مـن حيرتي شوقي تلهّب و الفؤاد انشغــلَ
الجوى أضناني و الوجد في مهجتي أوغلَ
و جمــر صبابتــي زاد جُهــدي تضمحـــلاَ
ما حيلتــي مكسـور الجناح و بعدكم فصـلَ
و توأمــي بات يــذوب حســرات زعــلاَ
فـــداك روحــــي خفّــــف الحمـــــل ثقــــلَ
أصلـــى ضـــرام الهجر، أما كفاني علـــلاَ
كــي أُمن بالفـــراق، يـــا هول ما حصـــلَ
متيّــمٌ أطبــــق الجـــور عليـــه متغــــــوّلاَ
ملهــــوفٌ يستغيـــــــث لدرء مـــا حُمِّــــلَ
يـــا فوز من سعى زُلفَى لوصل ما انفصلَ
يــا زِينْ أنتَ طيف سروري قطّ ما جفــلَ
لولا كَ مــا تغنّى طيــري بالهــوى مُتغِزّلاَ
و لا اهتــزّ غصني عبقا بالشّذى مُتطـاوِلاَ
أنتَ الشّمــوخ لا أرضى غيــركَ بـــــــدلاَ
يــــا زِينْ احتسب لله، إنـــس ما حصـــــلَ
دع النّــــوم و انهــــض، لا تفقـــد الأمـــلَ
و الذي صاغـــــكَ من عـــدمٍ يقيكَ الخلــلَ
انهض لا تـــدع الأحزان تطويـــكَ منعزلاَ
أراك وُلـــدتَ جديـــدا، حـــــرّا مكتمـــــلاَ
فاقبل علـى الدنيـــــا بقلـــب يفيــــض أملاَ
فلولا احتـراق الشّمــوع ما الظّلام أفـــــلَ
أنـــــتَ مِشعلِـــي إذا ليلــــــــيَ انســـــــدلَ
أترضيكَ لوعتِي و أنـــتَ عنّــي مُنفصـِـلاَ
لا يستخفّكَ الحــــزن إيّاكَ أن يتسلّـــــــــلَ
و اغفر لمـن تولّــى عســـــــاه حنّ مُعتدِلاَ
و إن أضنـــاكَ الجفا، يمِّــمْ ذاكَ الجـــدولَ
فهو شلاّل الحيـــــــارى يشفــــي العلــــلَ
يفـــــــور معينًا شافيَـــــــا فاق العســـــــلَ
به العيـــن قرّت و الطّـــــــــرف اكتحـــلَ
يـــا زِينْ نوّريني ببسمَـــه، فالمحيّا تهلّـــلَ
و اذكريني في كـــل روض غيثه هطــــلَ
و سما في الأفق أريـــج ورده و انهمـــــلَ
يُحْـــيِّي غابر الأزمــــــــان أنّى انتقــــــــلَ
فانهلِــــــــي رضاب الحياة حلالاً مُتّصِـلاَ
و تهلّلِـــــي بِشْرًا فربيع العمـــر أقبـــــــلَ
شرفٌ غمرتنـــــا نسائمه فانتشينـــــا أملاَ
و سَرَتْ نفحات الحبّ فينا أسكرتنا خجلاَ
ها قد غدوتُ أسيركم، فأطيلـــوا الأجـــلَ
و ترفّقوا بالجريح، قد أصبتــــمُ المَقتَــــلَ
و أنشروني ما رأيت لطيب نُبلكـــمُ مثلاَ
محمد البرجي التباسي
بلبل الجريد