توجّهت الطفلة ذات السادسة إلى غرفة نومها وتناولت حصالة نقودها ثم أفرغتها
وأخذت تعد بعناية ماجمعته ثم أعادت عدها ثانية وهمست بالتأكيد كافية
وبكل عناية أرجعت النقود إلى الحصالة ثم لبست رداءها وتسللت من الباب الخلفي
متجهة إلى الصيدلية ..
كان الصيدلي مشغولا فانتظرته صابرة ولكنه استمر منشغلا عنها فحاولت لفت نظره دون جدوى
فما كان منها إلا أن أخرجت قطعة نقود معدنية بقيمة ربع دولار وألقتها فوق زجاج الطاولة
عندئذ فقط انتبه إليها فسألها بصوت عبر فيه عن استيائه ماذا تريدين أيتها الطفلة ؟
فأجابته بحدة شقيقي الصغير مريض جدا وبحاجة لدواء اسمه معجزة وأريد أن أشتري له هذا الدواء
أجابها الصيدلي بشيء من الدهشه عفواً
فاستأنفت كلامها قائلة بكل جدية شقيقي الصغير أندرو يتألم يقول والدي أن هناك ورما في رأسه
ولاتنقذه سوى معجزة هل فهمتني ؟؟؟ فكم هو ثمن المعجزة؟
أجابها الصيدلي مغيرا لهجته إلى أسلوب أكثر نعومة آسف فأنا لا أبيع المعجزة في صيدليتي
أجابته الطفلة ملحَّة إسمعني ِجيداً فأنا معي مايكفي من النقود لشراء الدواء، فقط قل لي كم هو الثمن
كان شقيق الصيدلي يصغي للحديث فتقدم من الطفلة سائلا ما هو نوع معجزة التي يحتاجها شقيقك أندرو
أجابته الفتاة باكيه لا أدري كل ماأعرفه أن شقيقي مريض جدا قالت أمي أنه بحاجة إلى عملية جراحية
لكن أبي أجابها أنه لا يملك نقودا تغطي هذه العملية لذا قررت أن أستخدم نقودي
سألها شقيق الصيدلي مبدياً اهتمامه كم لديك من النقود يا صغيرة ؟ “
فأجابته مزهوة دولار وأحد عشرة سنتا و يمكنني أن أجمع المزيد إذا احتجت !..”
أجابها مبتسما يا لها من مصادفة، دولار و أحد عشر سنتا هي بالضبط المبلغ المطلوب
ثم تناول منها المبلغ بيد وباليد الأخرى أمسك بيدها الصغيرة طالبا منها أن تقوده إلى دراها
ليقابل والديها وقال لها أريد رؤية شقيقك أيضا ..
لقد كان ذلك الرجل هو الدكتور كارلتُن أرمسترنغ جراح الأعصاب المعروف
وقد قام الدكتور كارلتن بإجراء العملية للطفل أندرو مجاناً وكانت عملية ناجحة
بعد بضعة أيام جلس الوالدان يتحدثان عن تسلسل الأحداث
منذ التعرف على الدكتور كارلتون وحتى نجاح العملية وعودة أندرو إلى حالته الطبيعية
كانا يتحدثان وقد غمرتهما السعادة وقالت الوالدة في سياق الحديث حقا إنها معجزة
ثم تساءلت ترى كم كلفت هذه العملية ..؟؟
رسمت الطفلة على شفتيها ابتسامة عريضة
فهي تعلم وحدها أن معجزة كلفت بالضبط دولار واحد و أحد عشر سنتا