مكتوب في اللوح
والليل يشهد صرير الأقلام
إذ تخرس السناجب
تغمض أجنحة الضوء نوافذها
تتهاوى أنفاسه بصعوبة
فيفغر فاهه
وتمطر الأغصانُ ثمرا..
مكتوب في اللوح:
إفتح يديك
إبسطهما من تحت المنديل الأبيض
ألا تشعر بالنفخة؟
سيأتيك مولود جديد
منزلقا كغيمة برَّاقة
بلون الحليب يفتح عينيه
فتخضرُّ بساتين روحك
ما البساتين؟
تلك التي أنضجت عمرك وهي تشويك
تجوب معك المنافي
تهرس آلاف السجائر تحت قدميك
تخيط أنفاسك الملتاعة بلثم الهواء
تهز شهيق القصائد
فتساقط الأغاني الصادحة بالدمع
وتمارس فيك صبر الصابرين
حتى إذا استويت في وجهها النافر عشقا
استرقتَ لهفتها بشهقتين
مكورا قبضة جسدك
واللون الساخن ينفرط كحلوى طرية
من بين الأقدام والعشب والكلام..
مكتوب في اللوح:
بأن البيت الصغير
والنهر الصغير
والنخيل الطويل
سيشهد صخب الحمَّى
والبرق
والرعد
والمطر
والسماء التي ستصبغ وجهها بالعصافير..
مكتوب في اللوح:
بأن أصابع الأحلام
ستطفئ ظمأ الخاتمة!
ستفتح الفردوس
وستهوي بالأشجار الصفراء
وستنسج من خيوط الجنة خدرا لسريرهما
وهما يحتطبان عمرا انتظراه
بألسنة تتشابك
وأقدام تمشي حافية على أطراف الليل
ثم تموت حبات العرق
هذا آخر شئ كتبه اللوح لحظة الغرق - !!
*بلقيـس المـلحـم ..