جناحا الطائر
أن الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده . أما بعد : - فسلام من الله عليكم ورحمته وبركاته .... روى لي أحد الزملاء في ليلة من الليالي قصة زميل له من باب العبرة والعظة قائلاً: في عام 1419 هـ تأثر زميلاً لي بالحراك الدعوي النشط في ذلك الوقت وكتب الله له الهداية والإستقامة والصلاح فكان مثالاً للمسلم المتبع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم فكنت مسروراً به أيما سرور على ماكانت عليه حاله . وقد قدر الله لي الانتقال من محافظة طريف الى محافظة أخرى بسبب ظروف العمل وكان ذلك عام 1421هـ وبعد مرور ثلاث سنوات من إنتقالي شعرت بالشوق والحنين لزيارة محافظة طريف وزيارة الزملاء . وفعلاً عزمت الأمر وتوكلت على الله وتوجهت الى تلك المحافظة الحالمة وكلي شوق الى لقاء الزملاء والجلوس والحديث معهم . وعند وصولي التقيت بعدد كثير منهم ، وفي أحد اللقاءات رأيت زميلي الذي ذكرت لك في بداية حديثي عن إلتزامه ، ولكني تفاجأت أنه لم يكن بالصورة التي تركته فيها .. نعم .. لقد أنتكس !؟ وعاد لحاله قبل إلتزامه عام1419هـ !!!؟ فعلاً أنه لأمُر محزن . لكن ياترى ما السبب .... يقول الله تعالى في محكم كتابه(( وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون أن الله بكل شيء عليم) )115 التوبة – أن هذه الآية تحتاج منا الى الوقوف عندها وتأملها وقراءتها حرفاً حرفا وكلمةً كلمه مراراً وتكرارا لما فيها من الوقاية والتوجيه والتحذير . نعم أن الله أذا كتب الهداية لأحد بين له أسباب المحافظة عليها من إتباع الأوامر وإجتناب النواهي والله بكل شيء عليم ....
أن الطائر أثناء تحليقه في السماء يستخدم جناحيه للطيران والثبات والاستقرار في السماء فإذا أصيب أحد جناحيه أختل توازنه وبدأ بالسقوط والإنحدار حتى يقع .. فتقع الكارثة!!! لقد ضربت لكم هذا المثال لأبين لكم فيه حال الشاب الملتزم أذا أنتكس . فالثبات على الإستقامة يحتاج الى جناحين ، جناح التقيد بما افترضه الله علينا من الطاعات والتقرب اليه بالنوافل وجناح البعد عن مانهى الله عنه من المحرمات والشبهات ولا بد من التوازن بينهما وعدم الإخلال بأي واحد منها أو التهاون به أو ترجيح واحد على آخر حتى يستمر الثبات والإستقامة . فالبعض يجتهد في جناح التقرب الى الله بالطاعات ويتشدد بها ويغفل أو يتغافل لهوى في نفسه عن جناح ما نهى الله عنه الذي لا يقل أهمية عن الجناح الأول وينزلق في الغيبة والنميمة والنظر المحرم .... الخ دون أن يتنبه لخطر ذلك. فعند ذلك يحصل الخلل ويبدأ الإنحدار وتكون العواقب الوخيمة . أن الآية التي ذكرتها آنفاً لهي العلاج الوقائي لكل من وهبه الله الإستقامة وحرص على الثبات . فلنتمعن ونتدبر القرآن حتى نعقل ولنحرص على التحليق بالجناحين سوياً حتى نكون على الطريق الصحيح كما أمرنا ربنا عز وجل لننعم بالإستقرار والثبات ما حيينا .... هذا ما أردتُ إيرادهُ وبيانه.أسأل الله أن يكتب فيه النفع والأجر، كما أسأله سبحانه أن يهدينا للحق ويثبتنا عليه الى أن نلقاه أنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
كتبه الفقير الى عفو ربه
دوجان بن الراوي الرويلي
[email protected]
[khph hg'hzv >>>!!! hg'hzv