" من رفاة الشام " إن مررتم على كلماتي هذه فلا تقرؤها ولا تقفوا عند معانيها البائسة وحروفها العقيمة تابعو مسيركم إلى متن التسلية والترفيه أو اطرقوا باب الألغاز لا تعكروا صفو نفوسكم الرقيقة بأفكاري البلهاء لاتفكروا كثيرا ولاتقرؤا شيئا من تفاهاتي فقد يكفيكم العنوان إن شئتم اشتموني أو اجعلوني عالة على مجتمعكم الراقي المليء بالتحضر والتمدن لاتقفوا عند كلماتي صموا آذانكم عن صرخاتي تبرؤا مني وانسبوني إلى عالم الجاهلية والتيه والنسيان أو اجعلوني أخا لهبنّقة أو احجزوا لي تذكرة ذهاب إلى حديقة يباب ضجت بجثث الأطفال والأشجار واحفروا لي حفرة تتسع لقط بري وإن هالكم منظر الدماء على جسدي فطهروا عيونكم وارتدوا نظارة شمسية تحجب الألوان عندها ازدروني وكفنوني بأوراق التين والزيزفون فلم يعد في بلادي أكفان فالكفن أصبح نادرا كما الأفيون والأرواح ثم رحّلوني إلى عالم الفناء وضعوا فوق قبري صخرة خطوا عليها : هنا يرقد " مجهول الهوية " بقلم محمد العلي
|