فقط هي ايام قليلة بعد ان احضرت تلك الرواية بعد ان طال الجدل بيني وبين من اقتنتها لفت انتباهي عنوانها قلبتها اطلعت على بدايتها وقلبتها بعجالة لاغلق الكتاب الذي لا يبلغ ارتفاع صفحاته الانش والنصف وفي عجالة وضعتها بحقيبة يدي بعد ان ودعت صديقتي وغادرت لم تكن الا لحظات حتى نسيتها وانشغلت باشياء كانت تقق راحتي حينها عدت الى منزلنا بعد ان قضيت نهارا مجهدا ومتعبا تناولت بعض الاكل الا انني لم اقوى على الاستمرار به كان هناك شيء يقلقني الا انني لم اعرف ما هو اخذت حماما خفيفا لم يستغرق مني الربع ساعة على غير عادتي اخذت المنشفة من على يميني اخذت ادندن لحنا لم اعلم من اين اتيت به لابتسم بارهاق سعيدة بنهاية ذلك اليوم اخيرا استسلمت الى النعاس الذي قضى عليه النوم وما هي الا سويعات حتى استفقت بالم كان يخترق اضلعي فتشت عن اي مزيل له الا انه بلا جدوى كان بي الحال حتى الصباح بعد ان طال ذلك الليل المبحوح الانين حاله حالي فتشاركنا تلك الليلة الغريبة .
كانت الام الحلق ترتفع لتعلن الحمى اتيانها فيبدا الهذيان والعرق باحتفالية المرض فكنت اهوي كاوراق عبثت بها رياح الخريف دون مقاومة منها تذكر استمربي الحال ورفضت الذهاب الى الطبيب فاعرف تشخيص حالتي من دون اللجوء اليه كما ان الالتزام بتناول الدواء كان امرا مربكا بالنسبة لي استمر بي الاستسلام لتلك الاوجاع الا ان الابتسامة لم تفارق محياي صدقا لم اعرف مالها ولا اي باب هو ذاك الذي دخلت منه
فجاة تذكرت تلك الرواية التي طال بنا النزاع عليها تذكرت صديقتي ودفاعها وتذكرت عنادي والتزامي موقفي
وقفت بخطوات متعثرة اقاوم ذلك الدوار الذي يداعب خصلات شعري المتداعية هي الاخرى فكنت لا اقوى حتى على ابعادها على جبيني الا انني وصلت الى خزانتي فتحت حقيبتي وتناولت تلك الرواية وكان موقفي منها كسابقه لم يبتعد كثيرا على عنادي كم كنت قاسية شريرة حينها لا اعلم لما اقول كل هذا الا انني عدت وانا اتمتم بكلام لم افهمه حتى انا فقد كان ممتزجا بالهذيان فاثار الحمى اعجزتني على فتح عيناي بصفتهما المكتمله اخيرا انتهيت الى فراشي واخذت بطانيتي بعد ان اسندت ظهري بوسادتين الى الجدار وما هي الا لحيظات حتى بدات بقراءة الرواية كانت لاحلام مستغانمي قد قراتها قبلا ربما او انني اوقعتها سهوا معنونة هي بالعمر لعبة العنوان بذاته كان مستفزا
اخذت اقلب الصفحة تلو الاخرى وما ان اهتديت الى خيطها حتى اوشكت على ختامها خيالا قبل ان اتمها كنت ابتسم كلما تقدمت بالقراءة كاني اعرف البطل جيدا واتوقع تصرفاته ولهجته ربما هو ذا سبب ابتسامي
اهدابي كانت تصارع عصياني النوم وتجابل النعاس الا ان عنادي كان اكبر واكثر ههههه كنت اريد ان اختمها بتلك الليلة كان هذياني ينبؤني بانها نهايتي لا يهم نبضي كان يرتفع وتزداد وتيرة الدقات به كلما شارفت النهاية
اخيرا اتت النهاية لم تختلف كثيرا على توقعي كانت لي بعض الملاحظات الا انني عجزت عن تدوينها بكراستي المترامية هناك على مرمى من بصري واعجز عن التقاطها اتسعت عيناي اكثر وزاد ابتهاجي وسروري وضعت الرواية بجانبي وعدلت من جلستي لاخلد الى النوم واتمدد على جانبي الايمن مفكرة بتلك النهاية التي رافقتني اخيرا اسدلت اهدابي وتمكن مني النعاس وقد ارتفعت الحمى اكثر الا انني لم اكترث لها
