شـــلاّل الحيـــارى

أنغام عرائس الأحلام
أعــيــشُ حــرًّا فــي قـفـــار الـــسّــغــــبِ ولا أسـيــــرًا فـــي قــفـــص الـــذّهـــــــبِ
أرنــــو إلـــــى حـــرّيّـــتِــي مُـــخــتــنِـقـًـــا بِــغــصّــتـِـي وسْــط ظــــلام الـــحُـــجُـــبِ
مُـــنــكـــســـر الـــخـــاطـــر غـيــر عــــابِئٍ بِــبـــطءِ ثــــــوانٍ بــحــجـــم الـــحُــقـُـــــبِ
يُــحــصـِـي خــطــاهــا نـبـض قـلبٍ نـــازفٍ تـَــكــاثـــرتْ أوجــــاعــــه مُـــعــــــــــــــّذبِ
تُــنـــغـّــصـــه الـــصّـــيــــحــةُ فــي فــــزعٍ إذا غـــشـــتـــه غــــــفــــوةٌ مـــن تـعــــبِ
فــتــنـــصـــدع مُـــهـــجـِــتي مـرضوضـــــة تـــرتـــجـــف مـــن هـــول وقــع الــرّهــبِ
مـــن غـُـلـــبـــيَ أُشـــيـــــــدُ مُـــتـفـائـــــلا بـــــروح شَـــعـــــبٍ ثـــائــــرٍ جِـــدُّ أبـِــــي
وأُرهــــــف ســـمـــعــــيَ مـــتـــحـسّـسًــا ضــجّــة فـــزعـــةٍ ســـرت مــن غــيـهـــبِ
أعـــيــــش حــرًّا فـــي قـــفــار الــسّـغـبِ ولا ذلــيــــــــلا فـــي قـفـــــص الــذّهــبِ
نـــــاءٍ عــــن الــــمـــدّ وزجــــرٍ خــطــــــــرٍ مَــــوْجُـــهُ هــــائـــجٌ شـــديـــد الـصّـخـبِ
نــــاءٍ عـن الــتّـقــزيـم وحــبْـــكِ الـفِـتَـــــنْ ســـامٍ ،بـــعـــيـــدًا عـــن لــغـة الـخـشـبِ
مـــع الــنّــســيــم رائـــحًـــا وغـــاديـًـــــــا أســتـــقـــبـــل غــدِي بــعــطــر الـزّونــبِ
مُـــحــلـِّــقـًــا صــافـِــي الـسّريـرة مُـنشدًا لــحــن الــخــلـود فـي الـفـضــاء الـرّحـبِ
أشــدو لــحـيــاتـِــي بـنــــاي الــصّـحــــوة فـــهــل تــلـــبّـِـي عــن رضــاءٍ مَــطـلــبِي
وتــنــصـهـر فـي الــــــرّنـيـن أبْـــحُـــــــــرٌ مــــن جـلّــنــارٍ قــــانِــيَــه فـــي نــضــــبِ
فــتــنـتــشـِـي الــمـراتـــع وتــكــتـــسـِــي خــصــوبــةً يـــانــعــةً مـــــن طــــربـِــي
رغــــم الـــجــحــيـم الــهـائــل وما حــــوى قــد ظــهــرت جــلــيّــة فــي مــوكــبـِـــي
عــرائــس أحــــــــــلامــــيَ رفــرافـــــــــة ً تـــشــــدو بـِــلـــغــوهــا الـلّـــذيـذ العـَـذِبِ
فـــي هــيـبـةٍ تـعــزف لـــحــنـــا رائـــعَـــــا مُــنــغّــمًـــا مـــن رائـــعــــــــــــات الأدبِ
فــــازدهـــتِ الآفـــــاق أنْـــسًـــا لامــعـًــا مـــن واحــــة الــشـّـرق الـطّـموح الأربِ
