المصدر جريدة الوطن الكويتيه كتبت ابتسام سعيد وأحمد حمودة: غيب الموت أمس النائب الأسبق في مجلس الأمة وعضو رابطة الادباء الكويتية المحامي خالد خلف حيث وافته المنية في فرنسا بعد رحلة معاناة مع المرض. ولد الراحل في منطقة شرق في البيت الكبير، متعلما من والده نظافة اليد وطيب الأخلاق والعلم وعدم الاستسلام للنزوات وللاغراءات، متدرجاً في دراسته في مدارس عدة منها مدرسة «حمادة» وهي أشهر المدارس آنذاك، لينتقل بعدها الى مدرسة الشرقية وذلك عام 1937 فيدرس الابتدائية والمتوسطة، ثم يسافر عام 1945 الى مصر ليدرس المرحلة الثانوية. بعد خمس سنوات من الدراسة توجه الى انجلترا لاكمال دراسته الجامعية، لكنه لم يكمل الدراسة فيها ليعود الى ارض الوطن منطلقا بعدها الى الجامعة الأمريكية في بيروت، ثم يعود مرة أخرى الى بلده ويفكر في مصيره الدراسي، فيحمل حقيبته ويغادر الى مصر ويدخل جامعة عين شمس ويدرس أول سنة في كلية التجارة، ثم يتوقف عن الدراسة ويعود الى الكويت ويبدأ العمل مديراً لدار الرعاية، ثم ينتقل الى شركة النفط التي تحول حياته المهنية وتصوبها الى ميدان الصحافة فيصبح رئيس تحرير للمنشورات فيها، ويكون أول محترف للصحافة في الكويت ليصدر بعدها جريدة «الشعب» من عام 1957 - 1959، وبعد اغلاقها، ينطلق في معترك ميدان المحاماة وينجح نجاحا باهراً منذ عام 1959. صفحة من تاريخ النضال من جانبه قال أستاذ الأدب في جامعة الكويت الأديب د.سليمان الشطي: اليوم تودع الكويت وتطوي صفحة من تاريخ النضال الوطني، والصحافة ذات المسؤولية، فقد كان المرحوم خالد خلف من أوائل رؤساء التحرير، وكانت جريدة الشعب التي أصدرها في الخمسينيات المنبر الذي تفتحت على صفحاته عيون الشباب وأفكارهم. وأوضح الشطي ان الراحل كان أول رئيس تحرير كويتي متفرغ دخل هذا المجال، في وقت كان يراه الآخرون عملاً جانبياً فاختار ان يجعله العمل الأساسي، مشيرا الى ان الراحل ظل يناضل حيث كان يملك رأياً خاصاً، يتفق معه الآخرون ويختلف معه البعض، لكن الكل سلم له بأنه صادق، لذلك كان أحد أعمدة الحركة السياسية منذ مطلع الخمسينيات وحتى الثمانينيات، لذلك نحن نودعه ولكننا لن ننساه، فأمثاله لا ينسون. قدوة حسنة للمحامين ومن جهته قال أمين عام رابطة الأدباء طلال الرميضي: الأستاذ خالد يعتبر من الأدباء الكبار في تاريخ الكويت ومن الشخصيات المميزة التي أعطت بكل وطنية، وكان عميد الصحافة الكويتية لأنه أول من تفرغ للعمل الصحافي عند توليه اصدار جريدة الشعب، وكان ذلك في 1957. وزاد: وكان رحمه الله عضو مجلس أمة سابق، وقد نادى بالمزيد من الحريات والدفاع عن الدستور الكويتي. وأشار الرميضي الى ان الفقيد يعتبر من مؤسسي جمعية المحامين الكويتية حيث امتهن مهنة المحاماة في أواخر الخمسينيات، وقد زاملته أثناء اشتغالي بالمهنة وكان قدوة حسنة للمحامين الشباب، مبينا أنه استضاف الراحل في العام الماضي في محاضرة ذكريات أديب في رابطة الأدباء الكويتيين وكانت من أجمل المحاضرات في الموسم الثقافي. وقال الرميضي: أصابنا الحزن بوفاة هذا العلم، ونتقدم بخالص العزاء لشقيقه الأديب الكبير الشاعر فاضل خلف والأديب عبدالله خلف وأسرته الكريمة. رائد المهنة ومن جانبه قال أمين عام نقابة المحامين الكويتية المحامي ناصر الكريوين: فقدت النقابة أحد الزملاء المحامين، ورائدا من رواد المهنة، وأحد أعمدتها الأولى، حيث انه أحد الزملاء الاثني عشر الذين تقدموا بتأسيس جمعية المحامين الكويتية، وتم قبولهم في 30 أكتوبر 1960، وكانت هذه بجهود المغفور له باذن الله وزملائه الذين كانوا معه انطلاقة مهنة القضاء الشامخ في دولة الكويت. وأضاف: قام خلف وزملاؤه باجراءات تأسيس جمعية المحامين الكويتية، وكانت