الدرس الرابع عشر
المرأة ومنكرات البيوت
منكرات البيوت في عصرنا هذا "عصر الفتن " كثيرة، ومتنوعة، ومختلفة:
* المشكلة أنها أصبحت مألوفة عند أصحابها لكثرتها ولعدم معارضتها من البداية فطال عليها الأمد في البيوت وكما قيل: إذا كثر المساس قل الإحساس.
* أصبح أهل البيوت لا يحسون بخطرها ولا يرون مخالفتها للشريعة.
* والدليل على ذلك جواب الناس التقليدي حينما يسألون عنها:
كل الناس عندهم كذا..
كل الناس يفعلون كذا..
لوكان فيه شيءلمافسح له من قبل..
* لكن هذا لا يمنع من التنبيه عليها. بل يجب تكرار توجيه المسئولين عن الأسرة من الآباء والأمهات عن خطرها وحرمتها. -
* كم من أسرة هدم كيانها بسبب هذه المنكرات.
* كم من أبناء نخرت هذه المنكرات عقيدتهم وأخلاقهم وسلوكهم.
- وإني أرى أن عبئا كبيرا يقع على "حارسة القلعة" وهي الزوجة والأم التي استرعاها الله على هذا البيت في إزالة مثل هذه المنكرات "والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها" .
ولذلك أوجه الحديث إلى أختي المسلمة ربة المنزل لكي نتعرف معها على بعض المنكرات التي قد توجد في بيتها فتبدأ في القضاء عليها وإلا فسوف تقف يوم القيامة موقفا لا تحسد عليه أمام الله ويسألها عن هذه الأمانة:
(( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )).
يقول سيد قطب رحمه الله: "يهيب القرآن بالذين آمنوا ليؤدوا واجبهم في بيوتهم من التربية والتوجيه والتذكير.. إن تبعة المؤمن في نفسه وفي أهله تبعة ثقيلة رهيبة. فالنار هناك وهو متعرض لها هو وأهله، وعليه أن يحول دون نفسه وأهله ودون هذه النار التي تنتظر هناك. إنها نار فظيعة متسعرة: (( وقودها الناس والحجارة )) الناس فيها كالحجارة سواء، في مهانة الحجارة، وفي رخص الحجارة، وفي قذف الحجارة، دون اعتبار ولا عناية. وما أفظعها نارا هذه التي توقد بالحجارة وما أشده عذابا هذا الذي يجمع إلى شدة اللذع المهانة والحقارة وكل مما بها وما يلابسها فظيع رهيب... ".