شبكة الشموخ الأدبية - هل كل ذكر رجل ؟

* بلسم روح الحياة

هل كل ذكر رجل ؟

http://www.alaan.cc/newsimages/8_28_...7514084901.jpg

تناولت سابقاً موضوع: هل كل امرأة أُنثى؟ وهل كل أُنثى امرأة؟وبينت الفرق بين

مفهومي المرأة والأنوثة.وحتى أكون عادلة، لابد من طرح السؤال المقابل:هل كل ذكر

رجل؟!وللإجابة عـــــن هذا التساؤل، لابد من فهم بعض الوقائع.لقد تعامل بعض الرجال

وللأسف بذكاء ودهاء مع عفوية المرأة وطبيعتها في السعي الدائم للوصول إلى الكمال

في ما يتعلق بأسرتها. فتنازل بقصد وبكامل إرادته عن دوره وواجباته كرب للأسرة،

مستغلاً سعي الشريكة لتحقيق الكمال لأسرتها في سبيل راحته وتقليل واجباته، فتخلى

عن دوره كرجل ورب لأسرته، ولم يعد يمانع أن تقوم الزوجة بدوره في كثير من

الأحيان، حتى في المواقف التي تحتاج إلى وجوده كرجل. بل وأصبح الأمر عادياً ولا

يُشكل لديه أي فرق!فتراه يقضي معظم وقته مع أصدقائه بدل أسرته، وفي أثناء هذا

الوقت الذي يتسامر به مع أصحابه تقوم الزوجة بأداء مهامه. فترى الأم هي من

تصطحب أولادها خارج المنزل دون الأب، وتراها في جميع الأماكن تشتري كل ما يلزم

البيت من متطلبات.حتى أصبح لسان كثير من النساء يقول : «ظل حيطة ولا ظل راجل»

إن الرجولة تتجلى بوجهين رئيسين: الجانب الذي يتعلق بالهيئة والجسم والجانب الآخر

يتعلق بالأخلاق والسلوك والمواقف.إن الرجولة الحقيقية ليست مجرد شكل وعضلات،

إنها سلوك وأخلاق ،مواقف وتصرفات يؤديها الرجل.إنه الوعاء الكبير الذي يحتوي

أسرته ويبعث فيها دفء الأمان والطمأنينة والغيرة المسؤولة والمحبة لأسرته والقدوة

الحسنة لأولاده.إنها الأخلاق الكريمة والمعاملة الحسنة والشهامة والمروءة. لاضرر من

أن يخصص الرجل لنفسه وقتاً خارج المنزل يرفه فيه عن نفسه مع الأصدقاء

والأصحاب، ولكن الأولوية يجب أن تبقى للمنزل والأهل دائماً.وحتى لا نعمم ونظلم

الرجال، فمازال هناك الكثير من الرجال الغيورين على أهلهم، يبادرون إلى المهام ذات

الطبيعة القاسية والصعبة ويرفضون تماماً تبادل الأدوار مع زوجاتهم أو التنازل عن

أدوارهم كأزواج وأباء ويتفانون في ذلك.فيا معشر الرجال... رفقاً بالقوارير...وقوموا

بواجباتكم...كي يبقى الرجل رجلاً.وكي تحتفظ المرأة بأنوثتها.فالحياة بين المرأة والرجل

تقوم على مبدأ المشاركة بين طرفين يعرف كل واحدٍ منهما حقوقه ويؤدي واجباته

ومسؤلياته على أكمل وجه تجاه الآخر، وتجاه الأسرة.وأن يحترم حق الآخر واحتياجاته

وخصوصياته.والآن أترك لكما أيتها المرأة ، وأيها الرجل، أن تقرروا وتجيبوا عن

السؤال الذي طرحته عليكم:هل كل امرأة أنثى؟ وهل كل ذكر رجل؟

تهاني المطيري
مدرب الحياة والتفكير الإيجابي