هذه الانطلاقة بجهودهم وسعيهم، وقيام مسيرة عمل هذه الجمعية من عام 1963 الى الآن. وقال: نتقدم كنقابة المحامين الكويتية والزملاء المحامين بخالص العزاء والمواساة لأسرة المغفور له باذن الله تعالى، سائلين الله عز وجل ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهل الصبر والسلوان. تاريخ حافل ومن ناحيته قال الاعلامي والاذاعي الكويتي السابق عبدالله ناصر: الأستاذ خالد خلف شخصية كويتية ذات تاريخ حافل كان من الناشطين السياسيين الكويتيين والصحافيين والمحامين، وكان من أوائل الذين درسوا في مصر، وهو صاحب أول جريدة يومية في الكويت. وأوضح ناصر ان الراحل كان يقدم فكراً قومياً تقدمياً مؤيداً ومناصرا للرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، وظل على هذا المنوال حتى أصبح عضواً في مجلس الأمة في عام 1975، فكان شعلة من النشاط في المجلس النيابي آنذالك. وقال: أفتقد في الأستاذ خالد خلف الشخصية الوطنية والقومية الكويتية والعربية، فقد كان معلماً من معالم الصحافة الكويتية في بدايتها، وفي انتظامها كصحافة عربية ملتزمة. وأشار ناصر الى ان الراحل عندما عاد واستقر في السنوات الأخيرة في الكويت نشر عدداً من المقالات في جريدة «الوطن» عن ذكرياته وتاريخه الوطني والصحافي ودراسته في مصر مع جيل الصفوة الكويتية، التي أتيح لها في تلك الظروف فرص التعليم العالي خارج الكويت. وقال: يبقى خلف في الذاكرة الكويتية خالداً وذكرى جميلة من رجال ذلك الجيل الكويتي المفعم بالحيوية والوعي السياسي المبكر. خالد خلف يتحدث عن نفسه يقول الراحل خالد خلف عن نفسه: عشت في منطقة شرق، عاصرت فترة ما قبل النفط وكنا خمسة اولاد وابنتين، اتمنى ان نعود الى حياتنا الأولية بكل ما فيها من معاناة وفقر لانها أحسن بكثير من الوضع الحالي حيث تفلت الامور السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بدأت ادرس في مدرسة (حمادة) وهي من أشهر المدارس آنذاك من حيث المدرسين والفصول، درست فيها سنتين ثم انتقلت الى المدرسة الشرقية عام 1937 ودرست فيها المرحلة الابتدائية والمتوسطة وكنت ألعب كرة القدم والسلة والفولي. كما كان لا يسمح لنا في مدرسة حمادة بالذهاب للبحر حيث كان لدينا دوام صباحا وبعد الظهر في المدرسة فكان المرحوم الشيخ علي حمادة يدرسنا ويضع على ايدينا ختما عندما نغادر المدرسة حتى لا نذهب للبحر، خوفا علينا من الغرق والحوادث، فكنت أضع الحبر في رأس أداة الحبر والتي فيها كلام، واطبعها على أيدي أصحابي بعد ان نسبح ونعود من البحر وبالتالي لا يعلم أحد بذلك. والدي كان يعمل في شركة نفط خارج الكويت وعمل مع الانجليز أيام بحثهم عن البترول في الثلاثينيات، وعندما كان موجوداً في البيت كان لا يحب شقاوتنا، ويعصّب علينا، لكنه لم يضربنا أبدا وكان همه الأول هو التعليم، ولذلك كنت دائما الأول في صفي في جميع المراحل الدراسية. وعن الصفات التي ورثها من والده يقول: ورثت عنه نظافة اليد وعدم الاستسلام لاغراءات الحياة وطيب الأخلاق والترتيب والنظافة والعلم والثقافة والشعر، فتحنا أعيننا في البيت، وكان لدينا مكتبة مليئة بالكتب قلَّما توجد، آنذاك، في البيوت الكويتية كتب كما كان لدينا. وعن سنين الدراسة والشباب يقول: درست الى عام 1945 وتخرجت في الابتدائي الذي كان يعادل المرحلة المتوسطة حاليا، ثم ذهبت الى مصر في بعثة عام 1945 لدراسة الثانوية، فدرست خمس سنوات هناك ثم سافرت الى انجلترا لاكمال الدراسة في الجامعة، وبدأت تظهر شقاوة الصغر هناك لانني تأثرت كثيرا بفترة وجودي في مصر، حيث كانت سنة الفورة استعداداً للثورة، تطبعت بالجو المصري الذي كان ضد الانجليز، فعاش بداخلي هذا الجو ووجدت له تصريفا في