أضرار المخدرات؟ لحمد لله أحلّ الطيبات وحرّم الخبائث ، أحمده وأشكره ، وأثني عليه وأستغفره ، وأشهَد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له ، وأشهَد أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسوله ، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه وسلّم تسليمًا كثيرًا أمَّا بعد
عباد الله :
الهدف الأكبر الذي يتطلع إليه أعداؤنا ، هو تغييب عقول الشباب ، وانتزاع طاقاتهم وإمكاناتهم ، وإلقاؤها في بحر الإدمان الآسن ؛ حيث لا إبداع ، ولا إعمال للعقول ، إن الخطر في إدمان المخدرات هو تغييبها للعقل ، من النهوض العلمي ، والتركيز على تنمية مقدرات الأمة ، مع انتشار الفواحش والأمراض بين أفراد المجتمع ، إن النهضة الإسلامية المرتقبة ، تحتاج إلى شباب واعٍ ، يسير في طريقها بعقلٍ كاملٍ يقظٍ منتبه ، يستفيد من ماضي أمته المجيد ، ويبدع في واقعها المعاصر ، ويستشرف مستقبلها في صبح مشرق ، بالعقل تميّز الإنسان وتكرّم ، وترقّى في شأنه وتعلّم ، جعله الشارع الحكيم ضرورةً كبرى ، بالعقل يميّز الإنسان بين الخير والشرّ والنفع والضرّ ، به يتبيّن أوامرَ الشرع ، ويسعى في مصالحه الدينيّة والدنيويّة ، وإذا زال العقل لم يكن بينه وبين البهائم فرق ( أولئك كالأنعام بل هم أضل ) سورة الأعراف 7 ، فيصبح عالةً يُخشى شرّه ولا يُرجى خيره.
أَيُّهَا المُسلِمُونَ :
لَقَد أَضحَت المُخَدِّرَاتِ مِن أَخطَرِ الحُرُوبِ ، يُدرِكُ ذَلِكَ مَن وَقَفَ في المَيدَانَ ، مِن رِجَالِ الأَمنِ وَمُكَافَحَةِ المُخَدِّرَاتِ ، أَو مِنَ العَامِلِينَ في جَمعِيَّاتِ مُكَافَحَةِ المخدرات وَأَطِبَّاءِ المُستَشفَيَاتِ ، بَل يَشعُرُ بِشَرَاسَةِ تِلكِ الحَربِ كُلُّ مَن يَسمَعُ بِهَذِهِ الكَمِيَّاتِ الهَائِلَةِ وَالأَنوَاعِ الكَثِيرَةِ الَّتي تُضبط في المنافذ الحدودية ، فَضلاً عَن تِلكَ الَّتي تُرَوَّجُ وَتَنتَشِرُ ، وَيَقَعُ ضَحِيَّتها فِئَة الشباب ، إن آفةُ المجتمعات هي المخدّرات ، أصل الشرور والمصائب ، شتَّتتِ الأسَر ، وهتكتِ الأعراض ، وأباحت السرقات ، وجرّأت على القتل ، وتسببت بانتشار الانتحار ، أنتجت كلّ بليّةٍ ، ذمّها العقلاء ، وترفّع عنها النبلاء ، حرمها الإسلام وذمّها ولعنها ، ولعن متعاطيها ومروجها ومشتريها فهي أشد من الخمر وأنكى
عباد الله : عندما نتحدّث عن المسكرات والمخدّرات فإننا نتحدث عن آهات وونات ، وشكاوى ضجّت منها البيوت ، واصطلى بنارها متعاطيها ومعاشريه ، وأحالت حياتَهم جحيمًا لا يُطاق ، فوالدٌ يشكي وأمٌّ تبكي ، وزوجةٌ حيرى وأولادٌ تائهون في ضيعةٍ كبرى
عباد الله :
