمجاد الإتحاد
يقول الشاعر العربي :
دولة الخِير لها المجد اكتَمَل= ْوعَلَتْ عَلياؤها عليا زُحَـلْ
وكَسَتْ أنوارها كـلّ الدُنـا=وغزَتْ أخبارها كُل الـدُولْ
في الثاني من ديسمبر من كل عام تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بيومها الوطني الرامز إلى
توحيدها , ولم شملها بجهود مخلصة تبناها صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله وطيب
ثراه- وأشقاؤه حكام الإمارات لتصبح دولة الإمارات العربية المتحدة دولة عصرية شامخة البناء تحظى
باحترام المجتمع الدولي , وعضوا فاعلا في منظوماته وهيئاته الدولية , وتسير دولة الإمارات بخطى حثيثة
في شتى مجالات التقدم والبناء والازدهار لتحقق للمواطن الإماراتي أفضل سبل العيش الرغيد والمستقبل
الزاهر في ظل الأمن والعدالة والاستقرار . وفي ذكرى قيام الإتحاد تحتفل الإمارات العربية المتحدة الدولة
الاتحادية الوحيدة في العالم العربي التي تحولت مسيرتها الاتحادية من سبع إمارات صحراوية إلى واحة
تنموية نموذجية أبهرت العالم ,وقد ضم الإتحاد : ( أبو ظبي , دبي , الشارقة , الفجيرة , عجمان , أم القيوين
) لتشكل دولة اتحادية باسم الإمارات العربية المتحدة ) وذلك في الثاني من ديسمبر عام 1971م وانضمت
إليها رأس الخيمة في فبراير عام 1972 م , وعن قيام إتحاد الإمارات قال الشيخ زايد – يرحمه الله - : ( إن
الإتحاد هو طريق القوة , طريق العزة والمنعة , والفرقة لا ينتج عنها إلإ الضعف , وإن الكيانات الصغيرة لا
مكان لها اليوم , تلك هي عبرة التاريخ على امتداد العصور ) , ويقول صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل
نهيان – رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة _ : ( في عيد الوفاء سنظل نصون أرضنا الأبية العامرة بالعزة
والكبرياء , إرادة واحدة , وقلبا واحدا , على صفحة ترابنا الوطني , ونقول لإمارات الوفاء لا يسعنا يا وطننا
إلا أن ندعو لك بالرفعة والتقدم والازدهار ) . و يوم الثاني من ديسمبر يعني لأبناء الخليج كما تقول بنت
الإمارات : ( شروق الشمس, و انبلاج الفجر , ونهضة الشعب ,واتساع حدقة الحلم , فهو يوم عرس
للإمارات ,وهو يوم منح للجغرافيا حدودها الرائعة ، ووهب للتاريخ السطور الناصعة،وفيه تفتحت أزهاهير
الأرض، عن اكمام البهجة ومدت السماء يد العطاء لأهل الإمارات الأوفياء ,فيوم الثاني من ديسمبر يجسد
بداية الخطوة ، لرحلة لبست ثياب السندس وارتدت عقال الانطلاقة ، نحو غايات المجد ورؤى الظفر على
ماض قاس ,ومتعب لكنه لم يكن إلا درسا تعلم منه القائد الفذ وقاد السفينة نحو شطآن الأمن والأمان، والخير
والإحسان , وسار بشعبه ينهل من عطاء الأرض بسخاء لم يشهد له التاريخ مثيلا , حيث رفعت النخلة
الإماراتية بورق الشموخ، وتحلت الأرض باخضرار النمو ، وبدت حديقة غناء، انشد لها الطير في السماء،
وجالت لها الخيل بصهيل الفرح والبهجة حتى أضحت الجغرافيا تتلامس مع التاريخ بروح الانتصار على
ماض السنين العجاف , فالثاني من ديسمبر ..ليس يوم احتفال فحسب، وإنما هو مساحة لتلاقي الفرح
بالفرح، وتواصل جبل بجبل، وماض بمستقبل ، حيث يقف الحاضر ، مزهوا بهذا الانتقاء الرباني
الرهيب ، حين يمن الله على شعب كريم بقائد فريد في حكمته ومميز في عطائه ، كبير بحبه ، حتى
صار الحب,و العطاء والتاريخ بكل فصوله وفواصله يسمى باسم زايــد الحب و الخير و العطاء )
وفي ذكرى اليوم الوطني الثامن والثلاثين لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة والذي يصادف اليوم نتقدم
بأصدق التهاني , وأسمى الأماني إلى حكومة وشعب الإمارات ونسأل المولى عز ّ وجل ّ أن يديم على الجميع
نعمة الإسلام والأمن والخير والوئام .
عم ّ الفرح والنور كـل الإمـارات= درة خليج الشرق والعلـم مثبـوت
دار الفخر والمرجلـة والبطـولات= وبين المحافل والدول لاسمها صوت