الشاعرة
العمانية بدرية الوهيبي للوكالة:
وقعت في فخ العمل الصحفي
وأتمنى العودة الى
الشعر بدرية الوهيبي
وكالة أنباء الشعر –عمان – أصيلة المعمري
الشاعرة العمانية بدرية الوهيبي، من أهم الأسماء الشعرية النسائية في عمان، رئيسة القسم الثقافي بجريدة الزمن، شاركت في مسابقات محلية كثيرة وحصدت الكثير من المراكز المتقدمة، لها مشوار ثقافي وأدبي مميز تدعمه تجربة عميقة وحضور متألق، واجتماعيا هي زوجة أحد أهم الاسماء الشعرية في الساحة الشعبية العمانية " مسعود الحمداني " ، التقتها الوكالة عبر مسافة من بوح وكان هذا الحوار..
-الشاعرة بدرية الوهيبي.. بدءا لماذا أنت مبتعدة عن الأمسيات الشعرية في الفترة الأخيرة ؟
ربما لأنه لا جديد ، لا استطيع أن أظهر لأقرأ نصوصا مكررة ، أنا أحترم القارئ وأحترم تجربتي التي لا يمكنني أن استنزفها لمجرد الظهور ، أخذنا كفايتنا وحان الوقت الآن للاشتغال الحقيقي والفعلي على النص من خلال التأمل والقراءة المكثفة بعيدا عن الضجيج والاحتراق والحرق معا ، كما إنني أسير على المثل القائل ( عندما تتحول أحلامك إلى تراب فقد حان وقت الكنس )...
-هل تختفي الشاعرة فيك حينما تغرقين في العمل الصحفي ؟
اختفت تماما منذ أن أشرفت على القسم الثقافي في (الزمن) ،ولا أخفيك اشعر بين الحين والآخر باللحظة للكتابة لكنني ما إن امسك تلابيبها حتى تهرب كمن يفر من قسورة ، ولا اعرف السبب إلا إنني أعطيها وقتها وأمهلها المزيد من الانتظار لحين عودتها ، فلدي نصوص مبتورة غير مكتملة ولا استطيع ولادتها مخدجة ما لم تعد اللحظة المجنونة والجميلة تلك ، وأؤمن تماما" حين يكون البيت قوياً، تكون العاصفة ممتعة".
-أيهما أفضل العمل في المؤسسات الصحفية الحكومية أم الخاصة ؟
لم أجرب الحكومية ، ولكن العمل في الصحافة الخاصة له مميزاتها غير أنها تتبع جميعها الإعلام والقوانين بشكل أو بآخر ، بالنسبة للخاصة فهي أكثر تحررا من القيود مقارنة بالحكومية الملتزمة تماما ولكن أيضا الخاصة تلتزم إمام جهات ومصالح لا يمكنها خسارتها ، وفي عمان لدينا مؤسسة صحفية واحدة ولكن كبار الصحفيين وأهمهم خرجوا منها وبعضهم مازالوا ونحن نقدرهم ونحترمهم جميعا .. تبقى نقطة الامتيازات المادية والرواتب والاستكتاب لدى الصحف الخاصة فهي تمثل إشكالية بالنسبة للصحفيين والمستكتتبين المهمين وكلاهما يمثل أهمية للعطاء وإثراء الصحافة .
--هل أصبحت شاعرات عمان اليوم محظوظات أكثر من شاعرات الجيل الماضي ؟
نعم .. قلت ذلك مرة ، فالجيل السابق تعرض كثيرا للطعن والاتهامات والنكران وهو جيل يمتلك وعيا وثقافة أكثر وتأسس جيدا ومر بمراحل العطب والضعف حتى استقام وشد عوده ، يعني مر بالعراقيل والاشتغال في مراحل تكوينه شيئا فشيئا وما أن تنضج حتى تنسف التجربة وتنسب لآخر بعضهن مل من الوضع والتهم وفضل الاختفاء وذهبت كل ما عملت لأجله الشاعرة إلى الهباء والجحيم ، الاحباطات والشكوك كفيلة بتدمير تجربة حقيقية .
ولكن حقيقة أقولها الشاعرات يمتلكن موهبة خالصة وقاموس لغوي باذخ وجميل ولكن معظم النصوص التي أقرأها بلا روح مجرد نظم شعري ولغة جميلة .
- أنت متزوجة من أحد أهم الأسماء على الساحة العمانية (مسعود الحمداني ) ، هل خدمك ذلك كشاعرة بكل أمانة؟
تزوجت مسعود وأنا متحققة شعريا وفكريا ، نعم أدين له بتكويني الآخر والجانب الذي نتقاسمه (الروحي والعاطفي وحتى الفكري) رغم إن اتجاهه الشعري مختلف عن اتجاهي ولكنني اعتبره الأهم شعريا وإنسانيا ، وهو مرجع ثقافي ومعرفي استفدت منه كثر ما استفدت من القراءات ..
-هل جربت الكتابة والنشر بالشعر النبطي ؟
جربت ولكن في حدود ضيقة فأنا مغسولة بماء الفصيح ، لكنني أحب قراءة الشعر النبطي وتبهرني بعض الصور الشعرية التي لم يأت بها شاعر فصيح قط .
