لِمَ نقاسي المآسي
ألمتني جراحِي أخي هيّا عَجّلْ بالدّواءْ
أو بديل يشفي غليلي سريع الشفاءْ
إن حرّ الطّقس لجافٌ زاد ظمائي ظماءْ
وأنا من زمانٍ بعيد ٍأنشد ينبوع ماءْ
مثل ذاك النّبع الصّافي المتألّق الوضّاءْ
غير أنّ الضباب كثيفٌ يغزو الفضاءْ
أنظر يحجب نورنا عمدا والضّياءْ
والطّبيعة منهوكة ذلّها الإغماءْ
والنّجم الموؤود تحت الثرى تاق للعلياءْ
في صمت رهيب يتململ لكن ماانْزاح الغطاءْ
يا أسفي عزّ المغيث أيجد النّداءْ
كم أقاسي ياراسي ضاع جهدي هباءْ
أُترِع كاسِي بالمآسِي وتواتر الأرزاءْ
في الدّجى ها أبكي الضّياء مصباحي إنطفأ
أتشظّى غيظا ما لي رجاءْ وحياتي شقاءْ
عبّدنا ذيبٌ مزّقنا أشلاءْ اشلاءْ
عبّدنا ذيبٌ سقانا العداوة و البغضاءْ
عبّدنا ذيبٌ جزّانا أعداءْ أعداءْ
إن توهّم فينا الحرارة سارع في الإطفاءْ
ثمّ هاج وماج وثارت ثوراته الهوجاءْ
رشقته زهور الوداد المغرية للرّضاءْ
يا ليتَكَ عاينتَ كمْ نضّد من موائدْ شِواءْ
فائحة النكهة عالية الجودة و الدّهاءْ
حلوة منعشة متلفة الغيْرة الذّكاءْ
وأسود الّربى تلهو بجريح الظّباءْ
وبسرب الحجل الَمَُضَلَّل عند المساءْ
فادّكر بالأندلس اسمعْ للموتى النّداءْ
فكأنّى بعاصفة تدوى في كبد السّماءْ
والضّيغم ياروحي آثر الإنزواءْ
فانتظري في كهفكِ المسحور القضاءْ
أو في نخوة إعتلي موكب الشهداءْ
ودعي الأجواءْ لِمضّيق رحب الفضاءْ
واغفري ياروحي لكلّ ظلومٍ أساء
محمد البرجي التباسي./بلبل الجريد