هديل طفلة من ريف دمشق لم تتجاوز السابعة من عمرها
عندما ضرب النظام ريف دمشق بالكيماوي نجت من تلك المجزرة
وعندما استيقظت بكت من الفرحة وهي تمسك بيد الطبيب وتقول :
الحمدلله أنا عايشه عموه لكن فرحتها لم تستمر فمنذ يومين وقع صاروخ
من طائرات الغدر وقتلها مع اخوتها الثلاثة فقلت فيها :
لن تغيبي
يا هديلُ إن وجدتِ في الممات بعضَ أجدادِ العروبةْ
من صلاحٍ أو عبيدة أو رشيد
حدِّثيهم كيف بات الموتُ مراً
كيف يبقى الثأرُ حراً
في بلادِ الآملين ....في شموخٍ الحالمين
في شآمِ الثائرين
يا هديلُ لن تغيبي في فناء الفاجرين
لن تكوني يا صغيرةْ في ركابِ التائهين
2
يا رثائي حدِّثيهم واتركي للموت ذكرى
عن مآسٍ فيها عبرةْ
حدِّثيهم يا هديل كيف أعرابُ الدنايا
شاهدوكِ اليوم رحلةً دونَ رعشٍ في جفونْ
أو حضورٍ يحيي دمعةْ
حدِّثيهم يا ملاكي عن جيوشٍ للعروبةْ
في علاها ..... في قواها لا تساوي بعرَ سخلةْ
3
ياهديلُ يا صغيرة يا شموعاً مستنيرةْ
يا لهيباً في سعيرهْ
أسرجي للقهر ناراً
واحرقي كل الطغاة واسكبيهم في حضيرةْ
واسجدي لله دوماً في جنان مستفيضةْ
لا تلومي نوحَ شوقي في فداك
ولتدوسي ذلَ قومٍ سارحين في الحياة
فاجرين كالطغاة
هذا دمعي في رثاك يحكي للأحزان دوماً
كيف عشتٍ في هلاك
بقلم محمد العلي