أمسيــة في الغــرب ..

لـ صباحاتـكم ومســاءاتكـم كـمـا تَشائون ياطـيـبـون ..

كُتـِبت بقــلمــي وعشــتُ احداثهــا كــل هــذا لا يهــم أمـام الخيـال الذي يـربثُ عـلى كتفـي عندمـا (أ ك ت ب )..




صوت صــاخب ..يهــز الأرضُ هــزاً

أمسيــة مــرعبــة تختــارنــي للشقــاء

فــي فنــدق ضخــم ..لاوربـي بــل في قَصــرٌ هُجــر

لايسكــنُ بــه لا إِنــس ولا جــن ..كــل الذي بـه ألــواح للــذكــر

أرجـُـلي لــم أعــد عــلى تحـريكهـا ..مقبـوضـةُ في سيـور كهـربائية

تمشــي بهــا فـي ممــرات مظلمـــة ..دروبهــا مــن شمــووع

جــدرانهـــا مــن زجــاج خشــن ...أراضيهــا مـن مــاء قُــزاز

يستقبــلني رجــل لا أعــرف من أي طــائفة كـان ربمـا أنه إنـس أو جــن والأرجحُ بــأنـه

تمثــال ..يقــلدنــي (بــورد )لــم أرهُ فــي حيــاتي ولا بـأي مكــان


زدتُ خــوفــاً ..تقــدمــتُ أكثــر ..رجيـتُ الألـــه بالســؤال عمّ يــدور الآن

أسمع صــوت يهتف لــي :يــاآنســة هــل تنتظـرين أحــد بالداخــل ؟!

لا ..جئــتُ للأُنــس لا للإنتظـــار ويــردُ صــداي عــدة مــرات

مــن فضلك أفتــح لـي البــاب ..ألا تسمـع ذاك العــزف ؟!

ألــم يــأخــذك إيقــاعـه لـدهشــة ؟!

لمــاذا هــذه الــرسمـيـات ..مــن يعـزفُ بــالداخــل سيــد أم سيــدة ؟!

ينفتـحُ البــاب إلكتــرونيــاً..وصـوت ينخفض شيء فشيئــاً

لا تُطيــل بــالداخــل وقت مــا ..ويــوجد بــاب مخـفي مــن خــلف ذاك الستــار

وقفــتُ مـــدهـوشــة من الصـوت المختفــي ..وقفــت مـدهـوشــة مـن الصورة التي أمـامـي !!

قيثــارة كبيــرة ..تعــزفُ بهــا سيــدة جميلـــة

لا أستطيــع وصفهـا ربمــا أخطــأ فــي تفــاصياهــا ..خصــلات شعــرهـا تتحـرك بقـوة العــزف

تنسـدل تلك الخصـلات عـلى شـق وجههـا والآخـر ظــاهــر بمــلامــح (غضــة )

أصــابعهــا النحيــلة متحجـــرة بـالــدم لقســاوة ذاك العــزف

مــازالت تعــزف وتعــزف وتعــزف ..

ودمــوعـي تتــأثــر ..واقفــة أنــا لــم أتحــرك

صــرخت فــي وجهــي :دوري دوري بضجـــر

حـاولت تهــدئتهـا لكنـي لم أستطــع ..ثــائرة فشــدت بنـاصيةالورد من عنقـــي بعنـف

اتجهت نحــوي أكثــر ..بعـدمــا تـراجعــت للخــلف من شــرهـا

فــأخـذت تصــرخُ بكلمـات :أيـا مـدمعـة العيــن أنتـي ؟!اقتـربــي

لمــاهــي دمــوووعــك ؟؟

ارقــصــي هيــا ارقـصـي ..

وبكــل خـوف رددت وبصــوت منكـــســر: لست راقصـــة

قـالت :كــاذبــة أنتـي ..تحمــلين الـورد وتتدخــلين أمــاكـن العــزف ولا تـرقصيـن

ســأعــزف لك وارقصــي أتسمعيــن !!

فبكيــتُ لمنظـرها وأنـا أقـول لهــا :رقصــي ســوف يصبــح تهــريــج لمــا تعــزفيــن !!لمـا لاتـدركين ؟!

تهــريج يــالامبـالاتــة وأيــن التخــدير ؟؟

فالحـب هــرج للخيــانــة ..والكــره هــرج للحــب ..القســوة هرجت للــرحمة

وكثيــرة تلك الأشيــاء التـي تهــرج لمــرادفــاتهــا

لاتحمــلي الــورد ...فمهــدوه رجــال ..يهلكــوا الأرواح ..يتظـاهرون بـالحـب عندمـا يقـدمـوه

ويــذبـلون عنـدمـا يــذبــل للخــروج مــن الحــب ..

