اسمٌ يحملُ صفاتكم
"من الشعب إلى الطغاه"
للشاعر
عباس محمود عامر
بماذا أسميكم
لم أجدْ اسماً يحمل صفاتكم
يا من تملكتكم اللحظة الفاجرة
يا من أردتم الهروب من طللِ المواسم
الذي منحكم الشهيق في زمن اليباب
في غابةٍ من فحيح الأفاعي
التي نفََطتْ سُمّّها الآن في وجوهكم
و تسألكم عن تضاريسِ الرّحيل
***
افعلوا ما تشاءون
انحروا الزّهور في سباتها
احرقوا ثيابكم الملوّثة
سالت عليها دماؤها
احرقوها
هل تقدموها فطوراً للسباع التي طُلقتْ في الطرق ..؟
أم عشاءً لتماسيح الأمزجة
***
نازلتُ حروفاً فى معطيات
لمعادلةٍ منصوبة
أصْبحتُ أنا القاتل و المقتول
فى عيون عصّبها الرّمد
غابت عنها شرائح الضّوء ،
وعن ضمائر الأفئدة …
احرقوا ثيابكم الملوّثة
التى أزكمت أنوفنا
لكن ردائى سيظل أبيضَ ،
وجسدي دائماً أطهرَ …
***
قذفنى زفيركم المريض ،
فسقطّت ُبين الرّحى العاتية
احرقوا قلوبكم الرّحايا
التي تدهسني صولا ًو جولاً
على شرائط ِالقطاراتِ التى تأخّرتْ كثيراً ،
ولن تقلّناَ الى المخابز فى مطلع الشّمس ِ
تنتظرُ أطفالنا خبزَها
يوماً بيوم ..
احرقوا قلوبكم ،
فقلوبكم من حجرٍ أسودٍ
يشعلُ النّرجيلة فى المقاهى
ينشرُ غسقاً ورعداً
فى الصّدور ،
فتحترقْ ..
لكن قلبى لنْ يحترق
يمتهنُ مناعة من الرّعودِ ،
والبروق ،
واللّظى ..
افعلوا ما تشاءون ،
فأصواتكم مخنّثة
لكن الزّئير له الصّدى
***