جلست كما المعتاد على شرفتها...لاشيء يلوح في الأفق أمام ناظريها..سوى غروب جميل!!شمس تعانق البحر
لحظة غروبها,وكأنها تحاكي نهاية عاشقة عرفت أن الموت يناديها فهرعت لحبيبها لتموت بين ذراعيه...!!!
لوحة ربانية رائعة ...حركت في خاطرها شريط الذكريات...!!لا أحد سوى هذا العابث في أعماقها...يعلم سر
دموعها الصامتة....!! هيبة الهدوء حفت المكان....بدت كصنم لايحمل من معالم الحياة...الا هذا الشلال المنهمر
على وجهه الشاحب...
ومن بين الدموع ...تلوح ابتسامةخجولة على محياها..! لاح طيفه كما الأمواج من بعيد..
يخاطبها من بعيد: (حبيبتي هلمي اليّ ..نسكن روعة البحر..!! فلاأحد سوانا هناك..!!)
(لك العهد مني أن أبقى لجلال حبك مخلصا..مادامت الحياة..!!)
عادت الابتسامة الخجولة الى خدرها معلنة رحيله من جديد...وبقيت الدموع تسكن وجنتيها..دونما رجفة
عين..أو خفقة قلب.كانت ترقب بهاء البحر وكأنه عاشق يغار على محبوبته ..فلاعين سوى عينيه تراها..!!
هكذ البحريعشق الشمس فيناديها....!! تنسى الشمس عظمتها في حضرة الحب...فتذهب اليه..طائعة مختارة
يضمها برفق ليسكنها في أعماقه معلنا للأرض حلول الظلام....
غادرت بفستانها الأبيض الطويل شرفتها..نحو الشاطئ...يشتد عليها الألم...تبا لك أيها الجسد البائس...!!
تتمزق أحشائها داخل جسدها النحيل لتخرج الدماء من على شفتيها...تحمل معها الألم...
أيهما أشد ألما ياترى...؟؟أهو الم جسدها المريض....أم ألم روحها الثكلى ...وبسخرية ترسم من فوق
الألم ابتسامة!! تستلقي بابتسامتها الساخرة على الرمال....!!لافرق غاليتي بنوع الألم؟؟ففي كلتا الحالتين
هو نزيف الجراح...لتتوحد اّلام الجسد والروح ..بجدول من الدماء ..يسير بجلال على الرمال متجها نحو البحر ليعانقه..!!
سائلا البحر عن ذاك الطيف الساكن في أعماقه ليأخذها اليه...!!
هناك... حيث يتلاشى معنى الزمان والمكان
ستحيا بروعةالصدق..
وهي تشهد أجمل قصص الوفاء ...تكتب بحبر الصمت.....
حيث الشمس تعانق البحر في أعماق الظلام.... |