فــأخــذت تــدور تـلك السيــدة بــدائــرة سـريعـة حــول نفسهـا سقطــت عــلى الأرض ..

تطــق كعــب حــذائهــا عــلى جبينهـا حتــى ســال الــدم ..تُمــزقُ فســاتنهــا الذي أعتـرت بـه

فكـان لايستـر أي معـالم جسـدهـا

جــلست عــلى ركبتـي لأوقــف تلك البهــذلــة الــذي طــالت ..شــلحــتُ أحــد القطــع الذي كنتُ

أرتــديــها لأستــر تــلك العــورة ..

قــربتهـا لــي أكثــر ..مسكــت أذرعــها ..مسحــت بـرأسهــا

فــأخذت تـرفس أرجــلهــا ..تشـاجــرني بــالضــرب ..

لا تـريــد أن تـرتــدي ..فكــان لكعبهــا المنكســر نصيـب لتـدميـر أصـابعـي

مسكتهــا بقـوة من أسفــل فك وجههــا الاسفــل ..


يكفــي ..فنحـــن عــررب

قــالت :سحقــاً للعــرب !!سحقــاً للعـرب!!


فَخُنـِـعَ رأسهــا عــلى ســاعــدي


فصفــرت صفــارات أشبـه مـاتكــون إنــذار ..ففتــح البــاب بشكــل أوســع ..

فتــراكــض النــاس بــالدخــوول ...فضــاءات الأنــوار بيــاض ..فطبقــات النـاس مجتمعـة هنــا

الكــل يــأخــذ مــايــريــد ..

فــالضجــة غــريبــة هنــا ..لا أحــد يســأل مــالذي حــدث !!

مــاهــذا الــدمــاء!! لمــاذا سقطــت تـلك السيــدة !!

لا هــم يبحثــون عــن شيء لا أعــرفــه أنــا !!

نظــر لــي أحـــد الأشخــاص بعيــن مفتـوحــة كــأنــه يحمـلنـي هــذه الفــوضــى

قــلت لــه : لا وربـي لــم (أق تـُ ل هــا) ..

قــال: مــن ؟؟

قــلت : لاتشـاغبني الحـديث أعـرف بأننــي ســأولبس بالتُهــم

لكــن ســاعـدني لأخــرجهــا مــن هنــا ..وألف بجــراحهــا للمقـابر

قــال :انظــري اسفــلك ..كــل الذي تحتضنيه وتمسكيــن بــه( هــي أسـلاك )

أنت مــن يحتــاج لتضمين كــدمــاتك الــذي لعبــت بــك تــلك الأســلاك

وأنت مــن يستحــق هــذا العــرش وهــذا السلطــان ..


فــأصبحــت لا أرى ولا أسمـع ولا أتكــلم مــرفــوعــةٌ فــي ســريــر أبيــض

متعبــة هــي نفسيتــي قبــل أعضــائي ..مكشــوفــة الألـــم قبـل الصــدمــة

حــرمتُ عــلى نفســي من سمـاااع عــزف الغــرب وجميــع الـرقصـات المـائلة للحــب

فكـان هنــاك دكتـور بريطـاني الجنسيــة يبكــي معـي طـوال الليــل فالوقت الذي تعصينـي عينـي

عـن البكـاء يشــرع هـو فيـه بحـرارة يصُبهــا عــلى أذنـي ليـستـرسـل بـها عقـلي البـاطني أن الأحـداث

الذي حصـلت لـي هـي ذكـرى لإحـداث 11سبتمبــر

اجتهــد لعـلاجـي ..لـم يخبــر أحـد بحـالي ..ألا عندمـا رأى حـالتي تتــدهـور

فــرأى أن الأستجمــام النفســي أريــح مــن أي استجمـام غــربــي

فــوضــع سمـاعـة الهــاتف عــلى أذنـي : ياااااااه أنــهـا العظيمــة (أمــي )

لــم أقــدر ألا عـلى بـضع كــلمـات (الغربه ..العرب ..الورد..لا أحبــه يا أمــي)

فحُـجِـِـزَ لـي أول طــائــرة لا عــودة للغــرب ألا بــالطــامة ..



لكــم فــائق إحتــرامـي ..