الآن ارتشفت زبد الحب للشاعرة ماجدة غضبان
أفراس بحوافر ذهبية
تركض عبر مَراح
الروح
نحو قناطر ذاكرة
عمياء
لا تعلم كم رسم العنكبوت
من لوحات شبكية
على وجهي
كي يصطاد بريق عينيّ
لحظة تقفز خيلي
فوق أسلاك السجن
الأسطورية
الارتواء
يقيم عند ساحل البحر
لم يختر له وطنا
قرب النهر
ليكون الرغبة المستحيلة
والسفر إليه
ضرب من الجنون
لتصير الروح
شراعا ممزقا
عند قدميه الجافتين
والسفينة زورق ورقي
ابدعته مخيلة طفل
هل للقبلات
الملامح عينها..؟
نفس المذاق..؟
وذات الحرقة..؟
لم لا نملُّ إذن
من البحث الدائم
عن قبلة مختلفة..؟!!
لتكن قصرا
أو جدارا خربا
أو غرفة بثقب
لا يقاوم اجتياح المطر
حيث ارقد باحثة
بعيني الداميتين
عن وطن
لا يلوِّح بإصبعه
مهددا :ـ
ارحلي
أيتها اللقيطة!
لا تصدقوا
إن قيل لكم
إن في الاكتشاف
متعة
عبث هو الاكتشاف
ايام تهرول بجنون:ـ
صوب إناث من عاج
وسماء كاعب
وأراض عذراء
كلُّ ما تدنو منه
تشم أنفاسه
تقترب منه
يتلاشى
كرزمة ريح
زهرة
في البراري
يفوح عطرها
ينتشر في الأجواء
بعيدا
ثم يعود إليها
منتحبا
كطفل صغير
أيتها الأم
ضمّيني مرة أخرى
إن الفراغ الذي يعبق بي
يدعونه الموت
الظل الذي جلس
في وعاء النسيان
بدا نحيلا
يشف جسده
عما خلفه
يخترقه الضوء
بنشوة فتية
وهو يتكور لاهثا
نازفا قطرات ظلاله
الخافتة
عند ساحل الضوء
بكبرياء
خيوطه السوداء الأخيرة
تهفت
على شرفة الأصيل
وتسقطُ في الجوار
على أصيص طاوٍ
بذورُ ظلال ملونة
أفصحْ
أيها الغامض
واكشف عن صدرك
المائي
وأنفاسك المسترخية
على شفتين من رحيق
عن صوتك الفضي
الذي يستقصي قشعريرة جسدي
عن فرشاتك الساحرة
الذابلة كأهداب الفجر
إرسمْ وجهك
في بحيرة مملكتي الهشيمة
ضَعْ على شفتيّ
قبلة من ماء
تنضح على رمل البوادي
بنشوة لا يعتريها الجفاف
حتى أفرِغُ في جوف
نهم
كأس نبيذك الأخيرة
أيَّ كتاب تحمل
في حلمي؟
وكيف أصبحتَ
حين صحوتُ
في قلب كتاب؟
اعلمُ يا دنقل
مقعدكَ خلفي
لا تبحثُ عن الصف
الأول
لكنك حين تـُخيــَّر
بين موعدك مع الشعر
وموعد مع نافذتي
اسمع نقرا بحصاة
على الزجاج المتلهف
أراك من خلف ستارة
تبتسم
ثم تعود راكضا
بكل ما أوتيت
من قوة
للامساك بقصيدة
لوحة امرأة
ـ فحسب ـ
ألوانها صامتة
وقاسية
نظرتها متحفزة
كأن شباك الصياد
ستباغتَها
جلوسها حذر
وكل ما حولها
يشي بلحظة هروب
قادم
بين يديها
رزمة أوراق دامية
وقلم أعمى
وعلى الطاولة التي أمامها
تصطف تماثيل صغار
شبيهة بها
غير إنها مختلفة الأعمار
وجهها تحجبه الظلال
في قعر بطنها
ثقب رصاص اسود
لا دماء تسيل
الصمت الذي يعرِّش
على وجودها
يدعوك بابتهال
أن تسكب دموعك
في إناء مجاور
لتسقي شجرة موسيقى
تذبل
عند أذنيها
من ظن أن اللذة
غير مقدسة
وان الحب
ليس مئذنة جامع
وان القبلة المتقنة
ليست بداية طريق
نحو الفردوس؟
للأصوات قوس
كطاق كسرى
ولها تحته
محلّ اجتماع
حين تغادرنا
الأصوات
لا تهجر المدينة
إنها فقط تغيب
في دهشة لم تعترينا
هناك يجعجع
صوت كسرى
الآمر الناهي
بمفرداته الموغلة
بالوقاحة والطيش
تقترب الخيول
والجيوش المنكسرة
وصوت كسرى
يضيع
في لجة الصهيل
ونواح النساء
وبكاء القادة المنكسرين
حينها تغرق أصواتنا
في ضحكها الهستيري
وينتهي الاجتماع
بتحديد موعد آخر
للسخرية من أصوات
قديمة
نقطة صغيرة على الرسغ
ربما كانت قطرة دم
أو قمر يعلن السطوع
أو ذاكرة لمسة
شهية
أو نجمة عارية
تبحث عن دفء المساء
لكنها أمام عينيه
ستتذوق الم التضاؤل
ستنصهر روحها
حتى تختفي
أو تصبح آهة ندية
على غصن قصيدة