كان لليهود الذين سكنوا جزيرة العرب مدارس يتدارسون فيها أمور دينهم وأحكام شريعتهم وأيامهم الماضية وأخبارهم الخاصة برسلهم وأنبيائهم كما كانت لهم أماكن خاصة يقيمون فيها عبادتهم وشعائر دينهم وكانت هذه الأماكن تسمى (المدراس) أي المكان الذي تدرس فيه نصوص التوراة وأمور الشريعة ولم يكن (المدراس) في الواقع موضع عبادة وصلوات وتدريس فحسب بل كان إلى جانب ذلك هو المكان الذي يتجمع فيه اليهود لتبادل المشورة في سائر أحوالهم الدينية والدنيوية وهو المكان الذي كان يقصده غيرهم حين يريد الاستفسار من أحبار اليهود عن شئ يريد الوقوف عليه والذين كانوا يقومون بمهمة تعليم اليهود أمور دينهم هم علماؤهم وأحبارهم
وقد ذكر المؤرخون أنه كان في مقدمة هؤلاء الأحبار عبد الله بن سلام الذي أعلن إسلامه بعد لقائه مع رسول الله صلي الله عليه وسلم وقد جاءت الأخبار الصحيحة بان الرسول بعد هجرته إلى المدينة كان يذهب إلى اليهود في (مدراسهم) ليدعوهم إلى الإسلام وليحذرهم من الكفر به وبعض الصحابة أيضا كأبي بكر الصديق كان يذهب إليهم في هذا المكان ليأمرهم بإتباع محمد صلي الله عليه وسلم الذي كانوا يستفتحون (يستنصرون) به على غيرهم والذي يعرفون صدقه فيما يبلغه عن ربه كما يعرفون أبناءهم وقد حكي القرآن الكريم كثيرا من المجادلات الدينية والأسئلة المتعنتة التي كان اليهود يقومون بتوجيهها إلى النبي بقصد إحراجه وإظهاره بمظهر العاجز عن الرد على أسئلتهم ومجادلاتهم إلا أن الرسول كان يجيب على مجادلاتهم وأسئلتهم بما يدحض حجتهم ويخرس ألسنتهم
كذلك كان لليهود تشريعاتهم ونظمهم الخاصة بهم فيما يتعلق بالذبائح والقرابين والقصاص والميراث والاعتراف والتطهير والرق والختان والنكاح وشئون المرأة وغيرها من التشريعات التي بعضها أخذوه عن كتبهم وبعضها وضعه لهم كهانهم وأحبارهم من عند أنفسهم وأيضا كانت لهم أعيادهم الخاصة بهم والتي من أشهرها عيد الحصاد عيد رأس السنة وعيد الصوم الكبير وعيد الفصح ويسمونه عيد الفطير ويهتم اليهود بهذا العيد لأنه يوافق اليوم الذي خرج فيه بنو إسرائيل من مصر فرار من فرعون وظلمه ويعتبر اليهود كذلك يوم السبت عيدا لهم لا يجوز ليهودي أن يشتغل فيه ومن خالف حرمة هذا اليوم ودنسه بالاشتغال فيه يكون قد ارتكب جرما عظيما وكانت لليهود أيام خاصة يصومونها كيوم عاشوراء هذا ويزعم اليهود أنهم يعتمدون في عبادتهم وتشريعاتهم وآدابهم ومعاملاتهم على ما جاء في التوراة التي أنزلها الله تعالى على موسى
أشهر فرق بني إسرائيل
(1) فرقة الفريسيين :
بمعنى المنعزلين والمنفصلين عن بقية الشعب نشأت هذه الفرقة في عهد المكابيين وهدفهم المحافظة على الشريعة والتمسك بتعاليمها الحرفية دون أي اجتهاد فيها.
(2) فرقة الصدوقيين :
سموا بذلك نسبة إلى زعيمهم (صدوق الكاهن) وهم ينكرون البعث والحساب والجزاء والجنة والنار ويقولون إن جزاء الإنسان إنما يتم في الدنيا وينكرون كذلك التلمود .
(3) فرقة القرائين :
وهذه الفرقة تعترف بما جاء في التوراة وحدها ولا تعترف اعترافا تاما بأحكام وتعاليم الحاخامات .
(4) فرقة الكتبة:
وأفراد هذه الفرقة وظيفتهم كتابة الشريعة لمن يريدها فهم أشبه ما يكونوا بالنساخ وقد نتج عن كثرة مزاولتهم لهذا العمل أن عرف عدد منهم بالإلمام بأحكام شريعتهم فاتخذوا الوعظ والتدريس مهنة لهم. منقول من كتاب [بنو اسرائيل ووعد الأخرة]
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...)?&id=86&cat=2
hq,hx ugn hg]dhkm hgdi,]dm hgdi,]dm