الســلام عليكم ورحمة الله وبـركـاته
في فن النثر ..
لسنا مجبورين على زخرفة الكلام..وتسجيعه بقدر ما نحن مجبورين
على توصيل فكره واحساس معين ..فحروف هـذا الكــاتب شيء يختلف تمـاماً..
الأستــاذ: سعـد الثقفــي ..
يمـتلك اسـلوب ..ففيه من التأويلات والكنايات والتشبيهات الشيء الكثيــر
يبهرينني دائماً مخزونه اللغوي
الجيد من الكلمات الفصيحه والغير متداوله كثيرا ..
فقتبســت لكم هنـا وقفــة مع الأستـاذ والكـاتب :سعـد الثقفـي
ورد في الأثر : حمل ( قابيل ) أخاه ومشى حتى أروح ، فلم يدرِ ما يصنع به ! فبعث الله غرابين قتل أ حدهما الآخر ، ثم بحث الأرض بمنقاره ، ودفن أخاه ، فاقتدى به قابيل .
فكان بعثُ الغراب حكمة ليرى ابن آدم كيف تكون المواراة ، قال تعالى ( ثم أماته فأقبره ) .
طعنة منك …
أفقدتني بريقَ الحياة الثمين.
كان فيها نهاية حلمي ، الذي طالما انتظرناه حتى أتيت لتنزعه من يدي .
بقائي على الأرض ، وجودي الذي كان لولا اعتداءك ، حبي الدفين ، كلُ ما كان ضيعته ها أنت ألغيت
نسلي في العالمين.
فدمائي التي على الأرض، رائحتي ، لغتي ، دمنا المشترك .
رسمتْ لوحة عارٍ كئيبة .
وأنا عنقاء ستلقاني بعد انكفاءٍ غريبْ .
غادرت روحي الكئيبةُ مني خلايا الجسـد ْ،
حين غيبتني، وأخليت مني البلدْ .
لا أرى غيرَ خنجرك المسموم ، ولا أشتم غيرَ الدمــاء.
يدكَ القابضةُ على النصـل تثخن جرحا عميقا في الذاكرةْ .
ما بقي ماثلا غيرُ لون الدماء ، وبقايا جفاءْ .
آه يا ابنُ أمي ، لماذا نموتُ ، ونغتال أحلامنا ؟ لماذا نفرّغ شهوتنا للإبادة في بعضنا ؟
ولماذا نعيدُ إلى الأرض طعم ملوحتِها ، دمانا التي سُكِبت ، بقايانا ، هذي العظام التي
سوف تغدو رميما، وهذا العيون التي لن ترى النورَ بعد الممات ؟
آهِ يا ابن أمي ها أنني ميتُ ،سأغدو شهيدا ، فأنا أولُ الراحلين.
لم أمتْ من عدو تربّص بي ، بلْ متُ من خنجرك الذي قد شحذناه سويا، وكنتَ تفاخرمنتشيا : خنجري أولُ
الطاعنين :
خنجري أول الطاعنين ، وها أنني أول مغدورٍ على هذه الأرض ، يا أولُ القاتلين.
فالآنَ أغمضتُ عينىَّ … لكي لا أراك
فها لحظةُ الموت تدنو رويداً .. رويداً .
ولابدّ لي أن أموت ، لا بُدّ لي أن أموت !!!
إنني أولُ الميتـين غدراً ،
أولُ من ترتوي الأرض من دمه ،
أولُ من يستفيق ،
أولُ من يُقتص له ، حين تُبعث فينا الحياة ونساق إلى جنة أو حريقْ .
للدماء التي على الأرض لونُ الخطايا ،
شارةُ حزنٍ تدلّ علينا ،سيعرفها القادمون إذا ما مضينا ، وسيعرفها الميتون.
جسدي الملقى على الأرض ،لعنة سوف تلقاك كل مساء حزين ،
ذكرياتي تمشـي على قدمين ،فهل تملك تقييدها ،أيها القاتل الغادرُ؟ ذكرياتٌ ستنمو ،
وتنمو فليس لها آخرُ . فمن ذا سيحميك منها حين تقفز في الذاكرة.؟ ومن ذا سيحميك مني إذا ما تذكرتَ
ضحكتنا
لعبنا في النهار ، صيدنا للطيور ،
واختنا الساحرة[1]
كلماتي التي عبرتْ ذات وقت ، كلُّ شيْ هنا
أنتَ من نال منه جميعا
وستلقى عذاب السماء
حين تئوب النفوس إلى بارئها
سأقتص منك وستلقى الجزاء .
أو تتركني في العراء ؟.
يأكل السبع لحمي ، ويفقأ عيني الغراب!!
ستعذبك روحي
أتهرب منها ؟
سوف تأتيك مشرعة كالحراب
عندها سوف تقتص منك ويأتيك فصل الخطـاب
هـل رأيت الغراب !!
ذلك القادم من دياجير هـذا المسـاء الكئيبْ
ليغدر مثلك بأخيه الغراب
وارني مثل أخيه ،
فهــا.. قد زفّه للترابْ
واراه في الرمل ، حين كان العزاء الوحيد لذاك الفقيد:
نعيق الغراب لأخيه الغراب..
أيها القاتل الغادر بي أتظن المواراة تلغي وجودي على هذه الأرض،
وتنسيك غدرك بي !!
المساء ات والصباحات والذكريات ، وكل الذي فات
سوف تقتص منك
سوف تقتص منك.
فمن ذا يواريك في الرمل إن مُتّ بعدي
من ذا يواريك يا أول الغادرين !!
وعذاب الضمير ، خنجر مسموم سوف يسقيك سمّ الممات.
إن تكن قد غضبت مني وقررت ذبـحي فأنا نلتُ ودَّ السـماء
وأنا المدفون قبلك في ذا العراء.
وأنا من سيبعث قبلك يوم القضاء.
لكم إحتــرامـي ..