هي العواصف تأبى الا أن تسكن شاطئي...
تشتدّ بي الرياح....فأحاول جاهدة أن أختطف ذاتي من بين خفافيش الليل...لأهرب حيث هو...علّ روحي المبعثرة تجد في قربه
بعض الأمان..!! منهكة أنا من شدة المسير .....وأصوات المجهول...! كان الخوف قد أخذ مني مدااه ..وأنا أراه على بعد
خطوات ...! نظرته طويلا ً دون أن يرااني..!في عينيه بحثت عن طيفي...لكنّ الضباب كان يلف المكان...!
تتعالى أصوات الأجراس..في عالمي لتعلن اقتراب نهايتي..! ومن حيث أتيت...أشعر بهمسات تحملها الرياح بقسوة الى مسمعي...
علام تبحثين ...وإلام أيتها البائسة تنظرين...!
أولا تعلمين أنني وصمت الرمال بالألم...!؟ ولك دون سواك نسجت وشاحا مطرزا
بالجراح...ليليق بوجهك الحزين...!حاولت أن أصمّ أذني...وأسير بحذر اليك...! لكنه صدى الهمسات يتعالى لايزال...!
لن يراك ...عبثا منه تقتربين..!سألفّ جسدك النحيل بالسواد...! وأمطار الموت...هي هديتي ان حاول
منك الاقتراب...! سأبثّ الرعب في قلبه الذي لم يعتد سوى الشعور بالأمان...لن يحتمل لعناتي تعصف بالرمال...!
وله سأحجز تذكرة الى الحياة...عندما عنك يقرر الرّحيل...!
تتلاشى الهمسات...وتشتد برمالي الرياح...ويزداد الضباب حدّة...
وهناك أراك متعبا ...منهكا...تلملم بقايا حلم لم تكتب له الحياة لتغادر أرض احزاني..
أغمض عيناي ...الا عنك ...
وألقي بجسدي على رمالي...فهي وحدها تعلم أنني هنا ...!!من جراحي النازفة بدأت أرسم على
الرمال طلاسم كنت قد تعلمتها على يديه ذات يوم...هو فقط من يستطيع فك رموزها..
فعندما ...
يحلو الموت لحظة الولادة...ستحيا الدموع على صدر الرحيل ..
أعلم سيدي كم كثيرات هنّ النساء في عالمك ...لكن.. لن تستطيع احداهنّ احتلال مكاني...
ففي أعماق كيانك قررت بعد الموت الخلود...!
سأجتاحك بهدوء عندما تغفو ..لأخبرك بأنك مولاي...وبأنني الوحيدة في عالمك...!
لن تمحو عطورهن الفرنسية..رائحة عقد الياسمين ألفه بيدي حول عنقك
في عقدك الستين أراك ..تخبر أحفادك عن تلك المرأة تزورك في كل ليلة لتحتل أرض أحلامك دونما استئذان..!!
سأكون بقرب كرسيك الهزاز..أجفف اللألئ من على وجنتيك وأنت تذكر تلك المرأة المجنونة التي اجتازت
حاجز الموت في عالم الممنوع...لا لشيء الا لتولد من جديد في لحظة تعلم أن فيها يرسم خطّ النهاية...!
مسجاة على الرمال...هنا سأكون......!
أيام ...وربما سنوات...ستحترق فيها لحظات الانتظار في ساعة الزمن...
لاأملك الا ذاك الايمان في أعماقي...بأنك قادم الي ذات يوم لا محالة...
بعد أن يعلن البحر كماالرمل علي الحداد...
هو الصمت يلف المكان..الا من خطواتك..تقترب مني ...تتعالي في صدري خفقات قلبك...لتدلك
على مكاني..!تقترب....تدنو ..ترفعني بين يديك الدّافئتين...لأشعر بنبضات قلبك تخفق بشدّة وأنت
عن وجهي تزيل الرمال...تهمس في أذني..
هنا أنا ...رغم المستحيل...!!
كم غالية هي تلك الدمعة الدافئة..أشعر بها تنساب بهدوء على ثغري...لتمنحني اكسير الحياة...
لن أسمح لها أن تغادرني ...ستذوب حيث سقطت لتنصهر بكينونتي...ولتعمّدني بماءالمحبّة...
فقط أنفاسك هي من سأسمح لها بحضور قدّاسي الأخير...!
سيطول بك الصمت وأنت تقرأ طلاسما خطتها الدماء على الرمال...أكاد أسمعك وأنت ترتّل.. مرّات
ومرّات..أبجديّة علمتني اياها يوما...!! هوّن عليك مولاي...انه القدر من كان يسترق السمع يومها
ليعلمني وايّاك...كيف ...
من حروفنا..تنسج الأكفان على طريق الأحلام...!!
تعلن الشمس أنها ساعة الرّحيل...فقد طال بها الشوق الى حبيبها...
تعانق البحر لتنسى عظمتها وبأنها الشمس...لتسمح له أن يضمها اليه...رغم أنها
تعلم أنّها غارقة فيه لامحالة...
يعلن الكون قدوم الظلام....يغادرني مولاي...كما الحياة...ولايبقى
الا أبجديته ترتلها روحي تحت الرمال
ا ب ت...بدايات تعلم الحروف
سام هو الموت...
لا يقتل الا صاحبة الأبجدية....
بقلمي
ا ب ت سام
فتاة الرمال
Hf[]dm hgl,j>> Hf[]dm hgl,j>>