( 119 ) مـدار الأفكــار
تنصير المغارير
يقول الشاعر العربي :
الله أكبر إن دين الله حق= والقرآن أقوى وأقوم قيلا
لا تذكر الكتب السوابق قبله= طلع الصباح فأطفئ القنديلا
نسمع ونقرأ بين الحين والآخر بأن العقائد الخاطئة,والمذاهب المنحرفة آخذة في التغلغل عبر وسائل كثيرة ,
وطرق متعددة , للنفاذ ونفث سمومها بين أبناء الأمة الإسلامية , وكما يقول الشيخ نبيل العوضي : ( إن
الشكاوى كثرت من توزيع منشورات كثيرة على السيارات وعند أبواب المنازل تدعو إلى الدين النصراني،
ونحن وإن كنا واثقين من عدم قدرة أي دين على اختراق ديننا أو إقناع أي مسلم فهم دينه ودخل الإيمان
قلبه بترك دينه، فإن حدث لأحد فهو من الذين آمنوا بلسانهم ولم يدخل الإيمان قلوبهم، إلا إننا مع هذا
نؤمن أن ديننا هو خاتم الأديان و ناسخ لكل دين قبله، ولن يقبل الله دينا سواه (ومن يبتغ غير الإسلام دينا
فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) ( آل عمران : 85 ) ,ويتقن دعاة التنصير وسائل الدس
والتدليس وإغراء الناس بالأماني العذبة و والمستقبل الباهر الذي يحقق حسب مزاعمهم ووعودهم العدل
المساواة , والحرية والرخاء , مما يصعب كشفه وتمييزه سيما بين الطبقات الغريرة و الغــرّ والغرير
كما يقول أرباب اللغة هو من لا تجربة له , فيقال شاب غرّ وغرير وجارية غرّة وغريرة , ويجمع الغرّ
أغرار, والغرير أغرّاء , ومصدرها الغرارة , وفي اللهجة يقال ( مغارير ) و يقول النبي صلى الله عليه
وسلم : ( المؤمن غرّ كريم والكافر خبّ لئيم ) أي أنه ليس بذي نكراء فالغرّ الذي لا يفطن للشر ّويغفل
عنه والخبّ ضد الغرّ وهو الخدّاع المفسد ,والغار هو الغافل والغرّة تعني الغفلة وفي المثل يقال : ( الغرّة
تجلب الدّرّة ) أي أن الغفلة تجلب الرزق ,وممن ينطبق عليهم النعت السابق شباب من أبناء القبائل
العربية عرفوا بالطيبة , والنشاط , وكرم الشمائل ودماثة الأخلاق , إلا أن معاناتهم ومعضلتهم تكمن في
كونهم من فئة (البدون ) أي إنهم عديمي الجنسية , ويقول أحدهم بأنه سمع عن بارقة أمل تلوح في
أفق بعض البلدان الأجنبية و تتمثل بوجود لجان تسعى عن طريق سفارات بلدانها لمساعدة( البدون )
ومنحهم جنسيات تلك الدول بشرط أن يتم تغيير الديانة من الإسلام إلى النصرانية وهو تغيير - كما يؤكد
وسطاء التجنيس - صوريا وعلى الأوراق فقط والهدف منه سرعة إنجاز المعاملات وتسهيل وضمان عملية
التجنيس ولا تأثير له على العقيدة لأن حرية الأديان مكفولة على - حد قولهم - وفق أنظمة وقوانين تلك
الدول , ويتساءل ( الشاب الغرّ ) ومعه الكثير, عن موقف الإسلام من ذلك وتأثيره على المدى البعيد على
أبنائهم ؟ , مع الأخذ بعين الاعتبار دوافع ومنافع التجنيس والهجرة لطالبيها ولأن البقاء على الوضع
الحالي كما يرى سيزيد من تفشي ( الجهل , الفقر, التشرد , المرض ,والبطالة ) بين المسلمين من أبناء
هذه الفئة , وهذا ما لا يقره الإسلام لما له من مردود سيء وضار ,وهل ينطبق على من قبل من البدون
بالوضع الحالي بمساوئه قول الحق سبحانه وتعالى : ( إن الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا
فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم
جهنم وساءت مصيرا ) ( النساء : 97 ) ؟ , لأن الأرض الوارد ذكرها في الآية تعني كل بقعة من بقاع
الأرض تصلح الهجرة إليها , أو أن الهجرة في كل زمان ومكان يجب أن تكون بقصد صحيح ونية خالصة
غير مشوبة بشيء من أمور الدنيا مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيّات ،
وإنما لكل إمريء ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت
هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) , ولأن الإنسان يجهل أمورا كهذه
فإنه يلجأ - كحال السائل - إلى أهل العلم و الذكر يسألهم في أمور دينه ودنياه استجابة لقول الله
سبحانه وتعالى: ( فأسالوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) (النحل: 43 ) ! هكذا يترك أبناء جلدتنا من
العرب المسلمين تتقاذفهم أمواج التغرير والتنصير؟!بينما نفرح و نحتفي عندما يدعي أحد الوافدين من
العمالة الآسيوية اعتناق الإسلام لمصلحة يصيبها ,وعلى سلم أول طائرة تقله عائدا إلى بلاده ينسى كل ما
أدعاه , ولا نقصد بالطبع الجميع , فهناك أناس شاء الله لهم الهداية فبعد أن كانوا على شفا حفرة من النار
أنقذهم الله منها فدخلوا في الإسلام , وشهدوا للواحد العلّام , ولنبيه خير الأنام , فأنقذهم الله من رجس
الأوثان وضلالة الأديان إلى نور الإسلام ونعيم الإيمان .
يا مرتجي ضوح ٍ سرى بين بالأقطار= لا تنخدع بوعود زيف المناشير
وش عاد لو كثرت مناشير الأخطار= ترى الهدف تنصير بعض المغارير