- إلى ماذا تحنين اليوم ؟
يقول الطاهر بن جلون ( وظيفة الأديب هي المشاغبة حتى تبقى الذاكرة يقظة ) ونحن فقدنا المشاغبة والفوضى الخاصة بنا التي كانت تنعكس في أعمالنا، وفقدنا الذاكرة اليقظة، وتركنا كل شيء للمؤسسة الثقافية والمدونات.
-برأيك هل قل الإنتاج الشعري بشكل عام عند شعراء الوطن هذه الأيام ؟ وما أسباب ذلك ؟
عمق و انكسار الإنسان الإشكالي مع نفسه ، والتطبيل الفارغ لبعض السطحيين هو سبب كبير في تراجع الجيد من الشعر رغم إن الزبد يذهب هباء ولكن يبدو أنهم يريدون الزبد فليرجع البحر ودره المكنون ، غير ذلك يعتقد الشاعر وهذا اسمعه دائما من بعض الشعراء انه لا فائدة لأنه لا يوجد تقدير وبالتالي كما قلت مسبقا هي الاحباطات والخيبات التي تكسر الشاعر سببا في تراجعه . والدليل الكم الكبير من الاصدارات السردية مقارنة بالشعرية .
-كونك صحفية .. هل هناك قيود من قبل الرقابة الاعلامية ،ما زالت تقيدك ككاتبة وتمنعك عن الكتابة في بعض المواضيع؟ نعم لاتزال القيود موجودة ولكنها ليست بتلك القوة التي كانت سابقا ، ولدينا بعض الصحفيين ينتظرون حكما قضائيا أو دعائيا بسبب ما تطرقوا إليه ، وبما إننا نحترم الآخر والعادات المعروفة تكونت لدى بعضنا ما يسمى بالرقابة الداخلية وبالصحافة المسئولة التي تكتب ما تشاء ولكن لا تتعدى حدود الاساءة إلى المجتمع والوطن والأعراف ،وأذكر ان شارل بودلير اعتبر العيش بجرأة يوميا -يمكن ان تكون غير معقولة - اذا ادركنا نتائج الجهل بالخطر لا يمكننا التمرد لمجرد التمرد انما ثمة حدود لكل شيء علينا ان نكون أكثر عقلانية ومسؤولية وفي نفس الوقت علينا ان نعري ونفضح الممارسات الخاطئة –ان وجدت- للمؤسسات والأفراد ولكن لنتحاشى الوقوع في القضايا فأنه علينا ايضا بالمقابل ان تكون لدينا اثباتات وأدلة ضدها . - أنت من الصحفيات اللاتي شاركن في ندوة المرأة العمانية والتي أقيمت باوامر سامية من صاحب الجلالة ، هل استفادت الكاتبة العمانية من تلك الندوة فعلاً ، ؟ خاصة وأن أغلب التوصيات التي صدرت من جلالته بعد الندوة كانت لصالح مؤسسات اجتماعية ؟ طالما ان الاحتفاء بحد ذاته للمرأة العمانية وان لم تستفد بعض التخصصات النسوية هو انجاز كبير خاصة وانه جلالة السلطان قابوس حفظه الله أكرم على المرأة باهتمام متواصل غير محدود وهذه الندوة هي ثمرة لا تنسى لتلك المكرمات السابقة منذ النهضة المباركة فالمرأة في عمان تحظى برعاية سامية وعلا شأنها وأصبحت في مضمار المنافسة جنبا الى جنب الرجل فهي وزيرة ووكيلة وسفيرة وتشارك في الانتخابات والتصويت والشورى في حين ان بعض الدول التي سبقتنا ماتزال المرأة تطالب بحقها في التصويت والترشيح والاعتراف الرسمي ، ماكنت اتمناه ليس شيئا يخص الكاتبة فالكاتبة جزء من هذه الدائرة ثم ان لها مكانتها وقدرها الذي ان ارادت ان ترفع من شأنه فوحدها من يستطيع ذلك لا المكرمات والقوانين .شخصيا كنت اتمنى ان تحظى الامهات وربات البيوت بمكرمة تضاهي العمل والجهد وتنشئة الجيل الذي تقدمه من خلال اتاحة الفرصة لأبنائها بالتعليم الجامعي والتقني واتاحة فرص العمل لهم وعدم تشريدهم في الشوارع بلا عمل ، ومنع المخدرات ومغيبات العقل التي تجعل الأم أبأس خلق الله ، هذا هو التكريم الحقيقي. - حصلت على العديد من المراكز المتقدمة في مشاركاتك الشعرية الواسعة ، ما هو المركز الذي فعلا لم تنسي تحقيقه وتفخرين دوما به ؟ شاركت لأول مرة بنص قصصي لم أكن اعرف انه قصة قصيرة وكانت الكتابة الأولى وحصل على المركز الثالث في مسابقة المنتدى الأدبي لعام 1998 ، لست افتخر به لأنها البداية الخالية من كل مخزون ، لكن المركز الأول الذي حصلت عليه في مسابقة النادي الثقافي في الشعر الفصيح هو الانجاز الذي افتخر به كون اللجنة التي منحتني شرف الفوز هو الناقد الكبير د.