( 72 ) مدار الأفكار
خطاب الانتخاب
يقول الشاعر العربي :
فلنكن يا قـوم صفـاً واحـداً = نأخذ التشـريع من خير الرسل
ولنسر يا قوم فـي درب الهـدى = إن من سار على الدرب وصل
في مرحلة الدعاية الانتخابية يسعى كل مرشح إلى كسب أصوات الناخبين ويستخدم في خطابه
السياسي جميع الطرق المشروعة المتاحة من أجل التأثير على الناخب والوصول إلى تحقيق هدفه، على ألا
يخرج في الخطاب الانتخابي على إطار الواقعية والقانون، وتبعا لذلك نجد من يتحدث بعقلانية وعن
إنجازات وبرامج ملموسة على صعيد الواقع العملي، بينما يتحدث غيره عن برامج يصعب تصديقها
ويتعذر تطبيقها، وتتعدد وتتباين تصريحات المرشحين، وإن كان العامل المشترك فيها هو دغدغة
مشاعر الناخبين والعزف على أوتار مصالحهم والقضايا التي تهمهم، بقصد لفت الانتباه وكسب
التأييد، وكما تقول فوزية الصباح: (كلما اقتربت الانتخابات احتدمت المنافسة بين المرشحين وازدادت
تصريحاتهم الصحافية التي هي بمثابة رسائل إلى أبناء الدائرة عن توجه هذا المرشح أو ذاك)،
وعند تتبع هذه التصاريح نجد من يطالب بإسقاط المديونيات وقروض المواطنين على اعتبار أنها القضية
التي تهم أكبر شريحة في البلاد، بينما تطرق غيره إلى تدني مستوى الخدمات التعليمية وتراجع مخرجات
التعليم، وكذلك يتخذ غيرهم من كبح جماح لجنة الإزالات منطلقا له كونها تسعى وفق رؤيته إلى
إيذاء المواطنين وتخريب ممتلكاتهم، ويرى مرشح آخر أن أبرز القضايا التي يوليها اهتمامه في المرحلة
المقبلة هو توظيف الشباب والقضاء على ظاهرة البطالة التي بدأت تظهر على السطح مؤخرا، ويعد
أحد المرشحين ( أن يتم تحسين الخدمات الصحية والتعليمية والإسكانية من بناء مستشفيات ومراكز
صحية ومدارس فهي أهم الركائز التي يعتمدها في برنامجه الانتخابي لتحقيق تطلعات وطموحات
المواطن، مؤكداً أن دور مجلس الأمة هو الرقابة والتشريع لمساعدة الحكومة للوصول إلى حل
هذه القضايا مع التأكيد على أهمية توافر مبدأ العدالة بين المواطنين في نيل حقوقهم والتوزيع العادل
للخدمات، بحيث لا تفوز منطقة بنصيب الأسد من الخدمات وتحرم مناطق أخرى من أبسط حقوقها في
الحد الأدنى من هذه الخدمات، مشيرا إلى حرمان مناطق قديمة وأخرى مقامة حديثاً من الخدمات
الصحية والتعليمية والاجتماعية وغيرها )، بينما يرى مرشح غيره ( أن المواطن سئم من حالة
التأزيم بين السلطتين التشريعية والتنفيذية والتي أثّرت على قضاياه المصيرية والتي لا تزال تنتظر
من المجلس والحكومة معاً أن يضعا لها الحلول المناسبة )، ويحدد مرشح رابع ( أن أهم أولوياته التي
يحملها برنامجه الانتخابي هو الشباب والمحافظة على القيم الإسلامية وهوية المجتمع الإسلامي،
ومحاربة موجات التغريب والفساد الإداري والمالي المتفشي في أروقة الوزارات ومؤسسات
الدولة، والمحافظة على الاقتصاد الذي يمثل عصب الدولة وكيفية الاستفادة منه بما يعم الفائدة على أبناء
الشعب الكويتي) ويدعو أيضا (إلى الاهتمام بقضايا التعليم وهموم أبنائنا الدارسين في الخارج
وكذلك قضية الصحة وتدني الخدمات الصحية مع وجود عجز في الكادر الطبي والمستشفيات
والمستوصفات والقضية الإسكانية والتي أصبحت كل أسرة تعاني منها خاصة الذين يضطرون إلى السكن
ودفع إيجارات كبيرة لسنوات طويلة)، ومن خلال هذه التصريحات والخطابات الانتخابية وغيرها نجد أنه
تم القضاء على جميع المعضلات والمشكلات التي تواجه الوطن والمواطن ومنها: المشكلات
المرورية، حماية المال العام، والإسكان، وقضية غير محددي الجنسية، والواسطة والفساد الإداري، وتفشي
المخدرات، الرعاية الصحية، والبطالة، تطبيق الشريعة، والنهوض بالتعليم، قضايا الشباب، وتجارة
الإقامات، الخصخصة، وكفاءة الأجهزة الأمنية، والمشكلات البيئية، تنظيم سوق الأوراق المالية،
والاستثمارات الأجنبية، والإعلام الكويتي وغيرها مما يخدم المصلحة العامة ويسهم في بناء البلاد.
في ملتقى الترشيح يا كثر الأقـوال=كل ٍ يحقـق للأمـل بـس بالقـول
كـل ٍ ينـادي بالفضايـل والأنفـال=ولأجل الوطن والمنطقة حيل مشغول
يبذل جهودٍ للوطـن ضـد الأهـوال=حيث الأمل بيديه والسيف مسلـول
يسعى مع الإصلاح في كل الأحـوال=بالقول والتصريح والفعـل مجهـول
نسمع ولا نكسب من القول مثقـال=ذرة من التنفيذ للطـرح يـا حـول
طيف ٍ يداعـب للخيـالات وآمـال=واليا انتهى الترشيح ما عنه مسؤول
كل الوعود اللـي بنـدوات تنقـال=تنسى بعد ما ينجح العضو وتـزول
إلا وعود أهـل المبـادي والأفعـال=تبقى منار ٍ يقتدي به علـى طـول
نبراس للإخلاص مع كـل الأجيـال=وعوايد ٍ للي على الطيـب مجبـول
يا حيّ من يصدق وإذا قـال فعّـال=وبرنامجـه للدايـرة جـد معقـول
ما هام في بحر المتاهـات واجـدال=ولا باع لأبناء المنطقة هرج معسول
خل ّ الذي في زيف الأقـوال يختـال=لو يكثر التنظير ويصـول ويجـول
ما يدري إن الناس ترصد للأعمـال=والناخب الواعي كشف كل مقفـول
ما يرتجى للحل من كـف محتـال=لو يدعي في منهجه عنّـده حلـول
من دافع الإحساس ترجمت الأمثـال=وجهة نظر تنقال والـرأي مكفـول
عبد العزيز الفدغوش
الأربعاء, 15 - إبريل - 2009