اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق ألرافدين
وإن كان اليم عظيم وغاضب وله موج كالجبال
فبالنهاية تتكسر أمواجه على ساحل من الرمال
أظنك لهذا اخترتي أن يكون لقبك فتاة الرمال
لا لسرعة أنهيار تحت أي ضربة
ولا لمحو أثر بأول هطول غيث
ولا لضياع أمل بهبوب ريح
أو أن يتوه الحلم في سراب الصحارى
بل هو التحدي والحد الفاصل لكل طغيان أمواج الحياة العاتية ..
وهذا هو الشموخ الذي يليق بقلمك العزف ألحان السحر والجمال على أوتار القلوب ..
لذلك ستكون صفحتك الشرف التي أسطر به حروفي ومنها (( رحيل الصمت ))
ترك كل شئ ثمين خلفه ورحل بصمت .. ظانا أنه بذلك يبحث عن السلام ليس لذاته وحسب بل لمن يرتبطون به أيضا .. وهو بحال التناسي والصد عن تذكر ما قد خسره .. حتى أنه أكره نفسه بمحاولاته البائسة في الإندماج بصفاقة الحياة المادية عساه أن ينسى أحبائه وأشيائه ومشاعره وحتى القلم .. وبينما هو بين كل هذا جاءه اتصال هاتفي من شقيقه الأصغر ليخبره بفاجعة قد وقعت .. مما أضطره أن يحمل أوراقه ويلملم بعضا من حاجياته .. ليعود مسرعا من رحلته العمياء إلى دياره والتي أصبحت المجهولة الهوية لأهلها لتكون مرتعا للغرباء .. ومع هذا فقد عاد برفقة صاحبين له .. ولأنه لم تعرف جفونه النوم منذ يومين فقد طلب من صاحبه ألأول قيادة المركبة وطلب من الأخر الجلوس في الخلف .. فأنزل قليلا المقعد ألأمامي ليأخذ غفوة عليه ..وعلى أحد الطرق وبينما هو نائم وصاحبه مشغول بالقيادة والآخر مهتم ببرامج هاتفه الجديد .. كانت تكمن لهم خفافيش الظلام لتنقض عليهم بأنياب الحقد والغدر .. وعندما علا نعيقهم أفاق ولم يمنحوه أي فرصة للدفاع عن نفسه ..ولم يتسع له الوقت سوى أن يقول كلمة واحدة فقط .. هي لفظ الجلالة ( ألله ) فلم يرى بتلك اللحظة الخاطفة الفانية سوى غمامة بيضاء لفته بسرعة البرق وأخذته على الفور إلى العالم ألآخر .. وهناك رأى ما رأى من آيات ربه الكبرى من المعجزات المحمدية والمكرمات العلوية والكرامات القادرية .. والتي لا ينبغي البوح بها فأعذروني .. وبعد هروب المعتدين .. جاء أهل الخير ليخرجوهم من مركبتهم وليحملوا هذه ألأجساد المثخنة بالجراح إلى اقرب مشفى .. والتي كانت تبعد تقريبا ساعة عن موقع الحدث .. وبعد إخراجهم ونقلهم .. وهو غير واعي لكل هذا شاء الله تعالى أن يأمر الروح بالعودة إلى الجسد .. وبالوقت الذي سمع فيه الطبيب يقول عنه حاولوا الأتصال بأحد من أهله لأن الحياة منتهية فيه .. فأجاب على طبيبه أنا على قيد الحياة ولا أشكوا من شئ .. فصرخ الطبيب ما شاء الله أنت حي وتتكلم ... فقال آخر افحصوا فصيلة دمه لكي ننقل له الدم فلم يبقى من دمه شئ .. فأجاب لا تفحص دمي ففصيلة دمي كذا .. فأمر بأن ينقلوا له وعلى الفور اثنا عشر قنينة من الدم .. وبينما هو بهذه الحالة سئل عن صاحبيه اللذان كانا معه .. وهو لا يدري بأنهم قد فارقوا الحياة .. فتوجه إلى ربه عز وجل بالدعاء ثم بدأ يرتل آيات من الذكر الحكيم من سورة البقرة ..
(( يا أيها اللذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين ولا تقولوا لمن بقتل في سبيل الله أموات بل إحياء ولكن لا تشعرون .. إلى قوله تعالى ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم )) ثم أغمي عليه .. ومن هنا بدأت رحلته مع ألألم والعمليات الجراحية والعلاج .. ومرت العديد من ألأشهر وكل ما فيها ليل طويل سقيم .. ونهار مثله داكن السواد لا يميزه عنه سوى لغط الأفواه المختلفة .. ولأنه لا يرى شئ فقد أختلط عنده الليل بالنهار .. والساعات الطويلة عجنت بالقهر والندم .. وعلى موانئ الجسد الجريح تتابع الأمواج المتلاطمة من الأوجاع وألآلام .. لتجتاح بكل لحظة ذاك الجسد المحطم والمسجى على سرير بسيط .. وهو الذي كان لا تقله أرض ولا تسعه سماء فوااااا أسفاه قد أصبح ألآن يحتويه مجرد سرير .. فتذكر بعضا من كلمات زليخته وهي تصفه عندما كتبت له في يوم من الأيام ( ) هههههه نعم فشر البلية ما يضحك .. ومع هذا تبقى هواجسه مكابرة وتصرخ بكل كوامنه سحقا لتلكم ألأوجاع والآلام فسدود رجولته العتيدة تمنع مرور مواكب ألآهات من التدفق على شفتيه .. وعنفوان كرامته تخرس لسانه عن النطق بها .. وبالرغم من كل انكساراته يبقى شموخه كجودي وعلى ثباته ترسوا سفن الصبر والسكينة وإن فار تنوره وزمجرت سماؤه .. فلقد أجاد منذ زمن كيف يخفي أحزانه ويداوي جراحاته من غير أن يظهرها لأحد .. فلا يستمع الحاضرون بقربه سوى بالترحيب بهم وهو من يطيب عن خاطرهم كي لا يجزعوا عليه .. وهو المقطع الفؤاد .. والمعصوب العينين .. وبوجهه المحطم .. وبكسور وجروح تنثر بجودهما على وجهه وذراعه الأيمن وصدره وساقه الأيسر .. ودماء تتدفق من أعلى رأسه حتى أخمص قدميه .. وهو على هذه الحالة حتى تجاوز مرحلة الخطر ولليوم قد أجريت له ثمانية عمليات ولم يتبقى له ألآن سوى ثلاثة أخرى إنشاءالله تعالى .. فادعوا له أحبتي بالشفاء .. |
سيدي عاشق الرافدين
تشرفني تقبل رسالة كتبت بحروف الاخوة والمحبة..!!..وتزيدني شرفا فتبدأ عودة ابداعك من شاطئي الرملي...
ومن رحيل الصمت...من قلب الألم يولد الابداع...!!
جراحك تطفي بصمة صدق قلّ نظيرها...ولكن رغم الألم المتنانثر على جسدك كتناثره بين الحروف
ألمح رجلا شامخا قويا...أستطاع الانتصار على حتمية الموت...وسخر من غدر الزمان ...هو ذاك أنت...!!!
دمت كما انت شامحا قويا و مبدعا ...تعلن عن عالم الصمت الرحيل....!!
لك تقديري وكل احترامي
فتاة الرمال