" رجـــولة "
سألته لماذا أتيت في هذا الوقت الذي تتزاحم فيه الأشلاء
ويجوب رائحة الموت شوارع الضياع
وتحرق فيه أنفس الآدميين من قبل بني جلدتهم
ويرقص عزازيل على تجمد النخوة
لماذا كل هذا الإصرار على هذا الحضور الباهت ؟!!
فرد في ابتسامة شاحبة : جئت لأعلن فنائي
فقد ضقت ذراعا بهذه الحياة وهذه الترهات التي كانت تسمى :
" رجولة "
وراثة القبور
سألته مرة عن السر الذي يكمن في تلك القبور الموحشة
أطرق قليلا فسالت منه دمعة تاهت في أخاديد وجهه الموشح
بالسمرة والتعب
ثم قال : لا ندري لعلها رحمة فقد غص المكان بالأموات ولم تعد
هناك أمكنة تكفيهم
والمحظوظ في هذا الوقت من يكون له قتيل سابق يرث قبره من
بعده
حســد
وجدوه مضرجا بدمائه حاولوا عبثا إيقاظه حركوه يمنة ويسرة
ولكن دون جدوى فقد فارق الحياة
فارتسمت علامات الحسد على وجوههم وهم يقولون :
يا لا حضه فقد ارتاح من قسوة البرد والجوع والبشر
نخــــوة
حملت أم محمود الفانوس وخرجت تبحث عن المفقود
حاول جيرانها ثنيها عن عزمها لكنهم لم يستطيعوا
وفي الطريق دوى صوت مخيف فخرج من تبقى من الجيران
باتجاه الصوت
فوجدوا أم محمود وقد تمزق جسدها وبجوارها حفرة كبيرة
دفنوها فيها وكتبوا على شاهدة قبرها :
" هنا ترقد أم محمود التي خرجت تبحث عن فقيد يسمى
" نخوة "
مما تبقى من قلم / محمد العلي