يــهـــزّهـــا الــحــنــيــن إلــى الـمــغـــربِ سـكـــرى بــــعــبــيــر الــرّجــا الـمنسكبِ
ردّدْ مــعــي شــعـــر الــرّجــولــة الجَــرِي إن كــنــتَ مــن عــشّـــاق هــذا الـكوكبِ
لــــو حــــبّــــة مـــــن رمــلـه تــوقّـــــــدتْ لانْـــخــرســـتْ مــنـــغّــــصـــات الـشّـغبِ
لـــو حــــبـّــة مــــن رمــــلــــه تـــــــفـجّرتْ لاخْــضـوضـــرتْ حــقــولـنــا مـــــن جـدبِ
يـــا قـــلـبُ نـــار هَــبـَّـتِــي هــــل خـمدتْ أم عـــزّ صـــداهـــا بــــــدار الــــعـــــــــربِ
يـــــا حـــســـرتـِـــي تــــآكـــل مُــهـنّــدِي والــقـــدس بــاتــت ســيــرة فـي الـكُـتـبِ
يـــا صــاحــبـِـي شــوّقـتـنـِـي لِـنُــزهـــــةٍ عـــلـــى جَـــواديَ الأصــيــــل الــعــربـِي
نَـســتــرجـــع مـــا ضــــاع مــنـّـا سـلـفـَا وسْــــط مــراعـِــي الـــحِــنـَّـة والــعِــنَّــبِ
أمــثــالــنـــا لا تـَـنْــحـَـنِــي مــــــن رهَــبٍ إن دوّتِ الــصّــــــــواعـــــق بــالـشّــهـبِ
بـــــل نــركــــب مـــركـــــبـــهــــــا تــحدِّيًا فـــي عـَــنـَــتٍ نُــخـــضِــعــهــا لِلـمـــــأربِ
آمــكّــةَ أقــصـــانـــيَ الــبــعـــــد فــهـــل تـــشـــفــع لِــي صــبــابـتِـي فـي مَرغبِي
يــا أمّــيَ جـــاشــــتْ خـــواطــرِي وقـــد نــمـــا شَـــغـَـفُ الـــوصـــل فــي تَشَبُّــبِ
فـطِــيــنــتـِـي مــنــكِ وأنــتِ تـَـعـلـــمِـــي جَـــدِّي أبـــــا بــكـــرٍ رفــيــع الــحَـسَـــبِ
اَلْـــخّــلُ بــالــغــار رفــــيـــق الـــــهـجـرة الــمــخــلـص الـصّـدّيـق صــاحـب النّبِـي
بَــدرٌ ونــجـــمٌ بــســمـــــــاكِ اعــتـــنــقَــا مـــن عــبــد مــنـــافٍ هــمـا فــي النّسبِ
فـــصـــلِّ وســـلّــــــمْ إلـــلاهِــــي دائــمــا مــا رَفَّ طـرْفُ الـشّــرق أوِ الــمــغـــــربِ
عــــلـــى حــبـيـبنــا مُـــحــمّـــدْ ســـيّـــدِي زيــنـــة عـــرشـــك الأمــيـــن الـــعـربِـي
والآل والـــصّـــحــب وخــيـر الــخــلَـــــــف جــمــيــعــهــم مـــن عـــجـــمٍ والــعــــربِ
لِلْــحـَــرَمِ اشــتــقــتُ وروضــةِ الــنّـبـِـــي عــجّــل إلاهـِـي واســتــجــبْ لِلـْـمـرْغـبِ
قـــبــل قــضــاء الأجـــــل الـــمـــرتــقــبِ ومــنـــكَ قـــرِّبــــنـــا بــكـــشْـف الحُجُــبِ
ردّدْ مـــعـِــي أنـــغـــامــــيَ فـــي نـخـوةٍ وسِـــرْ عــلـــى درْب الــــــــحـيَــاءْ والأدبِ
محمد البرجي التباسي/بلبل الجريد