لندن، فكان هناك ادارة انجليزية تشرف على بعثتنا وكنت دائما مشاكسا ومعاكسا لها، وكان من المفروض ان احضر لدخول الجامعة من خلال دراسة اللغة الانجليزية لكن مشاكستي لهم اوقفت دراستي فعدت الى الكويت. ثم سافرت الى بيروت لادرس في الجامعة الأمريكية، لكني تركت ايضاً الدراسة فيها بسبب استاذ اللغة العربية الذي كان اسمه الدكتور «اليازجي» ففي احد الايام قال احد التلاميذ في المحاضرة الخيول العربية فغضب الدكتور، وقال لا شيء اسمه الخيول العربية بل الخيل الاصيل هو الخيل الأمريكي، فلم أتمالك نفسي وواجهته مما ادى الى عودتي الى الكويت لانه ظلمني في درجاتي انتقاما مني، بعد ذلك عدت الى القاهرة لأدرس في جامعة عين شمس في كلية التجارة وعلى الرغم من عدم رغبتي بدراسة التجارة فانني درست السنة الاولى ونجحت فيها وتفوقت في بعض المواد ولانني لم اكن احبها تركت الدراسة وعدت الى الكويت. عدت عام 1955 الى بلدي وفي احد الايام ذهبت لزيارة اصدقائي في ادارة الشؤون الاجتماعية الذين كانوا يدرسون معي في القاهرة وتخرجوا وتوظفوا في الادارة، فسألني مدير الشؤون المرحوم حمد الرجيب عما افعله فأجبت انني لا أواصل الدراسة بحماسة فعرض علي العمل معهم فوافقت وتم تعييني مديرا لدار الرعاية براتب 600 روبية، بعد ذلك عينت في شركة النفط في الاحمدي وكنت ثاني كويتي يدخل الشركة برتبة «سينير ستاف»، وكان لدي مميزات كثيرة، حيث السكن والنادي والراتب الجيد. .. وله مع «البترول» قصة قصتي في شركة البترول كانت الاساس في حياتي العملية، فلقد تسلمت ادارة التدريب المهني في الشركة، حينها حصلت معركة السويس عام 1956 وكنا مشاكسين كموظفين عرب في الشركة، وكانت تصدر في الشركة جريدتان، جريدة «البوليتان»، وهي جريدة يومية وجريدة اسبوعية «الكويتي» وفي ثاني يوم الاعتداء على مصر تطلق «البوليتان» هجوما على مصر، فكيف لي ان اسكت؟! كان سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح مسؤولا عن مناطق النفط ومركزه في الامن العام خارج شركة النفط، لكن لديه علاقة معها، فذهبت اليه شاكيا مما فعلوه، فلم يقبل، وابديت رأيي بان يكون لهذه الجريدة رئيس تحرير كويتي لانها تصدر على الاراضي الكويتية وفقا لقوانين الصحافة الكويتية، فكلم سموه ادارة الارشاد والانباء، التي كان يرأسها سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الصباح آنذاك، وارسلني اليه فالتقيته وتم الاتفاق على تعيين رئيس تحرير كويتي للجريدة، وكانوا يعتبرونني مشاغبا في شركة النفط. بعد صدور كتاب بتوقيف الجريدة، اتوا الى بعدما وجدوا ان الشروط تنطبق علي، وهي انني كويتي، متفرغ للعمل واحمل شهادة لا تقل عن الثانوية العامة، فنادوني وتم تعييني رئيس تحرير للمنشورات كلها، وكنت اول من احترف الصحافة في الكويت، والذين سبقوني كانوا هواة، لم اتوقف عن معاكسة كل ما يكتبونه، اقوم بشطبه، فانزعجوا كثيرا لما اقوم به.بقيت في الرئاسة لمدة سنة، ثم اصدرت صحيفة خاصة لي وهي صحيفة (الشعب) عام 1957، واستمرت الى عام 1959، وتم اغلاقها بعد الاحتفال بالوحدة في الكويت. بعد ذلك عملت في المحاماة دون دراستها، ففتحت المكتب وبدأت بممارسة المحاماة ونجحت نجاحا باهرا فيها. أما عن حياته العائلية فيقول: تزوجت عام 1959، أعجبتني منذ كنت أدرس في الثانوية حيث كان بيتهم مقابلا للمدرسة، فرأيتها مرة واحدة وبعد مرور سنوات كثيرة وعندما قررت الزواج ذهبت لأرى ما اذا كانت عزباء أو تزوجت فوجدتها عزباء فتقدمت لها وكان أخوها صديقي فتم الأمر وتزوجنا.ورزقنا بثلاثة أولاد وابنتين، اكبرهم وليد ثم وائل وحمد وباكينام ونيفين. تغمد الله الفقيد بوافر رحمة .
H,g vzds jpvdv ;,djdhW ohg] ogt td `lm hggi jpvdv phl] vzds