قصيدة مدح في قبيلة الرولة نادرة جداً للشاعر
الشاعر قيصر المعلوف المولود عام 1874 كان رائد الصحافة العربية في أميركا الجنوبية، حين أصدر في سان باولو عام 1898 جريدة عربية باسم "البرازيل". وهو من مدينة زحلة في البقاع اللبناني ومن العائلة التي أعطت الكثير من أهم الشعراء والكتاب : أمين وفوزي زرياض وشفيق المعلوف.
عليا وعصام
رولا عرب قصورهم الخيام
ومنزلهم حماة والشآم
إذا ضاقت بهم أرجاء أرض
يطيب بغيرها لهم المقام
غزاة ينشدون الرزق دوما
على صهوات خيل لا تضام
غرامهم مطاردة الأعادي
وعزهم الأسنة والسهام
إذا ركبت رجالهم لغزو
فما في رهطهم بطل كهام
ولا يبقى من الفرسان إلا
عجايا الربع والولد الفطام
وكانت من عجايا الربع عليا
ومن عجيانه النجبا عصام
لقد نشأآ رعاة للمواشي
كما ينشأ من العرب الغلام
هناك على الورى عقدا الأيادي
وعاقد حبل قلبهما الغرام
ولما أصبحت عليا فتاة
يليق بها التحجب واللثام
وصار عصام ذا زند شديد
يهز به المهند والحسام
دعته أمه يوما إليها
وقالت يا حسامي يا عصام!!
لقد أصبحت ذا رأي سديد
به يستأنس الجيش الهمام
بثأر أبيك خذ من قاتليه
وإلا عابك العرب الكرام
فصاح وهل أبي قد مات قتلا؟
وأنى يقتل البطل الهمام؟
بحق المصطفى ما ذقت عيشا
إذا عاشت أعادينا اللئام
ألا سمي لي الأعداء حالا
فما للصبر في قلبي مقام
أبو عليا الغريم بني فانهض
فهذا الدرع درعك والحسام
فحل عصام مهرته سريعا
وسار وسحب مدمعه سجام
هناك التقى الخصمان حتى
على رأسيهما عقد القتام
عصام أرسل الطعنات تترى
فقدت من مبارزه العظام
وعاد لأمه جذلا طروبا
وقال لها ابشري قضي المرام
وبين هما بضحك إذ بعليا
وقد أدمى مباسمها اللطام
فصاحت!!عصام أبي قتيل
ألا فاثأر لعليا يا همام
فقال لها ابشري عليا فإني
لأهل العهد في الدنيا إمام
لسوف ترين قاتله قتيلا
وأصغت ما أتم لها كلام
ولما شاهدته عليا في هواها
قتيلا يستقي دمه الرغام
نضدت من صدره الهندي حالا
وقالت لا تمت قبلي عصام
وأغمدت الحسام في حشاها
وقالت على الدنيا ومن فيها السلام
الشاعر قيصر المعلوف