( 111 ) مدار الأفكار
يوم الجائزة
يقول الشاعر العربي:
بالبر صمت وأنت أفضل صائم= وبسنة الله الرضيـة تفطـر
فانعم بعيد الفطر عيـداً إنـه= يوم أغر من الزمان مشهـر
إن عيد الفطر السعيد يسمى يوم الجائزة , جائزة للمسلمين الذين صاموا شهر رمضان , وقاموا لياليه وأكثروا
من تلاوة كتاب الله عز وجل وألحوا بالتضرع والدعاء , وأخرجوا زكاة أموالهم وخاصة صدقة الفطر ,
وحافظوا على صلاة الجماعة في المساجد وحرصوا على المفيد من القول والعمل ,وأحيوا ليلة القدر فهنيئا
للمسلمين الذين صاموا شهر رمضان , يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا
غفر له ما تقدم من ذنبه ) , ويقول أيضا : ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ), وقد ورد
أن الملائكة تنزل صبيحة يوم عيد الفطر تقف في أبواب الطرق وتنادي : ( يا أمة محمد أخرجوا إلى رب
عظيم يعطي الجزيل ) , فيخرج المسلمون لأداء صلاة العيد , يقول الله سبحانه وتعالى للمسلمين : ( لقد
أرضيتموني ورضيت عنكم اذهبوا مغفورا لكم ) , ففي عيد الفطر السعيد يفرح المسلم ويشكر ربه على نعمة
الصيام والقيام ,و العيد هو كل يوم فيه جمع، وأصل الكلمة من عاد يعود، قال تعالى : ( (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ
يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللهَ إِن كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ * قَالُوا
نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ * قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآيَةً مِّنْكَ وَارْزُقْنَا َأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )
( المائدة : 112- 114 ) ويقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه : (إن العيد هو عيد لمن قبل الله
صيامه، وشكر قيامه ) ،ويقول الحسن: ) كل يوم لا يعصي الله فيه فهو عيد، وكل يوم يقطعه المؤمن في
طاعة مولاه، وذكره، وشكره فهو له عيد) , ويقول ابن الأعرابي: ( سُمِّيَ العيد عيدًا لأنه يعود كل سنة بفرحٍ
مجدد ) وعيد الفطر سمي كذلك لأن المسلمين يفطرون فيه بعد صيام رمضان و هو يوم الجائزة من الله
لعباده المؤمنين , والعيد ما هو إلا تعبير عن السعادة التي تغمر الصائمين بنعمة الله التي أنعمها عليهم
باكتمال صيام الشهر الفضيل , قال بعض السلف: ( ما فرح أحد بغير الله إلا بغفلته عن الله، فالغافل يفرح
بلهوه وهواه، والعاقل يفرح بمولاه( , وقيل ليس العيد لمن لبس الجديد، إنما العيد لمن طاعته تزيد وعمل ليوم
الوعيد , وليس العيد لمن تجمّل باللباس والمركوب، إنما العيد لمن غفرت له الذنوب, و ليس العيد لمن حاز
الدرهم والدينار إنما العيد لمن أطاع العزيز الغفار,وليس العيد لمن لبس الثياب الفاخرة , إنما العيد لمن عمل
وخاف الآخرة,فالعيد لمن صلى وصام وأطاع الملك العليم العلام , واتبع سيد الأنام ومصباح الظلام عليه
الصلاة والسلام, ويقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - : ( إن كثيراً من الناس تضيع أوقاتهم
في العيد بالسهرات والرقصات الشعبية، واللهو واللعب، وربما تركوا أداء الصلوات في أوقاتها أو مع
الجماعة، فكأنهم يريدون بذلك أن يمحوا أثر رمضان من نفوسهم إن كان له فيها أثر، ويجددوا عهدهم مع
الشيطان الذي قل تعاملهم معه في شهر رمضان ,إن العيد شكرٌ وليس فسقاً، فاحفظوا أبنائكم وإخوانكم،
وانظروا في ملابس زوجاتكم وبناتكم وأخواتكم التي أعدت للعيد، وألزموهن اللباس الشرعي، ولا تسمحوا بأي
مخالفة للإسلام في هذه الملابس، وكونوا عوناً لشباب الأمة على غض أبصارهم وحفظ فروجهم. ومن جملة
شكر العبد لربه على توفيقه لصيام رمضان وإعانته عليه ومغفرته لذنوبه،و أن يصوم بعد رمضان ستاً من
شوال، فيكون كمن صام السنة كلها، لقول النبي : ( من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر
) , وبهذه المناسبة يسرنا مشاركة الجميع فرحتهم بحلول عيد الفطر السعيد أعاده الله على كويت الخير وعلى
الأمة العربية والإسلامية بالخير والسلام , والرخاء والوئام , وكل عام والجميع بخير .
العيد عاد وحيّ عيـد إرمضانـي= الله يعيده بالفرح كـل مـا حـان
الله يعيـده بالهنـاء والأمـانـي= على مرابع دارنا فخـر الأوطـان
دار الشهامة والوفاء والحسانـي= وعلى جميع الشعب حضر ٍ وبدوان
يا كويت يا نبراس فيض الحنانـي= يا شعلة الأمجاد في كـل ميـدان
يا دولة ٍ تضمن شعبهـا ضمانـي= حسب العهود وتلتزم حق الإنسان
يا منبع الخيـرات سـر ّ وبيانـي= يا دار ساس الجود والأمن وإيمان
يا رمز حب الشعب ساس التفانـي= بالعيد أهني كل شعبـك بوكـدان
أهنـي الإسـلام قاصـي ودانـي= وأخص نور الدار عنوان الإحسان
رموز المعالي والفخـر والتفانـي= آل الصباح اللي لهم بالملا شـان