إن ما يثير الاستغراب عند بعض فئات من مجتمعنا ظهور ظاهرة سيئة تنم عن بعدها عن سماحة الدين وهدي الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم ، علماً أنه يتزامن ظهورها غالباً مع وفاة رب الأسرة ألا وهي ظاهرة التضييق والرقابة والتشكيك ببنات الأب المتوفى من قبل الأشقاء والأعمام والأخوال ومن كل من له صلة بالعائلة!!! وهذا الأمر له مردود وأثر سلبي على نفسية الفتيات مما يعود ضرره على حياتهن الاجتماعية والدراسية فيزيد بلاؤهن بلاء .
الأولى مصيبة فقد الأب وثانيهما بلاء كثرة من يتوكلون دون توكيل بمسألة الرقابة والتشكيك والغمز واللمز ناسين أو متناسين !؟؟ الأدوار الإيجابية الأخرى التي كان يقوم بها رب الأسرة من رعاية وحنان ونفقة ومدافعة وغيرها كثير من الصفات الإيجابية .. حتى إنه قد يصل الأمر بالفتاة اليتيمة إلى الهرب من المنزل أو جنوحها في مسلك خاطِىء نتيجة الإرهاب النفسي المحيط بها وهناك حالات كثيرة وقعت والدور الاجتماعية خيرُ شاهد على ذلك ... وفي الحديث عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي . أخرجه الترمذي.
هذا هو منهاج النبوة فأين نحن عنه ؟ ... إن الإقتباس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وتطبيقه على واقعنا لهو الركن الأساسي في صلاح أخلاقنا وتعاملنا مما يعود أثره على صلاح مجتمعنا بشكل عام ... إن الغيرة على الأعراض أمر محمود أذا كانت متوازنة ومتوافقة مع ما أمرت به الشريعة السمحاء، والأصل في التعامل بين الناس النوايا السليمة والثقة المتبادلة ما لم يثبت خلاف ذلك ، فعلينا إذاً أن ننطلق من هذا الأساس حتى لا نكون سبباً في مأساة فتاة دون أن نُدرك أو نشعر بذلك إلا بعد فوات الآوان ووقوع الكارثة . كما أنني لا أود أن أغفل عن دور الفتاة وهو لا يقل أهمية من حيث احتواء هذه الظاهرة والقضاء عليها إذ يتوجب عليها بذل كل ما بوسعها من أسباب ترسيخ الثقة والتفاهم مع من حولها والبعد كل البعد عن كل ما يثير الشبهات التي هي غالباً ما يُبنى عليها أساس التعامل السيىء بالمحيطين حولها .. أنا أعي أن الموضوع يحتاج إلى إسهاب أكبر لكنني أختصره حتى تسهل قراءته ويحصل المقصود .. وخير الكلام ما قل ودل ..
وأختم كلامي وأقول لكم
رفقاً بالقوارير
...
كتبه الفقير إلى عفو ربه
دوجان بن الراوي الرويلي
مدير إدارة المحكمة العامة بطريف
hgr,hvdv >>>!!!