تَجتَمِعُ عَلَى هَذِهِ البِلادِ الأَيدِي الخَفِيَّةُ ؛ لِتَنَالَ مِن دِينِهَا ، وَتُفسِدَ عُقُولَ شَبَابِهَا ، بِالقَنَوَاتِ وَالفَضَائِيَّاتِ ، وَبِالشَّبَكَاتِ وَأَجهِزَةِ الاتِّصَالاتِ ، وَبِالمُسكِرَاتِ وَالمُخَدِّرَاتِ ، الَّتي عَرَفُوا أَنَّهَا أَسهَلُ طَرِيقٍ لِلوُصُولِ إِلى المُجتَمَعَاتِ ، وَأَقوَى وَسِيلَةٍ لِلتَّأثِيرِ في اتِّجَاهَاتِهِم وَتَغيِيرِ قَنَاعَاتِهِم ؛ إِذْ بها تَختَلُّ العُقُولُ وَتَزِيغُ الأَفهَامُ ، وَبها يُضعَفُ الاقتِصَادُ وَتُؤكَلُ الأَموَالُ ، فَتَنتَشِرُ السَّرِقَاتُ وَيَكثُرُ السَّطوُ ، وَيَختَلُّ الأَمنُ وَتُرَوَّعُ النُّفُوسُ ، وَتُشَلُّ حَرَكَةُ الفَردِ وَيَقِلُّ إِنتَاجُهُ ، فَتَتَفَاقَمُ عَلَى وَلِيِّهِ الأَعبَاءُ وَتَتَضَاعَفُ الأَحمَالُ ، وَيَعُمُّ الفَقرُ وَتَتَمَزَّقُ الأُسَرُ ، وَتَتَشَتَّتُ العِلاقَاتُ وَتَنقَطِعُ الصِّلاتُ ، وَيُصبِحُ كَيَانُ المُجتَمَعِ ضَعِيفًا وَبُنيَانُهُ هَشًّا ، فَيَغدُو أُلعُوبَةً في أَيدِي الأَسَافِلِ وَالأَرَاذِلِ ، يُحَرِّكُونَهُ مَتى شَاؤُوا إِلى مَا أَرَادُوا ، وَيَأخُذُونَ بِهِ إلى هَاوِيَةِ الجَرِيمَةِ وَمُستَنقَعَاتِ الرَّذِيلَةِ ، فَتُنحَرُ أَعرَاضٌ وَيُقتَلُ عَفَافٌ ، وَتُوأَدُ فَضِيلَةٌ وَيُسلَبُ حَيَاءٌ
عباد الله :
للمخدرات أضرار على متعاطيها وعلى المجتمع ؛ فمن أضرارها على متعاطيها ذَهابُ عقله ، وتبدُّل طبائعه ، وتخليه عن صفات الصالحين ، والسفه في التصرف ؛ فيفعل ما يضره ويترك ما ينفعه ، فيفقد الفكر الصحيح والرأي السديد ، ويحجب عن عواقب الأمور ، وتفقده الأمانة ، وتجعله يفرط فيما يجب حفظه ورعايته ؛ فلا يؤمن على مصلحة ولا مال ولا عمل ، بل لا يؤمن على محارمه وأسرته ، متعاطيها عالةً على المجتمع ؛ لا يقدم لمجتمعه خيراً ، ويكون منبوذا ومكروهاً حتى من أقرب الناس إليه ، متعاطيها يبدد ماله ولا قدرة له على الكسب الشريف فيلجأ إلى الكسب الحرام كالسرقة والنصب والاحتيال ، يصاحب شرار الناس ، صحته في تدهور ، كأمراض الفم والأسنان والجهاز الهضمي وسوء التغذية والرعشة ، عمره قصير يتوقع إصابته بالموت المفاجئ في أي لحظة ، فاقد للرجولة والفحولة ، مهموم مكتئب ، الطاعة عنده ثقيلة مكروهة ، يكره الصالحين ولا يحب مجالستهم ، يبتعد عن مجالس الذكر ومواطن العبادة ، فهو مضطرب نفسيا مهووس عقليا
وأما ضررها على المجتمع فيكفينا ضياع الأسر وانحراف الناشئة ، ونزول العقوبات والفتن ، والبطالة والعطالة والركون للكسل والتسول
قلمي كتب ولساني نطق وأذانكم سمعت واستغفر الله لي ولكمHqvhv hglo]vhj?
Hqvhv hglo]vhj? Hqvhv hglo]vhj? جميع الحقوق محفوظة وحتى لاتتعرض
للمسائلة القانونية بسبب مخالفة قانون حماية الملكية الفكرية يجب ذكر :
- المصدر : شبكة الشموخ الأدبية
- الكاتب :
alshmo5 - القسم :
مجلة الشموخ الثقافية - رابط الموضوع الأصلي : أضرار المخدرات؟ |