عقد الياسمين...

أسند ظهري الى الجدار..ليحملني الشوق على سفينة الذكريات..
لأحط الرحال على شاطئ الياسمين..
في ذاك اليوم....قضيت ساعات النهار وأنا أجمع تلك الزهورالتي تسكنها أرواح العاشقين....
...وجلست قبالة البحرطوال الليل وأنا أصنع ذاك العقد الأبيض....!!!
جاء المساء....وحان موعد اللقاء...!!أتذكرين أيتها الرمال كيف ألبسته العقد بيدي هاتين...؟!!

له دون سوااه كان الياسمين وكان العقد...

كان الجوّ باردا جدا....فذهبت لارتداء سترته الجلدية القديمة...شربت قليلا من الماء..وعدت أتكئ
بظهري الى الجدار....فاذا بالسفينة تحط الرحال على شاطئ الحيرة والضياع.... !!!

يومها أخبرني أن عليه الذهاب....كم رجوته البقاء على شطاّني فأبى الا الرحيل..
أرجوك..........حذاري من أن تضيع عقد الياسمين....!!نظر الي يومها وكأنه الودااع..... غادر شطاّني ...!!!!!

تبا لك من جدار جليدي!!!....يكاد ظهري يقسم بردا....أشدّ سترته السوداء على جسدي النجيل
علني أشعر بدفء ذراعيه...!!!
وماان أستشعر بأنفاسه تبثّ الدفء في أوصالي....حتى تنساب الدموع صامتة على وجنتي.........
رأيته يجثو على قدميه أمامها مقدما لها قسم الولاء ...
يعاهدها على الوفاء...
رأيته...وهو يهديها عقد الياسمين....!!!
كم رائعة أنت أيتها الحبيبة....!!!أي جلال...أي جمال هذا...الذي أسر مولاي...!!!
وكأنك البدر يوم تمامه.....!! نظرت الى سيدي من بعييد.........فاذا به يشق الصفوف
مزاحما...عله يستطيع تقبيل قدميها....!!! ماأكثر عشاقك باأجمل نساء الأرض....
كانت دمعة الفخر تتنساب بجلال على وجنتي الباردتين ليعانفا ابتسامة الألم.........
أجل هذا من أحببت...!!!غادرني.....ليذهب الى سيدة النساء....الى صاحبة الجلالة...
غادرني ليعشقها ....يحبها.....يقبلها...........ليقدم روحه قربانا لحياتها..ّّ
على مذبح الوفاء...

يشتد ّبرد الجدار ويشتد معه التصاقي بسترته الفديمة.....!! كانت رائحة الدماء قد يدأت
تملأ المكان....وبدأت شفتاي ترتجفان ....تتمتمان (انه بخير....سيكون بخير...هو بخير ...)

أجل هذا سيدي ....مولاي....!!! يعشقني ...ليعشقها أكثر....يعلم عقدالياسمين كيف ينحني امام
جلال روعتها.........سلمت سييدي ...وسلمت حبيبتك......!!!!

أستلقي قرب ذاك الجدار.......ورغما عني تسير السفينة الى الأمام...
ارجوك عودي هنا.....لا تغادريني الى المجهول...........لا تقتربي أكثر من شاطئ الغد...!!
أخرج عن صمتي........أتقوقع كما الطفل في رحم أمه داخل السترة القديمة....
كيف لا..! وقدفقدت زمام القيادة...فاذا بالسفينة تسير الى شاطئ لم يطئه الحاضر يعد...!!
أنفجر بالبكاء....ويشتد البرد من الجدار من الأرض ..من السماء.....
انه هناك ....يعانق جسدها المخضب بدماء العاشقين.....يأبى الا أن يعطيها العقد
مرويا بدماءه ...عربونا لولاء أبدي....!!!
يزداد بكائي....أبدأبالرجاء........هلمي ياسفنيتي...لشاطئ النسيان....
تتجمد أوصالي بردا داخل السترة........يشتد الشوق والوجد...
يتعبني الألم فأبدأ بنزيف لا ينتهي....الا وانا أغمض مقلتان مثقلتان بالدموع...أغرق في نوم عميق....
لتغادرني الروح هائمة تبحث عن طيفه...ويبقى جسد يملؤه الموت لولا بضع خفقات قلب تردد في صمت مهيب:

انه يهوى الوطن....
انه عشق الوطن ...

احفظه ياربااه........
احفظه يا مولاه...احفظه ياالله