في لقاء شعري نقدي، التقى الدكتور الناقد راتب سكر يؤازره جناحا النقد الأستاذ الشاعر محمود
حامد، والأستاذ الأديب أيمن الحسن في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة وبرعاية رئيسة
المركز الأستاذة مها، التقوا بالشعراء الشبان الذين تجاوزوا كل الأزمات وجاؤوا للمشاركة في هذا
اللقاء الأدبي الذي يُقام مرة واحدة في الشهر؛ فتُلقى فيها الأشعار على اختلاف أنواعها "عمودي،
حر، قصيدة النثر، شعر التفعيلة، الشعر المنثور..."، ومن ثم يتم إبداء الآراء النقدية حول القصيدة
المقروءة ولايكون النقد من جانب لجنة التحكيم فحسب؛ بل إنه يتجاوزه إلى الحضور والشعراء
الشبان ليعبر كلٌّ منهم عن رأيه؛ حيث يأخذ النقد جانبيه في الإيجابيات والسلبيات، ويبقى الدكتور
سكر محافظاً على أركان الأدب وعناصره الفكرية والوجدانية والفنية والخيالية معبراً بذلك عن
رؤية أكاديمية في بناء أي نص أدبي، في حين تحتد التجربة الشعرية عند الشاعر محمود حامد؛
فيطرب لجمال النص ويأسى في غير ذلك، أما الأديب أيمن الحسن فيأخذ بحكمة العاقل الذي يضع
الأشياء في أماكن ويسمي الأنواع الشعرية بمسمياتها.
في لقاء الشباب الشعري يرتقي الشعراء الشباب صهوة المراكز الثقافية التي تُعد من أصعب
الصهوات وبحاجة إلى مراس ودربة كي لا ينزلق الشاعر الفارس عن صهوته، وهكذا تناوب على
منبر الشعر مجموعة من الشبان والفتيات بقصائد مختلفة لكل شاعر قصيدة سواء من حيث الشكل
أو من حيث المضمون، المبنى والمعنى، وكان هناك التفاوت بين التجربة الشعرية والأخرى من
الناحيتين الفنية والموضوعية، ولكن أهم ما يمكن أن يُلاحظ على قصائد الشعراء الشباب طغيان
الجانب الرومانسي، في حين كانت قصائد الفتيات الشاعرات أكثر ميولاً نحو الإنسانية، وهذا ما
يمكن أن نشير إليه بأنه أهم نقلة نوعية تميز شعرهن؛ حيث اعتدنا فيما سبق على المواضيع
الذاتية ذات العلاقة بالآخر الرجل "الذكر"؛ فهي كانت إما متحدية، أو مستاءة من سهامه ورماحه،
وإما عاشقة ولهانة تُثير حماسه، ولكنها هنا أخذت صورة أخرى في شعرها؛ فكانت في معظمها
تتجاوز هذه المواضيع إلى مواضيع أكثر تعبيراً عن المجتمع والحياة الإنسانية.
بدأ الإلقاء الشعري بناء على السبق بالحضور؛ فألقى "أوس غريب" قصيدة بعنوان "لن أقف
طويلاً"، ثم "ميمونة بكر" قصيدتها بعنوان "الشاعر الراعي"، وبعده "شذى دركزلي" قصيدتها
"ارحل"، ثم "تغريد مفلح" قصيدتها "رياح الصيف"، تلاها "ياسر الخير" قصيدته "شفتاك"، ثم
"سلام تركماني" قصيدتها "مقام الشعر"، وبعد ذلك "محمد طلال اللبني" قصيدته "مخاض الألم"،
ثم "ابتسام الحروب" قصيدتها "قصة العيد"، ثم "محمد قيطان ومرام النسر وغدير اسماعيل،
وكإشارة إلى ما أكد عليه الدكتور سكر في عناصر الأدب وما ورد في القصائد من نضج موضوعي
وبنيوي نورد هذه المقاطع من قصيدة "ابتسام الحروب": "في عيد الأم لنا قصة/ عن هند وسعاد
ورباب/ كانوا أروع أخوة/ وردات تتراقص حباً في يوم ضباب/ والأم تنادي خائفة/ بناتي هيا/ أمطار
قد صارت بالباب/ أماه لم ننه الجولة/ لم يبق سوى بعض الألعاب/ ضحكات قد صارت ماضي/ دورك
أنت.. لا بل أنت/ ضحكات.. ضحكات.. ضحكات/ قدر يأتي/ ضحك يبكي/ صمت يُطبق في لحظات/
حافية عارية القدمين/ تصرخ وتنادي في ألم/ أخوتك رباب/ هل ماتت كل الزهرات/ أماه/ مالذنب
قتلنا/ أقلام أم كراس/ أم إرهاب.. في الألعاب/ كنا نحلم بالمستقبل/ آه لو نحيا/ كنا مشروع طبيبات/
كتب المدرسة ممزقة/ تبكي وتناجي الأشلاء/ من ذاك يُجيب بنياتي/ أم أن الموت اليوم/ بلا أسباب/
لا أحد يجيب/ والكل رقيب/ ويسود الصمت/ صمت يسود أمتنا/ تعرف بسُبات/ والجد يحبس دمعة/ آه
جدي... لا لا تبكي/ رباه من هول الشدات/ والجدة قد فقدت وعياً/ تبكي من كن حبيبات/ هيا عدن...
فالليل طويل/ سنروي قصصاً وحكايات/ عن ليلى تعشق قيسا/ عن ذئب قد أكل النعجات/ أمزاح هذا
ياجدة/ عذراً من كذب الجدات/ هذي المرة.. القصة مُرة/ والعرب لقصتنا رواة/ أحياء أنتم أخوتنا/
ولسان الضاد أيجمعنا/ أم إسلام فيكم مات.
Yfjshl hgahl td lgjrd hgHughl ?