الغنى والفقر ...!!! بسم الله الرحمن الرحيم عن أبي ذر رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : (( يا أبا ذر ، أترى كثرة المال هو الغنى ؟ قلت : نعم يا رسول الله . قال : فترى قلة المال هو الفقر ؟ قلت : نعم يا رسول الله . قال : إنما الغنى غنى القلب ، و الفقر فقر القلب )) وفقر القلب : خلوه من دوام الافتقار إلى الله في كل حال وبعده عن مشاهدة فاقته التامة إلى الله تعالى من كل وجه و” إنما يحصل غنى النفس بغنى القلب ؛ بأن يفتقر إلى ربه في جميع أموره فيتحقق أنه المعطي المانع فيرضى بقضائه ويشكره على نعمائه ويفزع إليه في كشف ضرائه فينشأ عن افتقار القلب لربه غنى نفسه عن غير ربه تعالى ” قال العباس رضي الله عنه: * الناس لصاحب المال ألزم من الشعاع للشمس وهو عندهم أعذب من الماء ، وأرفع من السماء وأحلى من الشهد ، وأزكى من الورد. خطأه صواب وسيئاته حسنات ، وقوله مقبول ، يرفع مجلسه، ولا يمل حديثه. * والمفلس عند الناس أكذب من لمعان السراب وأثقل من الرصاص ، لا يسلم عليه إن أقبل أو قدم ولا يسأل عنه إن غاب. إن حضر أردوه وإن غاب شتموه ، وإن غضب صفعوه مصافحته تنقض الوضوء ، وقراءته تقطع الصلاة.!! * وقال إبن الأحنف : يمشي الفقير وكل شيء ضده والناس تغلق دونه أبوابها وتراه مبغوضا وليس بمذنب ويرى العداوة لايرى أسبابها حتى الكلاب إذا رأت ذا ثروة خضعت لديه وحركت أذنابها وإذا رأت يوما فقيرا عابرا نبحت عليه وكشرت أنيابها * وقال سلّم الخاسر: إذا أذن اللّه في حاجة أتاك النجاح على رسله فلا تسأل الناس من فضلهم ولكن سل الله من فضله * وقال آخر: لا تسألن من ابن آدم حاجة وسل الذي أبوابه لا تحجب الله يغضب إن تركن سؤاله وبني آدم حين يسأل يغضب * وقال محمود الورّاق: شاد الملوك قصورهم وتحصنوا من كل طالب حاجة أو راغب فارغب إلى ملك الملوك ولا تكن ياذا الضراعة طالبا من طالب * وقال الفرزدق: وفي الأرض عن دار القلى متحول وكـــل بـــلاد أوطنتـــك بـــــلاد * وقال آخر: وما هي إلا بلدة مثل بلدتي خيارها ما كان عونا على دهر * وقال آخر: وإذا البلاد تغيرت عن حالها فدع المقاما وبادر التحويلا ليس المقام عليك فرضا واجبا في بلدة تدع العزيز ذليلا * وقال آخر: ماذا أقول إذا رجعت وقيل لي ماذا لقيت من الجواد الأفضل إن قلت أعطاني كذبت وإن قلت بخل الجواد بماله لم يجمل فأخذ لنفسك ما أقول فإنني لا بد أخبرهم وإن لم أسأل وقال آخر : رأيت الناس قد عدلوا إلى من عنده العدل ومن لا عنده عدل فعنه الناس قد عدلوا رأيت الناس قد مالوا إلى من عنده مالٌ ومن لا عنده مالٌ فعنه الناس قد مالوا رأيت الناس قد ذهبوا إلى من عنده ذهبٌ ومن لا عنده ذهبٌ فعنه الناس قد ذهبوا رأيت الناس منفضة إلى من عنده فضة ومن لا عنده فضة فعنه الناس منفضة وقال آخر : ان الدراهم في الاماكن كلها تكسو الرجال مهابه وجمالا فهي اللسان لمن اراد فصاحه وهي السلاح لمن اراد قتالا وقال لقمان لإبنه : --------------- ( يابنى أكلت الحنظل وذقت الصبر فلما أرى شيئاً امر من الفقر فاذا افتقرت فلاتحدث بها الناس كى لاينقصونك . ولكن أسأل الله تعالى من فضله فمن ذا الذى ؟ سأل الله ولم يعطه من فضله أو دعاء فلم يجب ) عن سهل بن سعد رضي الله عنه انه قال : مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال لرجل عنده جالس :ما رأيك في هذا ؟ فقال: رجل من أشراف الناس هذا والله حري إن خطب إن ينكح وإن شفع أن يشفع .قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مر رجل فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :ما رأيك في هذا ؟ فقال : يارسول الله هذا رجل من فقراء المسلمين هذا حري إن خطب أن لا ينكح وإن شفع لا يشفع وإن قال أن لا يسمع لقوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((هذا خير من ملء الأرض من مثل هذا)) إ في الحديث العظيم القدر عبر مفيدة وحكم بليغة لقد أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يغير المفاهيم ويصلح الآفكار فبين أن ذلك الرجل الذي لايلتفت إليه , ولايسمع قوله خيرمن ملء الأرض من مثل ذلك الرجل الذي لفت الأنظار وجذب الأبصار . إن الدمار ليحيط بالمجتمع الذي لايعرف ولايعلم من يزوج ومن يأبى . إن الهلاك ليحيق بالمجتمع الذي يستمع لمن لا يحسن الكلام ويعرض عن أهله وأصحابه . إنها بشائر نهاية المجتمع الذي لاينزل الرجال منازلهم. يقول النبي صلى الله عليه وسلم ,((إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لايزن عند الله جناح بعوضة )) وقال أيضا إن الله لاينظر إلى صوركم وأمولكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)) . إذاً الميزان هو تقوى الله التي تقر في القلب وتظهر على الجوارح فالعبرة كل العبرة بصلاح القلوب والأعمال لا بالصور والأموال ولا بالمظاهر فالله عز وجل الذي خلق صورنا وهو سبحانه الذي قدر أرزاقنا ولكنه سبحانه لاينظر إلى هذا ولا إلى ذاك . فالكافر والمسلم صورهم واحدة وأجسامهم واحده ولكن الفرق بينهم عند الله كبير ومتباين . أيها الاخوة والاخوات لاشك انكم تريدون التواضع وتكرهون الكبر ومما يعينكم على ذلك وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ,لآبي ذر رضي الله عنه إذ يقول أوصاني خليلي بسبع : بحب المساكين وأن أدنوا منهم وأن أنظر إلى من هو أسفل مني ولا أنظر إلى من هو فوقي وأن أصل رحمي وإن جفاني وأن أكثر من قول لاحول ولاقوة الابالله وان أتكلم بمر الحق وأن لاتأخذني بالله لومة لائم وأن لا أسأل الناس شيئا . ففي هذا الحديث علاج لمن تعلق بالمظاهر وداخل شئ من الكبر قلبه لقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بسبع تحتاج كلها إلى مجاهدة النفس أوصى بالقناعة والزهد في الدنيا وقول الحق والشجاعة وعدم المداهنة وكف الطلب وعدم السؤال وصلة الرحم وإن بدر الجفاء والقطيعة وتصحيح العقيدة والأمانة وعدم الحسد لقد بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم وصيته بحب المساكين والدنو منهم وهو ليس بالأمر السهل لآن تنفيذه وإمضاءه يحتاج إلى تطهير القلوب من الكبر والعجب كما أنه يتطلب كثير الزيارات وأنه يسير على من يسّره الله له عسرى لما سوى ذلك. بارك الله فيكم وهداني وإياكم سبل السلام. * وأقول الفقر في بلد الغنى مصيبة كالجائع في مطعم لا يطعمُ والأدهى إن كان من غير حيلة ٍ والأغنياء حوله لا ترحمُ أين الزكاة ركن إسلام لنا أين التصدق والإنفاق الأعظمُ ’، جوهر الراوي hgykn ,hgtrv >>>!!!
hgykn ,hgtrv >>>!!! hgykn ,hgtrv >>>!!!