شوق الحنينْ
أمـــِيــطِـي الــلثــام وردّدِي صــدى أنـينِي
إنّ جرح الكرامة الدّامِي على كلّ جبينِ
فـــمـــهما قـــســـوتِ يـــذيبكِ شوق الحـنينِ
ويــــلهبــكِ لــفــح الشّـــجا الحــرّاق فـتلينِي
فــــأقـدمـِي الــرّكـب الـثاّئر وكــونِي مُعينِي
واسكبِِي الشّهد النّقِي من مُقلتيكِ واسقينِي
إنّ تــأجّج الــورد على وجــنـتـيكِ شــاوينِي
مـــَن لــي ســواكِ يا حبِّي يسعدنِي ويحمينِي
وإن ضـــللـتُ أو زلـــّتْ قدمِي بالليّنِ يهدينِي
ويـــردّ عــليّ شــبابــيَ الغابرْفي زمن الأنين
وأنــا الشّــاقِـــي فـــي دنـــيـتِي الفاقد للحنينِ
فــكـلما زرتُ روضًـا بقلبيَ البـاكِي الحـزينِ
شـعـرتُ بدفء المحبّـَه مِن روعِـي يــهدِّينـِي
ولاطــفنــِي مــرِحًا مُــسلــيًا هـــمـسُ الحــنينِ
وأطـــربــتنِي بــحلو الغِـــناء ْحـــور العِــينِ
وطـــيف الهـــوى غــــازلنِـــي وكـاد يغوينِي
ونـــفسِــي الجـموح تاقتْ لخمرة الحبِّ الدّفِينِ
سأحـيى بالأملْ ولاشيء عـــن العــزم يثنينِي
ولــئن ضـــاق الصبر بصبرِي فزادِي يكفينِي
والشـهادتـــان رأس مــالِي وحصنِي الحصينِ
ونــُبـــل أخــلاقِي شِـيمَتــِي ومِـن قبل خبرتينِي
فــلا أزكّــي نـــفسِي فـقد طَـهُرَتْ بأنواِر دِينِي
ومـَن لــبِسَ التُّقــى فـــلا يخــشى غُبارَ السّنينِ
ومـــا أنـــا إلاّ ضــيفًا فـقبـل الـــرّحيل أنْسِينِي
وتـــلــذّذِي يــاحُـبِّي بــعـذاب قــلبـِي الـحـزين
ولا تــــأسِـــي يــومًا عــــن فــراقِي ولاتبكِينِي
فـــكَـمْ نـُحتُ وشـــدوتُ لـــكن ما ســـَمعـــتِينِي
وكـــــأنِّي أراكِ تمُـطرين رمسِي دمعًا وترثِينِي
محمد البرجي التباسي/بلبل الجريد
مع تحيتي القلبية