محمد لطفي اليوسفي والشاعر الكبير زاهر ألغافري. - لماذا لا تظهر شاعرات الفصيح على أغلفة المجلات المهتمة بالثقافة والأدب في حين تظهر الشاعرة الشعبية ؟ لأنهن لسن بجمال شاعرات النبطي ربما ، السؤال أعيده لك شخصيا أصيلة : لماذا انت لم تظهري على أغلفة المجلات وانت شاعرة نبطية ؟ السبب الذي تعولين عليه ليس الجمال أو الظهور بشكل ملفت بعيدا عن ابداعك إنما المبدأ هو ما تعول عليه بعض شاعرات الفصيح ، لسنا (موديلز) أو فتيات أغلفة لدينا رسالة حقيقية فالوجوه تنسى لكن الشعر الحقيقي يبقى ويخلد. ف(بعض) النبطيات تعتني بصورها المنشورة في الصحف والمجلات أما شاعراتنا الفصيحات فتظهر صورهن التي التقطت عبر الأمسيات والندوات ، أذكر مرة في إحدى الأمسيات توقفت شاعرة نبطية عن الإلقاء لأن احد المصورين اقترب منها ليس لأنه أربكها إنما لتظهر ابتسامة ونظرة إعلانية مبتذلة . ناهيك عن شاعرة نبطية كانت مشاركة في مهرجان يحتفي بالمرأة وكانت تسأل ما اذا سنذهب الى الصالون (الكوافير ) لأجل الأمسية .. اضافة الى البهرجة في الملابس التقليدية والبدوية التي لا أرى لها داع ولكن في النهاية هي حرية شخصية وقناعات مختلفة . - هل تختلف الكاتبة في مجال الفصيح عن الكاتبة باللهجة المحكية من ناحية الثقافة ؟ بالتأكيد .. مؤسف ان اقول ذلك ولكنها الحقيقة .الكاتبة بشكل عام سواء في الشعر أو القصة هي كاتبة بإمتياز لديها مخزون ثقافي ومعرفي كبير ولكن الأخرى ثقافتها محدودة وبسيطة (شعبية) الى حد ما . -مؤخرا قام النادي الثقافي بإلغاء أسرتي الشعر والقصة وكنت أول من تناول هذا الموضوع في الصحافة ولكننا لم نعرف رأيك الشخصي ؟ أنا ضد إلغاء أي أسرة ثقافية لأنه يعتبر عدم اعتراف بمجهودات أعضائها ، فأسرة القصة ولدت بعد مخاضات وتعاقب على رئاستها أسماء قصصية منتخبة ومهمة وقدمت اعمالا ما كانت تقدمه المؤسسة الكبرى رغم الامكانيات المادية ، وكذلك أسرة الشعر لولا عدم تفرغ أعضائها ، ولكني أيضا اقول انه في حين كنا نطالب بتكوين جمعية او رابطة شاملة لأدباء عمان ومثقفيها وكان حلما منذ أكثر من عشرين عاما وقد ظهرت أخيرا فلماذا يوزع العمل الثقافي على أكثر من جهة ويشتت بهذا الشكل فلسنا عدد كبير وحتى في بعض المناطق البعيدة عن المركز هل تقام أسرة ثقافية لفردين أو ثلاثة ولكن لو حسبنا الجهات الثقافية فهناك جمعية الكتاب والأدباء وهناك النادي الثقافي والمنتدى الأدبي ووزارة التراث والثقافة بنفسها ومجلس الشعر الشعبي وهناك لجنة حديثة اسمها لجنة الابداع والفكر او الأدب ولجنة لدعم الكتاب العماني والقادم سيكون أجمل لو فقط ابتعدت جميعها عن( الشللية ) والتركيز على أشخاص معينين دون غيرهم . -أصدرت ديوانا يتيما رغم ان بعض من هم في جيلك لديه اكثر من اصدارين ، فهل هناك مشروع لاصدار جديد ؟ حقيقة أشعر بالتعب كلما أسأل أين الشعر أين قصائدك ؟ لأنني فعلا وقعت في فخ العمل الصحفي ، اتمنى تجاوز هذه المرحلة واعود الى الشعر ، لا جديد تحت الشمس ولا تحت القمر، علما بأن لدي قصائد غير مكتملة في ادراجي الزرقاء ، وبالنسبة لي ان لم تكن التجربة القادمة أجمل وأكثر اكتمالا من الاولى فلن أزج بتجربتي واسمي لمجرد اصدار ثان .. -كلمة أخيرة ؟ ساحتنا الشعرية العمانية بخير وهي أجمل ما يمكن وفي تطور مستمر ولكنها بحاجة الى تسويق نفسها خارج المحلية ..
hgahuvm hgulhkdm f]vdm hg,idfd ,ruj fto hgwphtm ,Hjlkn hgu,]m hgn hgauv hgd hgahuvm hgwphtm hgauv hgulhkdm hgu,]m hg,idfd j]vdf ,Hjlkn ,ruj