هـاأنـا أكتـب الـرسـالة الثـامنـةُ والأربعـون بعـد لقـائنـا الأخيـر ،أقسـم لك يـاعـزيزي بـأن لـم يصـلني أي
مـرسـال منك غيـر تلك الرسـالة التـي مـلئتهـا بقبـلات منـك مختـومـة بأسمـك .
أخبـرتـني أختـك بأنك ثـائـر للغـايـة وقـلق بدرجــة قصـوى بسبـب تلـك الرسـايـل التـي لـم تصـل
ممـا جعـلك تكثـر مـن الإفـراط مـن أغـلفـة(النيكوتين)فـي أوقـات الـعمل الغيـر مستحب !
أنـت تعــلم جـيـداً طقـوس بـلادي تختـلف عـن بـلادك فـي أنظمـة كثيـرة منهـا الجيـد والسيء والسـيء
جـداً فـي مـمـارسـات حقـوق البشـر ،والـرابطـة التجسسيــة أيعقــل بـأن مـوضـوع الـرسـائـل مـاخُـلقت
ألا في صنـاديق مغـلقــة وأحـرف تتمـايـل بثقـل عـلى سـاعـي بـريـد كـي تقـص ظهـره ،أم أنـهـا رسـائـل
مبطنــة بمتـاهـات أحــرفُ الضيـاع وكتـبت بـأوراق مـلونـة ومُعـطـرة وفـي آخر سطورها قـلبيـن يحزمهمـا
شـريط أحـمـر .
حسنـاً.. لسـت أحســن ســوء منـك !لكننـي أخبـرتك بـأنـي أضعـف دائمـاً أمـام الأصـدقـاء فصـديقتـي
هـي اللفظـة الثـالثـة بعـد أمـي وأنــت وصـديقتـي .وربمـا كـانت تـأتي بمـرتبتـك فـي حـال غيـابك هـي
ملاكـي الطـاهـر، وفـاتنــة نبضـي ،هـي منسـوختـي وروحـي التـي أراهــا فينـي .
اتصـلت بي يومـاً لتخبـرنـي أنهـا تود أن تـرانـي وأن أرافقهـا لشـراء هـديـة بمنـاسبـة زواج أخيهـا
واستعـدادهـا له لكـن بعـد أن تنتهـي مـن زيـارتهـا مـن طبيـب الأسنــان . كنت أضحـك بعفـويـه يـاااه أنـا لا
أحـب تلك العيـادات وخصـوصـاً الأسنـان فـأنـا منـذ طفـولتـي لـم أذهـب لـهـا .لكـن سـأرافقـك سـوف
تـذكـريني بـأشيـاء كثيـرة تدعـي لضحـك أن كنتِ تخـافين كـصديقتـك ،هكـذا قلتهـا
قـلت لهـا بـأني سـوف أضحـك وأضحـك فجـأة أرانـي أبكـي فـي ممـرات المستشفـى عنـدمـا أخبـرني
الطبيـب بـأنـه يحتـاج الـقـليـل من الـتحـاليل وتبـرعـات مـن الـدم عـلى الفـور .
متـأكـدة أنهـا كـانت تسمـع بكـائي يـاللــه, والحـزن يـنتـشر فــي داخـلـي ولا نــازع لهُ مـن جـوفي
إلاأنــت وحدكَ آمـنـتُ بـقدرتــك فــوق كل مــا يـقـول الـطـب والـتـحالـيـل .يـاللـه بـرداً وسـلامـاً على
صـديقتـي .
ففتحــت عينهـا بخفــة وأنـا أقـرأ لهـا : (اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ
بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )
قـالت :ومـالي أراك تبكيـن هـل هـذا هـو المـوت !تعـالـي بجـواري هنـا هنـا يـاصديقتـي بـدأت أشعـر
بـالضيـق
يـاللـه سبحـانك ولا سـواك هـب لهـا حيـاة جـديـدة بعيـدة عـن أعيـن الظـلام .
أنـا سيئـة جـداً .. كيـف سمحـت لطبيـب مثـل هـذا أن يـدُب الـرعـب في قـلب صـديقتـي ..وقـلب أمِهـا
وقـال بـأنـه أعـراض مـرض خبيـث بسبب خدش أداتـه الـحادة في نفـرة أعـلى
شفتهـا،فتجـرثمت وألتهبـت فـنـزقت
فهـي تحتـاج لأكيـاس مـن الـدم عنـدمـا رأهـا تنـزف بكثـرة سـالت عـلى بـلاط أرضيتـه وشـيء مـن رشـات
الـدم عـلى أطـراف نظـارتـة ،يـاللـه مـن تشخـيص قـاتـل .
عنـدمـا استيقظـت صبـاحـاً كنــت مـتأخــرة , مُـثقــلة ,مــرهـقـة بـعض الشـيء.يبـدو وكـأننـي شربتُ ليلة
أمـس الكثيـر،و (حـنين )عالـقـة فـي فــراشي لـم تـسيقـظ بـعــد!!
أجـريـت مكـالمتـي الصبـاحيـة مع أمـي ذاك الصـوت الـدافـي ،حينمـا أخبرتنـي أنهـا تلقت اتصال من أم
عبدالله تلك الـدلالـة التـي تدعي نفسهـا بأنهـا صـاحبـة المـاركـات البـاريسيـة ،أنهـا تبحـث عـن نصـف
لآخـر لإبنهـا سـأخبـرك بالتفـاصيـل في رسـالة أخـرى
قـلت لك هـذا الصبـاح كان جيـد ..جـداً أمـام ضخـامـة الكبـريـاء المعـلقـة بأطـيـاف رحيلـك.كــ شمســك
المشــرقـة داخـل أسوار غرفتي الصغيرة المزدحمة بمنامـات تجسسيـة مخيفـة تخـص عملك الذي
طـُردت منـه .سـأجـري مكـالمتـي لك في السـابعـة هـذا المسـاء .
أنـا أحـادثـك الآن وأنـا أرتعـش لا أعتقـد بـأن تـذبـذبـاتي الصـوتيـة تصلك بـوضـوح لكـن بمـا أن أنفـاسـك
تُطـرق فـي طبـلتي مجـرى الحيـاة التي تعيشهـا ويعيشهـا غيـرك أن الـتـذمـر الذي يحظـى بينـا نحـن
مـن نضعـه بيـن التمعـن لـه والتبـلعــم فهي مسألة ملتوية الأضلع شاءت مثلثة ام مربعة ..فهي تخبأ لنا
غفران مع ألـم فننعم في بطونها متربعين
أنمـت ؟