مــارأيــــك ؟؟

مــــــا رأيــــــك؟


لو أُصبح رشفة ماء فى كأس تحضنه يداك

ترشفني في مَهَل

تمتص القطرات على ظمأ

أسري في كل خلاياك

أحمل ريّا وحياه

لو أُصبح نسمة فجر نديانه

تنشقني مبتهجا

تفتتح اليوم بأحلام حلوه

أسري كالعطر بأنحاء الصدر

أدفع للقلب دماءً و حياه

لو أصبح بعض شعاع الشمس الدافئة شتاء

تأتينى مكدودا مقرورا

أمسحُ عنك الجهد وأمنحكَ الدفء

أتحول تحت الجلد إلى نبض وحياه

لو أصبح نجماً وضّاء في ليل الحيره

أشرق في دربك وأنير أمامك مسرى خطواتك

فأشير عليك وأهدي

للعقل وللروح حياه

لو أصبح فيك و منك

لو نغدو كُلا لا يتجزأ

لو أصبح خفْق القلب ونور العين

وحي الفكر وإشراق الروح

لو أصبح منك كما أنت غدوت

أنفاسي, أفكاري, أحلامي.. تحنان القلب

لو أصبح منك كما أنت غدوت

كل حياتي, فجري, ومسائي

كل الماضي والحاضر والغد

كل الآمال, وغايةَ كل الغايات

لو ضم فؤادك ما يحوي قلبي من حب

لسمْونا فوق الآفاق وجاوزنا النجمات

وحققنا معجزة التكوين

لو يملأ صدرك ما يملأ صدري من شوق

لرأينا العالَمَ غير العالم

وتبدَّل فى عينينا الكون

لتفجَّر بين أصابعنا ـ في الصخر ـ الماء

ورأينا الخضرة في الصحراء

لو تحمل لي ما أحمل من حب

لو تدري حالي حين أهيم مع الأحلام

وأناجيك بحلو الأشعار

وأراك بعين القلب التواق

تغمرني بحنان العالم أجمع

تُسمعني أروع كلمات الحب

وأحس هواك سياجا يحميني ودثارا يدفئني

ويدا تسندني, دارا تؤويني... نبعا فياضا يرويني

وأحسك ـ وحدك ـ دون العالم تكفيني

أوقن من حبك قَدْر يَقِيني أن العالم موجود

حين أهيم مع الأحلام

لكني لا تلبث أن تفزعني أصواتُ العالم وضجيجه

يعلو صخب الواقع فوق رفيف الهمس

تغرق كَلِمَاتُ الحب ببحر الضوضاء

فتضيع النجوى والأشعار

أصحو من حلو الأحلام

أنتبه على الصوت الصاخب

أتذكر ما تعني (لو)

فأنا لست الماء ولا النسمة أو دفء الشمس

لن أدخل فيك و لن تصبح مني

تفصلني عنك حدود و سدود

توقفك وتمنعني

يتردد حبك

يتجمد حبي

تأخذني منك

تُقصيك بعيدا عني

لن تسمعني وأنا أضرع لاهفة كي تبقى

لن أسمعك وإن ناديت بأعلى صوت

وهواك...

وإن كان الشلالَ المندفع الجبار

وهواي, وإن كان التيارَ الكاسح و الإعصار

لن يقوى أو يصمد حين يواجهنا بالرفض

حين يسد الدرب بآلاف الأحجار


نحن أتينا في زمنٍ

أضيق من أن يتسعَ لنبض القلب

أوْهى من أن يحمل عبء الحلم

أجدب من أن ينبت غرسة حب

في زمن صكَّت أذنيه الصرخات

فما عادت تلتقط النجوى والهمسات

غشى عينيه ضباب الماده

ما عادت صالحة لرؤى الحب وتهويمات العشاق



د:إخــلاص فخري