السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ترددت كثيرا قبل أن أتي بهذه الحروف لكم
إلا أنني وجدت هناك حاجة ماسة لبعض هذه الحروف
إن الإختلاف في الرأي يقال أنه لا يفسد للود قضية
هذه الظاهرة وجدتها في الكثير من المنتديات منتشرة، وأتمنى أن هذه الظاهرة
ليست موجودة في هذا الصرح الأدبي المميز، بموضوعاته، وإدارته، والأعضاء المنتمين له.
الخلاف والاختلاف بمعنى واحد يشير إلى عدم الاتفاق على مسألة ما يقول الفيروز أبادي
في تعريف الاختلاف: أن يأخذ كل واحد طريقاً غير طريق الآخر في حاله أو فعله. [بصائر ذوي التمييز 2/562].
وتبادل الآراء عموما فيه من الفائدة الكبيرة للمحاورين المختلفين في وجهات النظر
وكذلك القارئ لتلك الحروف التي تعبر عن وجهات النظر المختلفة.
وأن الإختلاف بالآراء خصوصا في المنتديات الأدبية حالة صحية، تعبر عن الآراء
بعفوية وأرتجال بما يجول في أنفسنا من موضوعات وآراء، وتعم الفائدة على جميع
الأطراف المتلقي والمتحدث والمستمع أو المتصفح، وهذه فائدة يستفيد منها العضو
الجالس أمام شاشة الحاسوب، والعضو الذي إنضم لهذا المنتدى أو ذلك، أو العضو الزائر.
ولا ننكر أن للمنتديات فائدة عظيمة في تنمية الفكر من خلال الدرر التي يقدمها الأعضاء
من إبداعاتهم، أو نقلهم لدرر أعجبتهم من هنا ومن هناك، نثرا وشعرا، ثقافة وأدبا، ودينا.
في النهاية نحن شركاء في هذا الصرح أو غيره، في تنمية الثقافة العامة لكل من مر على هذا الموضوع
أو ذاك، وهذه الفائدة الحقيقة للمنتديات، بالإضافة إلى التعرف على أقلام مميزة بما يعجبنا مما تقدم.
إلا أن التفرد والإنفراد بالرأي ومحاولة قمع وطمس الآراء الأخرى ما هو إلا أسلوب الضعيف
الذي لا يملك من الثقافة والمعرفة الشيء الكثير، مما يجعله يحاول النيل من صاحبه بأسلوب عقيم
في الصراخ هنا وهناك، تصريحا وتلميحا، غمزا ولمزا، ونحسب الأعضاء هنا في هذا الصرح
أنهم ليسوا مما ينطبق عليهم القول السابق.
فعندما تطرح قضية ما يشخصها أحد الأعضاء، ويسقطها على نفسه ويقول أن هذا العضو
يقصدني بهذا القول (كغمز ولمز)، ويبدأ يشن هجومه على كاتب الموضوع ويحاول أن
يدافع عن فكرة لا وجود لها (يكذب الكذبة ويصدقها ويعيش معها)، فأين حسن الظن بالآخر؟
فيتحول الموضوع إلى ساحة قتال، ويتقدم البطل الفارس المغوار المشرف بحذف الموضوع
وهو في عقله أن بهذا السلوك قد أنهى النزاع أو الصراع بين كاتب الموضوع، وبين العضو
الذي أسقط محتويات الموضوع على ذاته.
وأن التروي وعدم الاستعجال ، وعدم إصدار الكلام إلا بعد التفكر والتأمل في مضمونه ،
والبعد عن التنطع في الكلام ، والإعجاب بالنفس ، وحب الظهور ولفت أنظار الآخرين،
وأن يكون الكلام في حدود الموضوع المطروح ، وعدم الدخول في موضوعات أخرى،
التراجع عن الخطأ والاعتراف به ، فالرجوع إلى الحق فضيلة.
لماذا لا يكون هناك حوار عقلي في الموضوعات المثارة للجدل، وتبادل الأفكار دون اللجوء
إلى مثل هذه التصرفات التي تحزن القلب، لماذا لا يكون هناك وعي بثقافة الحوار، دون
تدخل العواطف، وبعيدا كل البعد عن القوة والجبروت المزعوم.
أخيرا : هذه دعوة من القلب، بأن نفتح ساحات الحوار الهادف الهادئ، وكل يقدم
ما لديه دون التعصب، لأحد أوهام الذهن، حتى نستمتع بروائع الأعضاء العقلية.
فواز بن بندر