بين اللغة الحالمة والحس الجماهيري..
أكاديمية الشعر تصدر ديوان (كلما كذب السراب)
لأمير الشعراء حسن
بعيتي وكالة أنباء الشعر/ أبو ظبي أصدرت أكاديمية الشعر التابعة لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث ديواناً شعرياً لحامل اللقب في النسخة الثالثة من مسابقة أمير الشعراء الشاعر حسن بعيتي تحت عنوان (كلما كذب السراب)، ويقع الديوان في 107 صفحة من القطع الصغير أُخرجت بطبعة فاخرة تضمنت 38 قصيدة، ويأتي هذا الإصدار ضمن سلسلة الدواوين التي تصدرها الأكاديمية لدعم شعراء مسابقة (أمير الشعراء)، وهو ثالث ديوان تم إصداره ضمن هذه السلسلة بعد مجموعة (أعصاب السكر) للشاعر كريم معتوق، ومجموعة (باب الجنة) للشاعرة حنين عمر. والجدير بالذكر أن أكاديمية الشعر ستصدر في الفترة القادمة مجموعة من الدواوين الشعرية لشعراء شاركوا في مسابقة أمير الشعراء في مواسمها السابقة، وكذلك مجموعة من الدراسات النقدية التي سيعلن عنها قريباً. وكانت أكاديمية الشعر في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث قد أعلنت عن بدء الترشح للدورة الرابعة من مسابقة "أمير الشعراء" التي تُعنى بإبداعات شعر العربية الفصحى، وذلك ابتداءً من يوم 15 يونيو الحالي ولغاية 15 إغسطس القادم 2010. والمشاركة مفتوحة للشعراء من عُمر 18 سنة إلى 45 سنة فقط، وتقتصر على القصائد المكتوبة باللغة العربية الفصحى، حيث يتوجب على من يرغب بالترشح إرسال قصيدته عبر البريد الإلكتروني حصراً [email protected]. وقد تنوعت أغراض القصائد ومواضيعها في الديوان بين الوجدانية والإنسانية والأمنيات وأشعار المناسبات، واختلفت البحور الشعرية التي كتب عليها الشاعر قصائده نظراً لاختلاف الحالة الشعورية وتنوّع الأغراض، كما جمع الديوان بين القصائد العمودية وقصائد التفعيلة، حيث اتسمت القصائد العمودية ببعدها عن الأغراض الوجدانية والإغراق في اللغة الحالمة مثل قصائد المناسبات ("هلال الصوم"، و"شامة الدنيا" وهي قصيدة في حب الشام، و"تجليات في رحلة الشعر" كتبها في أبوظبي وشاطئ الراحة الذي يحتضن الشعراء من جميع الأقطار، وقصيدة "وفاء لفارسها" وهي إحدى قصائد المسابقة وكان موضوعها قلعة الجاهلي في العين) وغيرها من القصائد العمودية التي أخذت الطابع الجماهيري المنبري، إضافة إلى امتزاج الحس المنبري بالشاعرية التي تميّز لغة الديوان بشكل عام، ولا ينفي هذا التوجه وجود بعض القصائد العمودية ذات الطابع الوجداني مثل (تصوّف، و كأنه ليس موتاً وغيرها). أما بقية قصائد الديوان فهي من التفعيلة التي فاق عددها القصائد العمودية واتخذت لنفسها الطابع الوجداني والإنساني مثل الحب والفراق والحنين إلى الماضي والذكريات والأمنيات ومنها (ليت أني، لو أن للأفكار نافذة، مشهد من قصة حب، هكذا قال أبي، أنظر من بعيد، تحليق وغيرها)، وقد تميزت القصائد عموماً بلغة صوفية حالمة تتجلى بوضوح من خلال محاولة الشاعر للاندماج الروحي مع الأشياء واختزال البساطة في عمق المفردة، إذ تتباين درجات الصوفية في نصوص الديوان حسب جو القصيدة الشعري وغرضها.. ويتجلى ذلك من خلال تكاثف الصور الشعرية المركبة من جزيئات متلاحقة لتشكّل لدينا صورة كليّة ابتكرها الشاعر لتوائم النزعة الروحانية (الصوفية) لديه، فمثلا في قصيدة (تحليق) يقول الشاعر: " فوق الغيوم/ إذا بكيتَ الآنَ/ سوف تحسَبُكَ الخمائلُ غميةً/ سمعتْ صلاةَ الورْدِ فانسكبتْ حنينا/ وسيحلفُ الفِكرُ المجنّح أنّ/ أجفان السماءِ على رؤاهُ أمطرتْ شعراً/ ويشكركَ الغريبُ على الأغاني/ قبل أن يغفو/ على أسمالِ وحدتهِ حزينا... " ويعد الشاعر حسن بعيتي صوتاً شعرياً مهماً في التجارب الحديثة للشعراء الشباب، وبلغ ذروة تألقه في الموسم الماضي بعد انتزاعه لقب مسابقة (أمير الشعراء) في الموسم الثالث للمسابقة 2009، وحظي بثناء اللجنة وإشادتها بتجربته الشعرية وقصائده التي قدمها خلال التصفيات، وتعد مشاركته هذه من أهم الجوائز التي حاز عليها عربيّاً، حيث كان قد حصل على عدد من الجوائر الأخرى قبل مشاركته في أمير الشعراء داخل سوريا وخارجها. ويعد هذا الإصدار هو الديوان الثاني الذي يصدره الشاعر.
H;h]dldm hgauv jw]v ]d,hk ;glh ;`f hgsvhf gHldv hgauvhx psk fudjd hgsvhf hgauv hgauvhx fspv fudjd ]d,hk psk ;glh