[IMG][/IMG] صنعت نافـذة ،دخل العـالم منهـا فتحت البـاب وخـرجت أنـا كم عدد أولائك الاجئـون في قلبي
الشـاردة منهـم بجسمـي ؟!
حينمـا تناديني أمي بقلبـها وبروحهـا وأني جنة دنيـاهـا ، كنت أتألم منـذ التـاسعـة من قبـل أن تنضج أنوثتي
الهـروب من الحيـاة ليس حـل لإستمـرارهـا وكل عقبـة يضعـونها أمامي كنت أقفـزهـا ولا تخلـو تلك القفزات
حينمـا يسنـدني ظهـر أبي ، أو يرفعنـي أخي على شكـل بالون ارتفـع في السمـاء أتطـاير في الجـو وأختـي تلحق بي
خـوفـاً علي من السقـوط وخوفـاً على أمـي كيف تخبرهـا بأن قطعـة من قلبهـا سقطت .
في السمـاء وبين الغمـام والسحـاب سبعـة ليـالي نمت من دون حليب أمي ومن دون همسـة أحد المارين
ومن دون تصبحين على خير يـاصغيـرتي ، كنت أتنفس هـواء أكثـر من هـواء الأرض الحيـاة في السمـاء كبيرة
لا يملكهـا إلا مـالك واحـد ، أحـد صـمـد ولا إله ألا هـو رب العـرش العظيم فكنت أسمع بالبرزخ والحيـاة النهـائية وأن لا مكـان
للهـروب إلي إليـه حينمـا يتوقف قلبك بالنبض وتتشنـج أعضـائك هكذا يكـون الهـروب الحقيقي وتكـون أعمالك معلقـة على كتفيك بخيـرهـا وشـرهـا
يالله ماذا صنعنـا ؟وماذا انفقنا ؟ وماذا قـدمنا ؟ يـارب نحـن البشـر لم نتصالح مع حيـاتنا فأكثر طريقـة لتجـانس هو الهـروب
حوائجنـا يالله لم تنتهي نحـن نعيش في فـوضـى تحملنـا الأرض وتـدور بنـا فـنسقطـت ونتمـاسك كشعوب نمسك ببعض قرابة جدنـا السابع
يلهينـا الكلام عن السيـاسة ، نشتم حكـومـاتنا بالخفـاء ، تموت دول فيسقط حـاكم ويضيـع شعـب وعبـر هواتفنـا يشغلنـا قصص الجنـس يرعب
أطفـالنـا ويشغـل شبابنـا ويذيعـون بقنـاة الحـريـة أن نخـرج للشـوارع عـراة وفي إيادينـا شـراب محـرم يحـرق أكبادنـا ويشـل عقـولنا ثم ماذا!
يسجـن أولادنا في زنزانـة تحت رحمة الغـرب ،فأنا يلهمني "نصـر" كثيـراً ليس صـديقـي ولم يكون "نصر" الذي حفرت اسمه على طاولة المدرسة
فأنـه نصـر الحـق .
لكم إحترامـي .