تساؤلات منطقية: هل
ستكون مصر
لسان إيران بدلاً من
لبنان ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدمة: سعت
إيران سعياً حثيثاً وراء لبنان، وبدأت تقدم إليها العروض المغرية
المختلفة، حتى أقنعت السلطات اللبنانية، بإنشاء حزب (اللات) فأصبح هذا الحزب
يتكلم في
لسان الدين الإسلامي من خلال الأوامر التي يتلقاها من إيران، إلا أن
القناعات التي من خلالها تأسس ذلك الحزب أقنعت في بدايتها بعض العلماء السنة
ومن بينهم الشيخ يوسف القرضاوي، الذي أكتشف البارحة زيف إدعاءات هذا الحزب
عبر تصريحاته عبر وسائل الإعلام.
المحور الأول: سعت
إيران نحو
لبنان لتوسيع دائرة المشروع الإيراني
وتمكنت
إيران من ذلك، ولعب حزب (اللات) دور فاعلاً في سياسات المنطقة
بل وكان له التأثير الأكبر، في حسابات الدول التي تحيط في
لبنان ومن أهمها
سوريا. إلا أن تصريحات صبحي الطفيلي البارحة على قناة العربية، تثبت أن إيران
هي من أمرت بدخول جنود حزبهم إلى معركة القصير، وأن من يموت من حزبه
في تلك المعركة في جهنم. التساؤل المركزي لهذا المحور هو: لماذا تخلت إيران
عن هذا الحزب الذي طالما تحدث بلسانها، وعبر عن أهدافها؟
أوامر
إيران لهذا الحزب، والأهداف الأساسية التي أقيم عليها الحزب
أصبح بينهما فجوة كبيرة جداً، حيث أن الواقع يخالف المزاعم والأهداف
لذا وجد صبحي الطفيلي المخرج من هذا الموقف الحرج، هو دعوة
أنصار هذا الحزب إلى الرجوع إلى الدين، والعقل والمنطق.
المحور الثاني: الملاحظ للأحداث الجارية منذ عامين وزيادة يرى أشياء
غريبة جداً، منها مزامنة مع تخلي محمد حسني مبارك عن الحكم، عبرت
باخرتان إيرانيتين قناة السويس، وكانت منذ ثلاثين سنة لا يمكنها العبور.
السؤال: كيف استطاعت هاتان الباخرتين الوصول إلى قناة السويس في
هذا التوقيت تحديدا؟ كم هي المدة التي تحتاج الباخرة الوصول من إيران
نحو قناة السويس؟ ما هي دلالة عبور الباخرتين قناة السويس في هذا
التوقيت؟ تساؤلات كثيرة يمكن أن تطرح، إلا أن هذه الحادثة مرة مرور الكرام.
لا شك أن
إيران لعبت دوراً محورياً في تشكيل القناعات في الشارع المصري،
وعندما وصل د. محمد مرسي للحكم في مصر، لمست نفس المساعي الكبيرة
لإيران في مصر، وتفاجأت عند دخول أول طائرة محملة بالركاب قادمة من طهران،
متجهة إلى مطار أسوان، تحمل سياح إيرانيين؛ بالرغم من أنه كانت هناك قطيعة
دامت ثلاثة وثلاثين سنة بين البلدين.
العرض الإيراني على مصر وهو ثلاثون مليار دولار، ومنحة سنوية تقدر بخمسة
ملايين دولار، مقابل تبادل السفارات بين البلدين، والبعثات العلمية التي تقدر بحوالي
عشرين ألف طالب علم إيراني يدرس في الجامعات المصرية، وفي المقابل عشرون
ألف طالب مصري يدرسون في قم. وكذلك تسليم الجهات المصرية إلى الجهات
الإيرانية جميع المساجد الفاطمية، والتي
ستكون الجهات الإيرانية مسئوله عنها
مسئولية كاملة.
الخاتمة: هل سيكون في مصر قريباً حزب يشابه لحزب (اللات) يكون المتحدث
بلسان
إيران باللهجة المصرية؟ هل توريط حزب (اللات) والزج فيه بمعارك
سوريا، هو نوع من التخلي عن ذلك الحزب من قبل إيران، لأنه بدأ يشكل خطراً
على العلاقة الإيرانية الإسرائيلية؟ هل تريد
إيران نقل ساحات القتال إلى
لبنان
ومصر؟
أتمنى أن أكون على خطأ في تحليل تلك الأحداث،
وأن تكون هذه الرؤية ليست حقيقية.
دمت بود ... فيلسوف الكويت ... 8 يونيو 2013