من عبد العزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود الى إخواننا أهل الحجاز سلمهم الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله ، وبعد فإني أحمد الله الذي صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده
واهنئكم واهنئ نفسي بما من الله به علينا وعليكم من هذا الفتح الذي ازال الله به الشر وحقن دماء المسلمين وحفظ اموالهم
وارجو من الله ان ينصر دينه ويعلي كلمته وان يجعلنا واياكم من انصار دينه ومتبعي هداه .
اخواني تفهمون اني بذلت جهدي وماتحت يدي في تخليص الحجاز لراحة اهله وامن الوافدين اليه طاعة لامر الله قال جل من قال
(واذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى
وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل ان طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود)
وقال تعالى (ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم )
ولقد كان من فضل الله علينا وعلى الناس ان ساد السكون والامن في الحجاز من اقصاه الى اقصاه
بعد هذه المدة الطويلة التي ذاق الناس فيها مر الحياة واتعابها
ولما من الله بما من من هذا الفتح السلمي الذي كنا ننتظره ونتوخاه اعلنت العفو العام عن جميع الجرائم السياسية في البلاد
واما الجرائم الاخرى فقد احلت امرها للقضاء الشرعي لينظر فيها بما تقتضيه المصلحة الشرعية في العفو
واني ابشركم بحول الله وقوته ان بلد الله الحرام في اقبال وخير وامن وراحه
وانني ان شاء الله تعالى سابذل جهدي فيما يؤمن البلاد المقدسة ويجلب الراحه والاطمئنان فيها
لقد مضى يوم القول ووصلنا الى يوم البدء في العمل فاوصيكم ونفسي بتقوى الله واتباع مرضاته
والحث على طاعته فانه من تمسك بالله كفاه ومن عاداه والعياذ بالله باء بالخيبه والخسران
ان لكم علينا حقوقا ولنا عليكم حقوقا فمن حقوقكم علينا النصح لكم في الباطن والظاهر
واحترام دمائكم واعراضكم واموالكم الا بحق الشريعة
وحقنا عليكم المناصحة والمسلم مرآة اخيه فمن راى منكم منكرا في امر دينه او دنياه فليناصحنا فيه
فان كان في الدين فالمرجع الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وان كان في امر الدنيا فالعدل مبذول ان شاء الله للجميع على السواء
ان البلاد لايصلحها غير الامن والسكون لذلك اطلب من الجميع ان يخلدوا للراحة والطمانينة
واني احذر الجميع من نزغات الشياطين والاسترسال وراء الاهواء التي ينتج عنها افساد الامن في هذه الديار
فاني لا اراعي في هذا الباب صغيرا او كبيرا وليحذر كل انسان ان تكون العبرة فيه لغيره
هذا مايتعلق بامر اليوم الحاضر واما مستقبل البلد فلابد لتقريره من مؤتمر يشترك المسلمون جميعا فيه مع اهل الحجاز
لينظروا في مستقبل الحجاز ومصالحه واني اسال الله ان يعيننا جميعا ويوفقنا لما فيه الخير والسداد
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
تحريرا بجده في 8 جمادى الثانية 1344
عبدالعزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود
.
.
.
H,g ;glm gglg; uf]hgu.d. gHig l;m >>K gHig uf]hgu.d.