السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتيت لكم اليوم بموضوع شائك بعض الشيء، إلا أنني أجد أن هناك ضرورة ملحة لطرحه؛ لكثرة رؤيتي له بين الحين والآخر.
وقبل أن ندخل للموضوع سوف أقدم له بعدة سطور، أتمنى ألا تكون ثقية عليكم. أعني بالمثالية البحث عن الكمال، وما ينبغي أن يكون عليه السلوك البشري، الذات والتي أعني بها ذات الشخص الذي قدم لنا أفكاره (التي يدعي أنها له) عبر وسائل الإتصال الإجتماعي، استخدمت كلمة تصويريه لرؤيتي بعض الذوات أنها رسمت أو صورت لنفسها ذاتاً غير خقيقية، قد يتمنى أن يتصف بها يوماً ووصلت صورة ذاته الجديدة للبعض، رغم أن الواقع يخالف تلك الصورة المزعومه وتختلف نسبة الإختلاف بالقرب والإبتعاد عن الذات الحقيقية بحسب إختلاف ألوان البشر. - كثيراً منا يحاول إخفاء بعض صفاته الشخصية في المحافل الإجتماعية؛ حتى يكون مقبولاً إجتماعياً، وحتى لا يثير سلوكه المعتاد إنتقاد من هم حوله، فيصبح ذا سمعه دون التي يرتضيها هو لنفسه إجتماعياً، فنجده يتلون أحياناً بألوان عدة، ويلبس قناعاً ملون بألوان يرتضيها المجتمع وإن خالفت أفكاره وآراؤه.. وهذه الظاهرة يتصف بها الرجال والنساء والشباب والشيوخ، وإنها ظاهرة لها سلبياتها ولها إيجابياتها، في حدود الوسط (دون الجنوح بالإسراف بها، ودون رفضها كاملة).
- وهناك نوع آخر يحاول أن يتصف بالمثالية أمام أفراد المجتمع، ناسفاً خلفه جميع الحقائق الواقعية لشخصه الكريم، فنجد هذا الشخص يتحلى بكل صفات الكمال، ويدعيها أحياناً. ويعيش هذا الحلم أو الكذبة، أو الذات التصويرية التي رسمها لنفسه، ويسبح في فضاء وسائل التواصل الإجتماعية، وأمتدت هذه الظاهرة (المرضية) إلى فئات الشباب، فبات يحلل ويحرم، ويقيم ويقوم، يقبل ويرفض، ويرسم ويلون، واقعه ومستقبله، وفق مثاليات أحياناً زائفه. - كنت أتوقع أن المثالية نفسها لا تتلون، إنما هي مبدأ قائم على الحق، إلا أن وجدت في برامج التواصل الإجتماعي هناك مثاليات كثيرة، وذات ألوان وأشكال وأعمار مختلفة.!! فجدت الكاتب يتشدق بمثاليات علمانية، ويريد طرحها على مجتمع مسلم، ويحارب من أجل طرح هذه الأفكار والترويج لها، رغم أن حقيقته لا يعلم من العلمانية إلا أسمها. ونجد داعية يدعو إلى الحق والطريق السليم ومثالية المسلم السوي، ونجد ما يدعو إليه هم منهج الصوفية والتصوف.!
- الغريب في هذه المرض المتفشي في جسد المجتمع العربي، وخصوصاً المجتمع الخليجي، أن من لا يتفق مع تلك الذوات التصويرية، يعتبر رجعياً متخلفاً على أحسن إحتمال، إن لم يكفّر ويخرج من الملة. فكأن لديهم قناعه إن لم تكن معي فأنت ضدي..!!
- معشر الشباب يشعر بفراغ كبير، وجهل في دينه أكبر، فأصبح يشكل قناعاته ومبادئه من خلال ما يقدم له عبر وسائل الإتصال الحديثة، فبدأت تلك العقول التي تشعر بالفراغ الكبير تمتلئ بتلك المثاليات الملونة، المنحرفة، وبغياب الوازع الديني والرقابة الأسرية أصبح الشذوذ في القول والعمل أقرب طريق للشهرة، والنجومية، وهو الذي يحصل على التقدير الاجتماعي، والظهور الإعلامي.
- تناقضات كثيرة، يمكن أن تراها عبر وسائل التواصل الإجتماعي، وإن كنت تعي هذه التناقضات غيرك من الشباب لا يعلم هل هذه تناقض أم أنه هو الطريق الذي يجب أن يتبعه.! فتجد الشباب يتخبط ويحاول أن يجنح إلى مثالية يرتضيها لنفسه وإن كانت مشوهه، وإن خالطها حلال أو حرام فهي لا تفرق معه، لأنه جاهلاً أساساً بأمور الدين.! - أخيراً: هي ليست نظرة سوداوية، وأن أعتدت عليها، إلا أنها نظرة تصرخ بمحاولات تسليط الضوء على مرض إجتماعي، أسميته (مثالية الذات التصويريه) طالباً منك كقول مفكرة أن نحاول إيجاد الحلول لهذا المرض، الذي هو أخطر ما يكون على النساء قبل الرجال..!! هذا وتقبلوا مني أغلى تحية ........... فيلسوف الكويت
يوم الأحد: 3 يونيو 2012 الساعة 1:35 صباحاً
lehgdm hg`hj hgjw,dvdi >>!! lehgdm hg`hj