سأبكيك عمرآ فوق عمري
فمثلك يستحق البكاء ...وسأتوشح السواد دومآ
فبعدك قد بهتت اﻷلوان وغادرها البياض
وانحسر قوس قزح عن سمائي
سأكتبك ذكريات قديمة ..تراكم عليها غبار السنين وعشعش العنكبوت في زواياها
وتكاثر العفن على سطحها يخنقها برائحته ويأكل أطرافها ببطء قاتل
ياأنت..
مضيت طائعآ .. وصبرت طائعة
وشتان مابيني وبينك
قلت لي سأعود .. حددت لي موعدآ بعيدآ بعيد
موعدآ كان أطول من سنيني الباقية وأبعد من أحﻼمي المؤجلة
أخذت أعد الثواني ومتى تتحول لساعات والساعات متى تكبر لتغدو أيامآ واﻷيام متى تمضي لتصبح شهورآ وسنين
متى سأنتهي من عد السنين ويبدأ العد التنازلي لقدومك
هل سيكون بالعمر متسعآ ﻹنتظار أوأمﻶ للقاء
أم سننتهي كما انتهت كل الحكايا واﻻساطير لنصبح ذكرى تلوكها ألسنة الحنين وقصة يسردها البؤس والشقاء
ياأنت .. أما آن لليل أن يلملم عباءته ويرحل تاركآ المجال لشمسي التي هجرت جهة الشرق لدي
أما آن للحزن أن يحمل حقائبه ويرحل تاركآ المجال لقدوم فرح ضاع مني قديمآ في محطة من محطات إنتظاري
أما آن للجرح أن يلتئم وللشوق أن يهدأ وينام
تعبت كثيرآ وخالقي .. تعبت لدرجة الموت
تعبت لدرجة اﻹنهيار .. ومازلت أتكأ على عصا إنتظاري
التي حفرت في اﻷرض ثقبآ أوسع من ثقب اﻻوزون
ياأنت
قل لي بربك أي قلب تحمله بين ضلوعك يرضى بنحري في كل ذكرى
ويرضى بوأد أمنياتي القليلة
أهو قلب انسان كقلبي؟!!
أهو عضلة حمراء تسكن شمال صدرك تحتويها الضلوع أم هو حجر اسود صلب ثقيل
قل لي بربك ..
إلى متى سأتعلق بحبال الهواء ﻻأستطيع وصول سماؤك ..وﻻ للمس أرضك سبيل
إلى متى سأتأرجح بين مزاجك ونرجسيتك .. بين إهمالك وغرورك
تعبت وخالقي من محاولة نزعك من عروقي
وأكتشفت أن وجع بقاؤك يضاهي وجع إقصاؤك
موجع أنت في كﻼ الحالتين
ياأنت..
حين يحين موعدنا البعيد .. ربما اكون قد رحلت للعالم اﻵخر
ﻻتلغي موعدنا أبدآ..
بل أرتدي أجمل مﻼبسك .. وأسكب أغلى عطورك .. وأرتدي ساعتك الذهبية التي قدمتها لك في عيد ما ..
وأحضر لي وردة حمراء .. وتعال لتزرعها فوق قبري
ﻻتبكيني .. بل أدعو لي وبرر لنفسك تأخرك عن رؤيتي
وقل : بأن الموت كان اسرع منك .. وسبق القدر موعدنا
ونحن ﻻنملك أمام الموت أي فرصة للمقاومة
وبعدها .. استدر ودعني خلفك ..
وتابع ماتبقى لك من عمر ... دوني