ها انا اعود بالذاكرة للوراء ,اعواما و سنين ,وكيف لي ان

انسى يوما سجلته في قاموس حياتي؟ ,بيد ودعت واستقبلت .

فقد كان وقع تلك الليلة علي عسير.

...........رحلتي الاولى.............
كانت تهدهدني الطفولة ,وكنت ارمي بنفسي بين احضانها ,فقد

كان اروع حضن ,حضن الطفولة .

عشت في بيت ليس بالكبير او الصغير , الانثى الوحيدة بين

ثلاثة ذكور ,ولا انسى انني مازوزية(اصغرهم سنا) عائلتي,

فرغم بساطة المسكن الا ان فيه اشياء كثيرة كنت احبها وما

زلت , فقد كان لنا سبعة جيران ,من اخيار الناس ,عاشرناهم

و عاشروننا ,فتحوا لنا ابوابهم ,وفتحنا لهم ابوابنا .

ولكن اتى يوم يحمل على اكتافه خبر ثقيل .

انه يوم الرحلة و الترحال .

هاهي امي تودع الاغراض في اكياس , والاخوة يخرجونها

لابي لوضعها في الشاحنة .ثم نظفنا المنزل .ها نحن قاصدين

بابه وفي هذه اللحظة رميته بنظرات تعلم انها لن ترى هذا

البيت ثانية .فقد كان هذا شيئ جميل بالنسبة لي و مغامرة

,والفضول يدفع بي الى استعجال والدي ,فلم اكن اودع حينها

,بل كنت اجري قائلة الى جيراني نحن راحلين الى بيت جديد

والفرحة تغمرني ,والاطفال كانوا يذكرون حظي و يحسدونني

هل تعلمون لماذا كان شيء جميل ؟لان الذاكرة كانت في

اعوامها الاولى .

لكنني لن انسى انني كنت ذات يوم العب هناك ,

لن انسى انني في ذالك الحي فتحت عيوني ,

لن انسى انني كنت اقص شعري كالفتيان ,

لن انسى يوم رمى اخي دميتي في صور الجيران ,

لن انسى عرس جارنا في ساحة الحي ,ولن انسى ........

,وياهلا على الثانية ضربت اربعة جدران اخذت بينها تعليمي

,انها مدرستي .

,سمحت لك ايها الترحال ان تبعدني عن ارضية

, وسقف,ونوافذ ,وبيبان , وحيطان كانت تاويني انا وعائلتي,

,وياهلا على الثانية ضربت اربعة جدران اخذت بينها تعليمي

,انها مدرستي .

,سمحت لك ايها الترحال ان تبعدني عن ارضية

, وسقف,ونوافذ ,وبيبان , وحيطان كانت تاويني انا وعائلتي,

لكنني كنت ناقمة عليك وقلت فيك شتى انواع الكلام

,شتمتك

,اغتبتك....

حين اردت ان تبعدني عن القدس الام التي لم تلدني

,مدرستي,

فلقد انقدت ورائك, وودعت بيت علمي

وابتعدت عنهم والحزن رفيقي ,فالبعد عنهم لا يعني

الهجر ولا النسيان

,فلقد فقدت جوهرتين من نفس العقد ,

وفقدت قلوبا كانت تهواني

,وفقدت المؤسسة و الاقسام تلميذة

كانت مصدر عز وفخر لهم ......

لكنني لن انسى الارجوحة التي كنت اتارجح بها ,

لن انسى يوم اجلستني المعلمة مع ابنها ,

وفقدت قلوبا كانت تهواني

,وفقدت المؤسسة و الاقسام تلميذة

كانت مصدر عز وفخر لهم ......

لكنني لن انسى الارجوحة التي كنت اتارجح بها ,

لن انسى يوم اجلستني المعلمة مع ابنها ,

لن انسى اللوحة التي رسم فيها الداما ولعبت معه ,

لن انسى حين جلست مع إناس وكنا في الدرج نلعب الدمى ,

لن انسى يوم حلقت شعري كالفتى,

وكنت مغطاة الشعر طوال السنه

ونادتني المعلمه ,واجلستني تحت المكتب ونزعتلي القبعه ,

ذات النصفين الاسود و الوردي ,

والفضولي زميلي االفتى ,

اعاد نزعها امام القسم , وعيون التلاميذ الساخره,

ودق الجرس وجرو, ورائي ,يلقبونني ,الا ان ’

جاء الشهم والدي ,فصرخ عليهم ,وضمني

قائلا جرى ما جرى ,

لن انسى يوم رحيلي من المدرسه,