لم افتا ان سمعت صوتا مكفهرا خشنا اتاني من الخلف وسرعان ما وقف طيفه امامي كانت عيناه محمرتان تفيض غضبا وقسوة كنت لا ازال متعبة مستسلمة الا انه لم يابه لحالي ولم يكترث تحجرت الدموع بعيناي كنت اشفق على حالي اجل اشفقت عني ههههه ربما اكون بلهاء الا ان هذا الذي كان مني الا ان تلك العبرات الخانقة لم اسمح لها بالانسدال لانها ستجعله يشفق علي ولم اكن لاريد كان يتكلم بسرعة وبغضب لم افهم اغلبه وما كان مني الا تهدئته ولكن عبثا احاول لم يترك لي فرصة للشرح فقسوته تزيد كلما زادت ثورته الا انه كان يزيد ضعفا كلما زادت تلك الحالة كنت اشفق عليه على الرغم من حاله اجل اشفقت عليه من نفسه فلم يكن يرحمها كما رحمتها انا تمنيت ان يسكت للحظة كي يعود الى قوته التي عهدته بها فيعود لي اطمئناني ولكن للاسف لم يكن ما تمنيته
واخيرا فهمت ما باله انها غيرته العمياء انها شرقيته البطولية التي لا ترضى الا بذلك الدور انها رجولته المكابرة حتى نسي انني انثى قبل ان اكون امراة ويجب ان يعاملني على ذلك الاساس
وطوال تلك السويعات التي كان يتكلم بها لم يجرا على التطلع الي بل كان يتجنب نظراتي ربما كانت نقطة الضعف القاضية حينها وكنت اتعمد ان ارمقه بتلك النظرات عله يهدا لكن محاولتي الفاشلة لم تمر عليه بسهولة
قلت وبجراة توقف انك تؤلمني قال انت اقوى وتتحملين الاكثر والاقسى كان به يود كسري يا لساديته العالية كان يتلذذ بمعاتبي ويستمتع بقسوته تلك وكان يروقه منظري الضعيف ربما كان ذلك ما تمناه ان يرى ضعفي كي يرى مدى حاجتي اليه الى عطفه وحنانه واستحالة العيش من دونه اجل كان ذلك اقصى مناه وقد تحقق مراده كنت اردد انك مخطئ انك تخضع نفسك الى الترهات انك تهذي بما ليس بحقيقة كنت انا واياه فقط من يعرف تلك الحقيقة الا ان مكابرته كانت تغزو تفكيره او ربما هو درس بالقسوة كي يحذرني من مزحي معه بتلك الطريقة مرة اخرى
اخيرا نزلت دمعتي ليلتقطها قبل ان تنتصف الى وجنتاي لقد عاد كما عرفته ليطبع ابتسامة على محياه تشير بانتهاء العاصفة وتعلن هدوءه
لا ازال مصدومة كيف له ان يكون هكذا وكذاك برمشة عين اربكني وشتت تفكيري لم اجدني الا ممددة على فراشي مغطاة الى منتصفي واذا به يراقبني حتى استفاقتي
صوت هادئ كان يناديني وكف امتدت الى شعري تزيحه عن جبهتي وعيناي كان انعم من صوت الهدوء انه نور الصباح المنبعث من نافذتي وقد ازيح الستار عنها لقد كانت نهاية الحلم المتصارع كتصارع هذياني حينها مددت يدي الى وجنتي ولا تزال تلك الدمعة متحجرة بذلك المنتصف مسحتها وابتسمت حمدا لله لقد كان حلمي قد امتزج بيقضتي
واذا بوالدتي تحضر كوب الحليب الساخن فاخذت ارتشفه بهدوء وانا اتمتم اقسم بانه يشبه جيرالد ذاك وابتسمت اكثر حين وجدتني قد عشت الرواية بحقيقة كنت اعرفها ويعرفها هو ايضا
.
.
.
.
.
.
.
.ويستمر عناد السطر وتلك النقاط وترتفع الوتيرة حدتها كلما عاندته وواجهته
بعض مني وبعض من هذيان مرضي حمى رائعة اجل انها رائعة
انه الجنون بعينه
ساكمل ارتشاف كوبي وساكمل حكايتي ولكن بصمتي المعهود
.
.
.
.
.
.
نقطة حبر وسطر
ورقة من دفتري