شبكة الشموخ الأدبية - الحب المستحيل

http://kll2.com/upfiles/aH679871.gif

تاهت في زحمة الدنيا ... لم تدرك ما لها وما عليها... جرفتها التيارات إلى المجهول ... فلم تجد نفسها ولا احلامها
لم تجد حاضرها ومستقبلها.... بحثت عن وجوه مألوفة .. فلم تجد سوى اشباح واخيال ناسِ تاهوا منها في زحمة الأيام
نظرت إلى ماضيها وامجادها ... إلى سعادتها واستقراراها... أين هي الآن من كل هذا ..
تاهت وفقدت كل ما كان يربطها في الماضي السعيد...

أين الحب ؟ أين الأمان؟ أين الاستقرار؟ أين الاحساس بالحياة ؟ أين انا؟
كانت تردد في نفسها تساؤلات لم تجد لهم اجابات إلا من الطرف الأخير من ذاكرتها .. الطرف الذي يربطها بماضيها السعيد

نظرت إلى كل الوجوه من حولها ... لم تستطع ان تميز إلا وجه واحدا... مشرق بسام ...جميل وهادي ... بادلها بنظرات ساحرة
افقدتها الاحساس بالزمان والمكان .. اشعرتها بالأمان والسرور المفاجئ .. وجها انساها تعب الأيام ووجع السنين..
انساها حب الاب الدفين .. انساها من تكون .. وجها اشعل فيها مشاعر الحب والحنين ...
وزاد من سرعة نبض قلبها وحوله من قلب حزين إلى قلب سعيد ...

مرت الدقائق والساعات والايام والأشهر والسنين... وهي واقفه في مكانها ... لم تدرك كل ما حولها ..
سوى انها مغرمه بهذا الوجه البسام... انساها وحدتها وحزنها وآلامها ... انساها اهلها واصحابها
انساها حتى باسمها.. عدا بانها الحبيبة المعشوقة .... وهو الحبيب العاشق...

كانت قلوبهم تتحدث قبل ان تنطق ألسنتهم .... كانت عقولهم تتجاوب ... قبل ان تتجاوب اقلامهم ...
كانت احاسيسهم ومشاعرهم هما من يقودهما .... يقودهما إلى المستقبل.... المستقبل المجهول ..
المستقبل ... الكلمة التي وقفت فيما بينهم .... ما هو المستقبل؟؟ لهذا الحب العظيم ...
انطلقت دمعة من عيونها ... اتبعها سيل من الدموع... المستقبل المجهول... أين نهاية هذا العشق المستحيل؟؟!!

لم يجدوا حلا إلا الفراق ... وقرروا الفراق ... ولكن لم يدم هذا الفراق إلا ايام ... وعاد العشاق للمعشوقة ...
واستعادا السعادة في قلوبهم ... وفجأة ... أطل عليهم المستقبل من جديد ... وعاد الألم والحزن إلى قلبيهما ...
فقررا الفراق من جديد ... وعادا ... وقررا ... وعادا ... ولم ينجح إلا قرار واحدا ...
وهو قرار الحب على الفراق ... ولكن أين المستقبل؟؟ أين نهاية هذا العشق المستحيل؟؟!!

اتخذ العاشق قرارا ... يخفف من آلام معشوقته ...ولو إلى حين... قرارا يقتله قبلها في كل حين ...
قرارا لم يكن يسبب إلا آلامٌ وآلام للمعشوقين ...ظناُ منه بأن هذا هو الحل الوحيد...
وهو استبدال حب المعشوقة بزوجة أخرى تنسيه عشقه الدفين زوجة لتقف حائلا بين استمرار المعشوقين ..
لم يدرك ان سماكة هذا الحائل ضعيفا امام سمك الحبيبين ...
لم يدرك بان هذا الحائل ما هو إلا جرعة واحدة من جرعات الألم التي ستشربها معشوقته على مر السنين...
آآآآآآآآآآهههه .... يا له من ألم عظيم ... ويا له من حل سقيم...
يوضع معانات عاشقين على عاتق حائلا غشيم. رأت امامها مستقبلها المجهول ...
رأت آلامها وأحزانها تعود إليها من جديد... رأت نهاية قصة حبها ... وضعفها الأكيد .. ماذا أفعل؟
وكيف استمر من دونه ؟؟ فكرت .. وفكرت ... وانتهى التفكير بسيل من الدموع تسيل ..
لم تكن عيناها من تبكي بل قلبها ..الذي كان ينزف الدم الغزير... رأت حياتها تنتهي قبل ان تبدأ ...
رأت ان لا معنى لحياتها دون حبيبها القريب البعيد.... فكرت ... واعادت التفكير ... "وجدتها"
قالت بصوت يملأه الأنين ... سأبقى معه ... ساستمر بحبه .... لن افترق عنه ...
سأكلمه وأضحك معه وأحلم به ...كما كنت وأزيد ... سأتجرع جرعات حياته الجديدة بكل تفاصيلها ...
سأتجرع جرعات الألم والفراق والغيرة ......جرعة جرعة ....إلى ان يتوقف الألم ... او يقتلني...
المهم البقاء مع حبي المستحيل

وإلى الابد